ولد الديرة لـ”صوت الخليج ” : صرنا كلن يجر الناس صوب قرصه
حاورته : رباب عبيد
هو أحد الوجوه الفنية الكويتية المتميزة في ثمانينيات القرن , لمع نجمه في عدة أعمال مع الكاتب المسرحي الكويتي محمد الرشود مثل “لولاكي” و”الكرة مدورة” و”بشت المدير” وأما بالنسبة للتلفزيون ظهر في الكثير من الأعمال التلفزيونية الناجحة مثل البرنامج المنوع “خذ وخل” مع النجمان داوود حسين و إنتصار الشراح وأيضا شارك بمسلسلين مع الفنان النجم عبدالله الحبيل وهما “رجل سنة ستين” والمسلسل الكوميدي الشيق “صالح تحت التدريب”.
هو الفنان الكويتي المتميز ولد الديرة ” خالد العقروقة” , من مواليد منطقة الدسمة في الكويت عام 1964وشقيق الراحل محمد راشد العقروقة , اتسعت شهرته بعد أن قدم العديد من المسرحيات والمسلسلات, اتسم اسلوبه التمثيلي بالفن الكوميدي فسكن القلوب وحفرفي مخيلة العقول .
مرضه
أصيب الفنان ولد الديرة بسرطان القولون في أواخر 2009 وأرسلته الدولة للعلاج في الخارج المستشفى الامريكي في تايلند , عولج لست وسنوات وأكثر من المرض أثناءها غطت بعض الصحف الكويتية أخباره من الخارج الكويتي , تخلت وزارة الصحة عن اكمال التكفل بعلاج الفنان ولد الديرة , بعدها تولى الشيخ محمد بن زايد تكاليف علاجه لسنوات عديدة والذي كان مكتبه يراقب حالته الصحية أولا بأول وبإهتمام بالغ، تفجرت قريحة ” ولد الديرة” بكتابة قصيدة باللهجة الكويتية وهو على فراش المرض انتقد فيها تجاهل وزارة الصحة الكويتية له بعد انقطاعها عن كفالته بالعلاج , كتب قصيدة وهو على فراش المرض ننقلها بشكل منفرد على الموقع الألكتروني .
صوت الخليج باركت للفنان ” ولد الديرة” بالشهر الفضيل , وأجرت معه لقاء , حملها أمانة ببث شجنه وألمه على ما آلت اليه الدراما الكويتية , والحال الاعلامي والدور السياسي التشريعي المفقود في تنظيم الجانب الاعلامي والفني في الكويت وتأمل خلال اللقاء ان تعود بنا الايام الى الفن الكويتي الحقيقي أيام محمد صقر الرشود واعمدة الفن الكويتي , امثال الفنان عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وعبد الله الحبيل , موضحا ان الدولة لم تقدر دور الفنانين الرواد ولم تبرزهم بمكانتهم الحقيقية الى الآن على حد تعبيره .
سألناه :
–ما جديدك لرمضان 2017؟
ليس هناك جديد لانى لا اطرق باب احد وهذا الميدان ياحميدان , ليس لي مشاركات ولكن اتساءل هل يخافون مني لهذه الدرجة ,او لانهم يعرفون اني” آكل الجو الفني كله” ؟.
- قيم لنا الجو الفني الكويتي .. كونك من الفنانين الذين برعوا في المسرح والبرامج التلفزيونية ؟
- برأيي الجو العام للفن الكويتي تراجع الى الأسوأ وذلك لأسباب أصبحت الدراما الكويتية تشوه واقع المجتمع الكويتي أمام الشعوب الأخرى , وان كانت تهدف لمعالجة المواقف والمواضيع الاجتماعية الا انها بشكل او بأخر تركز على مفهوم ” كشف المستور من طريقة حياة الأسرة الكويتية فتعكس مثلا جحود الابناء بالآباء والأمهات وتعطي نظرة عن واقع الشاب الكويتي انه شباب منفلت من النواحي الاخلاقية , وانه مريض نفسيا مثل العنف عبر كلمات منها ” خزني وخزك” والخ وهذا ان وجد فيه نوع من الصحة فنسبته مبالغ فيها .
- اذن ما المطلوب من كتاب النص الدرامي التلفزيوني والمسرحي؟
- يجب على الكتاب اختيار النصوص التى تقوى أواصر المجتمع كالبر بالوالدين , حب الوطن حب قائد الدولة نزرع فيهم البسمة الطيبة الأخلاق التي عاش بها شعب الكويت منذ القديم , ضاعت البسمة وضاعت الطيبة للاسف.
- ماذا تريد ؟
- أريد من وزارة الاعلام ان تكون اعلام حقيقي , لان وزارة الاعلام للمواطن قد تكون أهم من وزارة الداخلية لتأثيرها على النفوس من خلال الاذاعة والتلفزيون والمسرح , وما أجده من نسيان لدور الفنانيين الكويتين الرواد شىء مؤسف , والملايين التى تصرف خارج الديرة , خلوها بالديرة , أصرفوها على الاعمال الاعلامية المتميزة من مسلسلات وأفلام ومسرح ” اللي يحتاجه البيت يحرم على المسجد” , أعطوا الفنان حقه المعنوي والمادي .
