هيئة كبار العلماء بالأزهر: الخلود في جهنم لمن يفجر نفسه وسط الأبرياء
أعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، أن “العبث بالأزهر الشريف عبث بحاضر مصر وتاريخها وريادتها، وخيانة لضمير شعبها وضمير الأمة كلها”، مؤكدةً وقوف الأزهر الشريف إلى جانب الكنسية المصرية ضد كل من يمسها بسوء، ورفض وتحريم الإسلام تحريما قاطعا لأي اعتداء على دور العبادة.
وتقدمت هيئة كبار العلماء، في ختام جلستها الدورية اليوم الثلاثاء، برئاسة شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، بـ”خالص التعازي للإخوة الأعزاء الأقباط، والشعب المصري أجمع في ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا وحدة المصريين وتماسكهم قبل أن يستهدفا كنيستي مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية”، سائلةً “المولى عز وجل، أن يُلهم أهلَهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمُن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يمسح على قلوب المكلومين والمحزونين؛ إنه أرحمُ الراحمين”.
وأعلنت وُقوف الأزهر الشريف إلى جانب الكنيسة المصرية، “في وجه كل من يعتدي عليها أو يمسها بسوء”، مؤكدةً أن “الشعب المصري الأبي قادر بصموده مع مؤسسات الدولة المصرية على دحر قوى التطرف والإرهاب التي فشلت كل مخططاتها الخبيثة في النيل من صمودها، ومن وحدة نسيجهم الوطني”.
وتابعت الهيئة، أن “ما وقع من تفجيرات آثمة استهدفت مواطِنين أبرياء ودوراً للعبادة، أمر خارج عن كل تعاليم الإسلام وشريعته التي حرمت الاعتداء على النفس الإنسانية، أياً كانت ديانتها أو كان اعتقادها، وحرمت أشد التحريم استهداف دور العبادة، وفرضت على المسلمين حمايتها، وأوجبت حسن معاملة غير المسلمين ومودتهم والبر بهم، وقد أكد القرآن الكريم على حرمةِ دور العبادةِ في نص صرِيحٍ في القرآن الكريم: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40]”.
وشدد البيان على أن “الإسلام يحرم على المسلم، تحريماً قاطعاً تفخيخ نفسه وتفجيرها في وسط الأبرياء، وجعل جزاءه الخلود في جهنم، فقال النبي الكريم، صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَن قتَل نفسَه بشيءٍ عُذِّبَ به يومَ القيامة”، واعتداء هؤلاء المجرمين البغاة على الأبرياء هو إيذاءٌ لرسول الله نفسه، صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث النبوي الشريف”.
وندد البيان، بالهجوم الذي يشنه أعداء الإسلام على الأزهر الشريف قائلاً إن “الحقيقة التي يتنكر لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام، هي أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي أخرجت رواد النهضة المصرية، ونهضة العالم الإسلامي بدءً من حسن العطار ومروراً بمحمد عبده والمراغي والشعراوي والغزالي، ووصولاً إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته في هذا الزمان”.
وحث بيان هيئة كبار العلماء، هؤلاء المنكرين لضوء الشمس في وضح النهار، أن “يلتفتوا إلى المنتشرين في جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحُكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركةً على مصر وشعبها حسن جعل منها قائدا للعالم الإسلامي بأسرِه، وقبلة علمية لأبناء المسلمين في الشرق والغرب”.
وطمأنت هيئةُ كبار العلماء، المصريين جميعاً، والمسلمين كافةً حول العالم، أن الأزهر قائم على تحقيق رسالته، وتبليغ أمانة الدين والعلم لناس كافَّةً، تلك الأمانة التي يحملها على عاتقه في الحفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام، وسيظل الأزهر الشريف قائماً على هذه الرسالة حاملاً لهذه الأمانة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حصناً منيعاً للأُمة من الأفكار التكفيرية والمتطرفة التي تسعى للعبث بتراث الأمة وتفريغه من مواطن القوة والصمود في وجه التحديات العاصفة بالأوطان والأجيال.
وأشار البيان، إلى أن “مناهج التعليم في الأزهر الشريف في القديم والحديث هي، وحدها، الكفيلة بتعليم الفكر الإسلامي الصحيح الذي ينشر السلام والاستقرار بين المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغيرهم، تشهد على ذلك الملايين التي تخرجت في الأزهر من مصر والعالم، وكانوا، ولا يزالون، دعاة سلام وأمن وحُسن جوار، ومن التدليس الفاضح وتزييف وعي الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين”.