نظرة إيجابية على التحديات الناجمة عن تداعيات جائحة فيروس كوفيد-19
بالرغم من التحديات الغير مسبوقة التي يشهدها العالم في ظل التداعيات الناجمة عن أزمة جائحة فيروس كوفيد-19 ، إلا أنه مع خروج دولة الإمارات العربية المتحدة من مرحلة الإغلاق فقد حققت نجاحاً كبيراً في التعامل وإدارة هذه الأزمة من خلال اعتمادها على نهج استشراف المستقبل والاستباقية والمرونة، ما يدعو إلى البحث عن الايجابيات والدروس المستفادة للاستعداد للمرحلة المقبلة.
الابتكار في مجال الرعاية الصحية
كان على الجهات الصحية وشركات التأمين الإقليمية مواكبة متطلبات المتغيرات السريعة واعتماد الوسائل المبتكرة للتعامل مع هذه الأزمة الصحية العالمية، والتي قد تؤدى إلى تغييرات إيجابية في هذه القطاع على المدى الطويل، وقد عملت الجهات الصحية على اعتماد سبل جديدة للاستشارات الطبية عن بَعد، بجانب التحول الإيجابي في سلوكيات الأفراد في التعامل مع الجهات الصحية، والتكيف مع الحلول المتطورة للرعاية الصحية وينطبق ذلك بشكل خاص مع زيادة التفاعل مع الأطباء في الرعاية الأولية عن بُعد حيث يمكن حالياً إجراء أكثر من 60% من الفحوصات الأولية عن بٌعد، ما ينتج عنه فوائد من حيث التكلفة للمرضى وأصحاب الأعمال ومقدمى الرعاية الصحية. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم هيئة الصحة بدبي والعديد من مقدمي الرعاية الصحية الاستشارات الطبية الافتراضية (الاستشارات عن بَعد)، وسعت شركات التأمين لمواكبة هذه المتغيرات من خلال مزايا جديدة تشمل هذا النوع من الاستشارات ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإقبال عليها بنسبة 100%، كما هناك اهتمام كبير من الأفراد لاستخدام الحلول التكنولوجية المتطورة في تعزيز صحتهم ورفاهيتهم، حيث أشارت مؤخراً دراسة استقصائية من شركة ايتنا انترناشونال شملت 1000 موظف في الإمارات إلى أن 75% من الموظفين في الدولة يرون ان استخدام التقنيات الحدثية من قبل أصحاب العمل تساعدهم على إدارة صحتهم الجسدية بشكل أفضل و66% عن إدارة صحتهم النفسية، ولذا فأن هذه الأزمة دفعت إلى تغيير إيجابي في هذا المجال في غضون شهرين، وقد ساهم هذا التحول إلى الرعاية الصحية عن بُعد وخاصة في الرعاية الأولية في تخفيف الأعباء على الجهات الصحية والمرضى.