- دعني أقف معك بنقطة نظام… وزارة الاعلام غير مقصرة بالفعل اعلانات هادفة – ملتقيات – تكريم –مهرجانات مسرحية وكثير من النشاطات؟
- صحيح هذا كله موجود ولا أختلف معك , لكن اين الاعلانات الهادفة اعلانات يصرف عليها الملايين وليست ذا قيمة , اين الثقافة الكويتية في المسلسلات والدراما , أين الممثلين الكويتيين رواد الأوائل هذا كله مما قل وندر .
- ماتوقعاتك للاعمال الرمضانية القادمة ؟
- أتمنى ان لا يكون هناك تكرار ” ملينا من التكرار” وأن يكون الطرح متميز جديد مشوق, يدعو للتفاؤل وليس ” الخيانة وقطع صلة الرحم والبنت المسترجلة والولد الشيميل , متأكد ان العمل الذي سيكون له نص ذا مضمون اجتماعي وانساني ويكون ممثليه ستاف من الممثلات والممثلين البارعين ومخرج متمكن سيكون العمل رائع بكل المقاييس, واتساءل اين تلفزيون الكويت من المسلسلات الجيدة التى تشتريها قنوات فضائية أخرى ونترك الرأي للجمهور والنقاد.
- موقف ندم عليه الفنان ” ولد الديرة”؟
- دعيت لتصوير أحد الدعايات لشهر رمضان ووافقت على التصوير ابلغوني بوقت التصوير وكان تقريبا في الساعة السادسة صباحا , وأخذني الحماس وجئت قبل ساعة وتفاجأت في مكان التصوير” مدرسة العبد الرزاق البصير ” في منطقة الرميثية والمدرسة آيلة للسقوط , وتفاجأت بأنها مجهزة بالديكور والكاميرات بعدها ” دقيت سلف ورديت البيت ” وانسحبت من العمل , بعدها تقدمت للوكيل بشكوى وتبين ليس له علم بهذا كله .
- ماذا عن المنتجين للاعمال والمسلسلات الكويتية ؟
- المنتجين اليوم يحددون 4 ملايين للعمل ويدفعون 12 مليون هذا دليل ان ليس هناك تنسيق ولاكوادر وطنية مؤهلة.
- رحل الفنان الكويتي على البريكي أمس وترك وراءه بصمة رائدة في المسرح العربي وأعمال درامية أخرى … كيف تؤبنه؟
- انا لله وانا اليه راجعون على البريكي أخ وزميل في الوسط الفني , وكانوا جيرانا بالدسمة منذ الصغر , شخص حسن الخلق وقريب للقلب وفنان مبدع , كان يحضر معانا الكواليس في المسرحيات التى عملت بها مثل ” كرة مدورة – لولاكي / وغيرها , وبالتأكيد الساحة الفنية فقدت رائد من رواد الفن الكويتي الله يرحمه ويصبر أهله .
- اذا تركنا الحديث عن الفن جانبا ..وتحدثنا عن المواطن خالد العقروقة …ماذا تقول ؟
- تأكدي أن ولد الديرة عاشق لتراب الكويت وأفديها بكل ما أملك ” الكويت أمي” منو ما يفدي أمه وحصانتي ربانية , انا ارى أن على المسئولين وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واعطاء فرصة لتجديد الدماء سواء في الوزرات او في البرلمان , وبكل صراحة ” اين انجازات الامة” ” ما أشوف الا هواش وصراخ” , أول لهم أتركوا الكفاءات وأصحاب الشهادات تعمل وترتقي بالبلد لماذا الباب مغلق والممر مغلق , والكويتي حتى يقابل النائب يبيله واسطة وموعد , ومعقولة الخدامة 1300 دينار وين كنا ووين صرنا , صرنا ” كلن يجر النار صوب قرصه” و” ان حبتك عيني ماضامك الدهر ” .
- ماذا تفعل في شهر رمضان؟
- في رمضان تتجدد الروحانيات والاتصال مع الله وزيارة الاقارب وصلة الرحم … وأنوه اننا قمنا بحملة انسانية لدعم الاسر الكويتية المتعفة وأهل الكويت لبوا الدعوة والحمدلله لكل من دعا لي من عمان الى الكويت والامة العربية والاسلامية بخير .
- كلمة أخيرة…
- ادعو وزارة الاعلام الى الاهتمام بالأرث الفني التلفزيوني والسينمائي , وان تخرجه لهذا الجيل حتى يتعرف على تاريخ بلده الفني وان اتكلم عن فنانين برعوا في الكوميديا مثل عبدالله الحبيل, ليصبح عند جيل الأبناء موازنة بين الفن الكويتي في الماضي والحاضر , وأشكر مجلة صوت الخليج على هذا اللقاء.
