تحقيقات

غنيمة حبيب لـ” صوت الخليج ” الشبو” و”السبايس ” تتصدر قائمة المخدرات فى الكويت

تحقيق : رباب عبيد

لطالما كان العقل البشري النافذة المفتوحة على تطور الحياة  البشرية بشتى جوانبها  في المجالات المشروعة كعلوم الطب والتكنولوجيا وعلم الادارات والهندسة وعلم الميثولوجيا , والغير مشروعة كعالم الجرائم  والسرقة وصفقات البيع المحرمة من أرواح وأجساد البشر والقرصنة الإلكترونية على الحسابات البنكية  , غير أن  المخدرات الرقمية التي تدخل عقل الانسان  عبر  ترددات صوتية  أصبحت من عالم الاجرام الالكتروني , فمثلما أكتسح النفط اسواق المال والثروة , وأكتسح الفن اسواق السينما والإعلام  , اكتسحت المواد المخدرة عالم الجريمة منها صناعة السموم القاتلة  , لقد أرتقت هذه الصناعة  بمستوى صناعتها وتسويقها , ليصبح عالم صناعة ” الحبوب المخدرة والبودرة البيضاء والحقن المهلوسة  صناعة عالمية رائجة , والجدير بالذكر ان مثل هذه الصناعات تشهد ابتكارات وأدوات يصعب على المختصين مكافحتها قبل وقوعها  لان انتاجها واستخدامها وتسويقها  يكون عبر شبكات عالمية وإقليمية عن طريق الشبكة العنكبوتية بحسابات وغرف سرية  تبيع المنتجات المختلفة  وفق تصنيفات عمرية ونوعية باسعار سعرية زهيدة عبر أفراد مختلفين منتشرين عبر العالم   ….  

الشبووالسبايس

في  السابق اقتصرت معرفتنا بالمخدرات على اوراق نباتات الأفيون والحشيش ,  وتنوعت الى الكوكاكيين والهرويين بأشكال مختلفة من بودرة بيضاء ومواد سائلة للحقن مسموعة وأخرى نباتيه مطحونه , طغى انتشارها  في العالم اجمع وحديثا ابتكار مخدر كيميائي  يكاد يكون قد جمع بين تأثيرات المخدرات المنشطة المختلفة وبين زهد الثمن ويحضر منزلياً اطلق عليه عالمياً عدة مسميات وهي «كريستال ميث، آيس، كراك» وفي الكويت يطلق عليه «شبو» , ويعتبر ” الشبو”  خلطة سوائل كيميائية أغلبها ” طيارة” تغلى فتتحجر ثم تفتت فتستنشق  ويمكن اعدادها منزليا , وتستمر نشوة المستحضر  12 ساعة وأضراره مهولة ويختلف عن المخدرات الأخرى كـ ” الكوكايين”  ويعرف ايضا بـ “الشيطان ميث»  والمصطلح صار دارجا ,بشكل كبير في الأفلام التعليمية والتحذيرية  والتوعوية والتي تبث عبر قنوات العالم ان استمرار انتشاره يتطلب استمرارا توعوياً  لسهولة انتشاره بين القارات  , جعل  من فئة الشباب  صيد ثمين سهل السيطرة عليه.

وماذا عن  الكيميكال    ؟؟؟؟  ” السبايس ”   ؟

قالت رئيسة استشاري علاج ادمان ورئيس فريق دعم اهالي المدمنين ورئيس اللجنة للوعى النفسي أ. ” غنيمة حبيب  بتصريح خاص لـ ” صوت الخليج ”  ان خلط اردى انواع المواد الصناعية  أنتج  أخطر انواع المخدرات على الإطلاق  وسمى بتسميات عدة  منها ” قودو – سبايس – كيميكال – بازوكا  يحاكي المارايجوانا وتاثيره أخطر بعشر مرات من الحشيش مخدر خطير وتعاطيه يؤدي الجنون ” وأضافت ” ان الشريحة العمرية للمتعاطين من 14-30 سنة , والشباب اكثر تعاطيا ولكن انتشار المخدرات بنفس الطريقة  بين الجنسين  ونوع المخدر يتغير, فالإناث يفضلون تعاطي   الأدوية  ” الترامدول”  ويعرف بحبة الفراولة ومادة الريتاليين دواء فعال  نقص الانتباه وفرط الحركة , ولا يصرف الا بوصفة طبية  وكثيرات  يستعملن بلا وصفة طبية وبكثرة يؤدي الى اعطاؤه سمة المخدر وأكدت ” ان المخدر خطورته عالية جدا وذلك لأن
مضاعفاته الاولية ترتكز  الى ظهور السلوك العدواني والإجرامي على المتعاطي , نتيجة  انفصام الشخصية وتلف الأوعية الدموية ليصبح المتعاطي  مجرما  , حتى وان لم يكن لديه أي ميول اجرامية وتؤدي طبيا الى الى الشلل الرعاش وفقدان الذاكرة وهلوسة وتخيلات غير واقعية وشيخوخة مبكرة وتلف الفم والأسنانوأضافت يجب ان نهتم بالوقاية قبل التوعية وعلى الاسرة والمجتمع حماية كلا الجنسين  من سن 8 سنوات   ومافوق  وقالت “وأدعو  الحكومة للعمل على الوقاية من انتشار المخدرات ” الشبو” و” السبايس”  في الكويت لأن لا يوجد منطقة جغرافية معينة في الكويت  ينتشر فيها المخدر دون الأخرى  بل أصبح الانتشار في جميع انحاء الكويت واقعا لا مفر منه .. وخلال حديثها ذكرت أ. غنيمة حبيب كرم ان اسعار البيع زهيدة  تبدأ من 4 دنانير الى 5 للغرام الواحد  حتى وصلت الى 65 د.ك وستتزايد الأسعار ما لم يطوق الأمن المروجين للمخدرات بشتى أنواعها.

