البيئة : ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بأن غبار الكويت سام ومسرطن.. غير صحيح
نفت الهيئة العامة للبيئة اليوم الأربعاء ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بأن غبار الكويت سام ومسرطن باحتوائه على 37 عنصرا ساما ويسبب السرطان والزهايمر وتلف الكبد والجهاز العصبي.
وقالت الهيئة في بيان صحفي إن ما تم تنقاله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خبر لجماعة الخط الأخضر نقلا عن صحيفة (USA Today) الأمريكية “عار عن الصحة” لافتة إلى أن “الصحيفة ذاتها ليست دورية علمية يعتد بها إنما هي منصة إخبارية لا تعتبر مصدرا علميا فالمصادة العلمية قائمة على منهجية واضحة وتنشر بعد اعتمادها من خبراء متخصصين”.
وأضاف البيان أن جماعة الخط الأخضر “لم توضح السنة التي أجريت بها هذه الدراسة ومنهجية جمع العينات ومنهجية تحليل عينات الغبار ومواقع جمعها كما لم تبين رقم العدد للصحيفة الذي نشر هذه الدراسة حتى يتم التمكن من الاطلاع على المعلومات الواردة بها”.
وأوضح أنه من خلال قراءة فقرة (معايير التعرض) في الخبر نقلا عن الصحيفة يتبين أنه تم جمع عينات من الغبار المستقر أي المترسب على الأرض خلال وبعد العاصفة الرملية وبذلك فقد تم قياس تركيز العناصر المعدنية ال 37 في هذا الغبار المستقر المترسب وليس فقط في جسيمات وذرات الغبار الدقيقة المعلقة بالهواء والقابلة للاستنشاق.
وذكر أن الغبار المستقر الذي يتساقط على الأرض يتكون عادة بشكل رئيسي من جسيمات وذرات الغبار الثقيلة وكبيرة الحجم (أكبر من 50 ميكرون) وتترسب من الهواء بسرعة بسبب ثقلها ويتم تصفيتها وترشيحها والتخلص منها في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي الأنف والبلعوم مبينا انه لا توجد معايير وطنية أو عالمية للتعرض للمعادن النزرة في الغبار المستقر المترسب.
ولفت البيان إلى أنه من خلال قراءة العنوان العريض (السموم الموجودة في غبار الكويت) نقلا عن الصحيفة ذاتها فإن تركيز عنصر الألمنيوم في غبار صحراء الكويت هو بواقع 521ر7 جزيء في المليون ما يعني أنه موجود بشكل طبيعي في التربة وقشرة الأرض.
وبين أن امراجع العلمية تشير إلى أن تركيز عنصر الألمنيوم في التربة يتراوح بين عشرة الاف الى 300 ألف جزء في المليون. وقال إن الدراسات السببية ليست بسيطة في علم الوبائيات والصحة العامة فإثبات علاقة سببية بين عامل بيئي والسرطان يجب أن تكون هناك دراسات طويلة الأمد على المستوى الشخصي لمرضى السرطان والمجتمع تمتد لسنوات طويلة.
وأشار إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل الأخرى المرتبطة بالسرطان والعامل البيئي إذ لم يتم الوصول إلى هذا النوع من الدراسات بين غبار الكويت والسرطان.
وأضاف أن الغبار عامل ملوث وله أعراض وتأثيرات على صحة الإنسان لا يمكن إغفالها وتتطلب أخذ الحيطة والحذر من الفئات المعرضة للخطر (أمراض الربو والأطفال وكبار السن والعاملين في الجو الخارجي وغيرهم).
وأوضح أن وحدات القياس الخاصة بتراكيز المعادن النزرة التي تم نشرها والمأخوذة عن الصحيفة هي بواحدة الجزء في المليون وهي خلاف الوحدات المتعارف بها علميا لقياس تركيز المعادن النزرة في ذرات وجسيمات الغبار الدقيقة والمعلقة في الهواء والقابلة للاستنشاق من خلال جمع عينات من الهواء والتي تكون واحدتها عادة ميكرو غرام في المتر المكعب.
وذكر البيان أن أحدث دراسة لظاهرة الغبار في الكويت وتحليل محتواه من المعادن النزرة ومصادرها كانت قد أجريت من قبل كلية (هارفرد) للصحة العامة وكان الباحث الرئيسي الدكتور براك الأحمد من الكويت.
وبين أنه في تلك الدراسة تم جمع 2339 عينة من الغبار والجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق من هواء مدينة الكويت ومنطقة علي صباح السالم (أم الهيمان) خلال عامي 2017 و 2019 وتم تحليلها بمختبرات كلية هارفرد بالولايات المتحدة الامريكية.
وأفاد بأن تلك النتائج أثبتت أن تراكيز المعادن النزرة في عينات الغبار القابل للاستنشاق كانت ضمن الحدود الطبيعية وهذه النتائج تناقض ما تم تداوله نقلا عن دراسة تم نشرها عن طريق صحيفة محلية غير متخصصة بعلم البيئة علما أن دراسة كلية هارفارد للصحة العامة تم تحكيمها ونشرها في أحد الدوريات العلمية المعتمدة ELSEVEIR في عام 2021.
وقال البيان إن “ما تم نشره لا يعتد به في الأوساط العلمية البيئية ولا يتعدى كونه خبرا صحفيا غير موثوق المصدر” مشيرا إلى أن نشر مثل هذه المعلومات في مقالة صحفية بشكل عشوائي أمر خطير من شأنه أن يثير القلق لدى المواطنين والمقيمين.
وأكد أن البيانات والمعلومات التي يتم تسجيلها عبر محطات رصد جودة الهواء التابعة للهيئة العامة للبيئة تعتمد على معيار الشفافية من خلال نشر نتائجها للجمهور عبر الموقع الرسمي (بيئتنا).