وداعاً عبدالحسين عبدالرضا … بقلم عبدالمحسن علي العطار
بِسْم الله الرحمن الرحيم “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وانا اليه راجعون” صدق الله العظيم.
عندما تحين وقت المنية فنقول إنَّا لله وإنا اليه راجعون، وهكذا بهدوء ترجل فارس الفن الأصيل بوعدنان وغادر الحياة بعد عطاء ٥٠ عام من جهد وتعب وتحمل المرض من اجل جمهوره ورسم الابتسامة على وجوه الجميع ليس فقط بالكويت وإنما بالخليج والوطن العربي فأصبح رمز الفن الأصيل وأحد أعمدة الكوميديا الخليجية والعربية فكانت أعماله محفوظة في ذاكرة الصغير والكبير والأفيهات واللزمات التي استخدمها أصبحت يرددها الكثيرون وفرضت نفسها حتى في كلام وأحاديث الناس.
لقد كان وجود بوعدنان في كل بيت ليس فرض وإنما من محبة الناس له وهذا يأتي من حبه للناس وجمهوره فكانت علاقة محبة من نوع خاص فكان مثل المداوي لجروح الناس وحزنهم وهذا واقع فكثير منا يمر في حياته بلحظات حزن أو جرح وفي وسط همه يشاهد لقطة من مسرحية أو مسلسل للفنان عبدالحسين عبدالرضا فترتسم البسمة فجأة على شفاته ويبدأ بالضحك وهنا يستجمع قواه ويتغلب على حزنه، وهكذا نرى أن شخصية بوعدنان وفنه تعدت مرحلة الكوميديا وأصبحت بلسم لتغلب الكثيرين على جروحهم وحزنهم من خلال مشاهدة أعماله.
لقد تميز الفن الذي قدمه بمراحل وأحداث مهمه من الزمن ووثقها بفنه مثل “بني صامت” ،”باي باي لندن” ،”فرسان المناخ” و”سيف العرب” فهذه الأعمال كان واقعها على المستوى الخليجي والعربي وهناك أعمال اخرى كثيرة من واقع واحداث اجتماعية محلية مثل “على هامان يا فرعون” ،”ضحية بيت العز”. وأيضا جاء بعمل قوي وتحدث آنذاك بمرحله كانت الكويت تمر بها إلا انه تم وقف عرض المسرحية وهي “هذا سيفوه” بالرغم من أنه أجيز النص من قبل وزارة الاعلام! وكان هذا الأمر خير دليل على ما تتحدث عنه المسرحية.
كما قدم من المسلسلات الكثير والتي أيضا تتحدث عن حقبة من الزمان في الكويت وأهمها “درب الزلق” فهذا المسلسل يجب أن يدرّس فالجميع شاهد المسلسل مئات المرات وفِي كل مرة تشاهد المسلسل وكأنك تشاهده لأول مره.
هكذا هي الحياة فنرى المفارقات كيف كان رمز الفن طوال ٥٠ عام اضحك الجميع بأعماله وكيف كانت تعلوا ضحكاتنا معها وفجأة وبهدوء رحل عنا وعن الدنيا تاركا وراءه كل أثر جميل وكل ابتسامه سيتناقلها الأجيال من خلال أعماله.
عبدالحسين عبدالرضا رحل جسداً ولكن روحه باقيه في كل قلب وبيت..فالى جنات الخلد يا بوعدنان.
رسالة…
١- في أحد لقاءات بوعدنان الأخيرة أوصى الشباب بأن يكون الحب والولاء للكويت ولحكامها فقط لأنهم لن يجدوا نفس هذه الأرض الطيبة ولا مثل قلوب حكامنا.
٢- من الصدف أن تمرالكويت ثلاث مرات بأمور طائفية وفتن وتمزيق وحدة الصف بين أهلها ولكن في كل مرة تحدث فاجعة ليصحوا ويتحدوا مرة أخرى :
-المرة الأولى حقبة الثمانينات وجاء الغزو فإتحدوا.
-المرة الثانية ٢٠١٢ في وسط الغليان الطائفي جاءت فاجعة موت المرحوم سمير سعيد فجعلت الناس تتحد وتتجمع في المقبرة الجعفرية.
-المرة الثالثة ما نمر به من أسابيع وجاءت الآن فاجعة موت عبدالحسين عبدالرضا لنرى الجميع يتحد في حب ابن الكويت.
٣- نعم عبدالحسين عبدالرضا بفنه الراقي ساهم في التآلف والتقارب بين شعوب دول الخليج، اما النكره فلديه دكتوراه ويعمل على تفريق أبناء الخليج ويهين الاسلام، فشتان بين الثرى والثريا.
٤-ثم انقضت تلك السنين وأهلها فكأنها..وكأنهم…أحلام.