جهود أمنية

أثار الرأي العام الكويتي عبر الصحافة الكويتية  في الآونة الأخيرة , استغرابا شديدا من قرار وزارة الصحة عدم ادراج ” حبة الفراولة ” ضمن قائمة المخدرات , ولكن ما زال العمل جاري لأدراجه على القائمة , مما جعل الرد ضروري على هذا القرار  من قبل الادارة العامة لمكافحة المخدرات لطمأنت المواطنين والمقيمين بمتابعة الداخلية للأمر , حيث قال العقيد عادل الحشاش… بتصريح سابق  لوسائل الأعلام ..

“بناء على التعاون والتنسيق ما بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة للرقابة الدوائية في وزارة الصحة منذ مايو 2013 بهذا الشأن فإنه تم تشكيل لجان متخصصة واجتماعات، لإدراج المخدر المذكور ضمن جدول المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وخلصت إلى أنه سيتم ذلك في غضون أسبوع أو عشرة أيام بعد استكمال الاجراءات الفنية والقانونية
وتابع «تبذل وزارة الداخلية جهوداً مكثفة لمراقبة ومنع تهريب كافة أشكال المخدرات داخل البلاد بالتعاون مع رجال الجمارك لتخفيف المنابع من المصدر، كما تبذل ادارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية جهودا إعلامية لتوعية وإرشاد الشباب بالمخاطر الأمنية والاجتماعية والصحية والنفسية على المتعاطين والمدمنين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والاتصال المجتمعي المباشر من خلال الندوات والمحاضرات والمطبوعات التوعوية.

 

المخدرات الرقمية

تباينت آراء المختصين حول  المخدرات الرقمية وقد اشارت الدراسات الى ان المخدرات الرقمية تحفز الدماغ لإفراز مواد كالسيروتونين والندروفين وتؤثر في العقل والنفس وقال د. عبد الرؤوف دشتي  اخصائى امراض الباطنية بتصريح خاص لـ ” صوت الخليج ”  بان هناك دراسات   تشير الى ان المخدرات الرقمية حقيقة علمية  وهناك من ينفي حقيقتها  وانا مع نفى حقيتها جاء ذلك خلال  عرض حي متلفز للدراسة وأضاف ” أخضع العلماء أفراد عدة  للتجربة العلمية عصبوا اعينهم وتابعوهم خلال سماعهم لبعض الموسيقا والمؤثرات الصوتية  عبر مؤشرات  جهاز التخطيط الدماغي و ظهرت المؤشرات لتدل على  أن المتعاطي  يرتعش ويشعر بالنشوة  كما  يحصل عليها  المتعاطي للمخدرات العينية المتنوعة من بودرة بيضاء او سائلة ” قابل للحقن , وأكد  دشتى ان المخدرات الرقمية تحتاج الى مزيد من الدراسات لتصنف مخدرا يخلق تفاعلات كيميائية تؤثر على دماغ الأنسان ”  .

سلوك عدواني

ولاشك أن الأسرة هى البيئة التي ستعمل على علاج المتعاطي أيا كان من كلا الجنسين  من أبناءها , ويبدو ان كثير من الأسر تسعى لعلاج الشاب قبل الفتاة لأسباب عرفية واجتماعية , ولكن المعاناة واحدة سواء كان المتعاطي ذكر أو أنثى  ويتطلب الصبر والاحتواء من قبل المشرفين على توفير بيئة حاضنة  للمتعاطي … صوت الخليج ..سألت زوجة أحد المتعاطين خلال اعداد التحقيق , وتدعى أم ابراهيم عن المعاناة في توفير البيئة الحاضنة لشفاء المتعاطي من المخدرات,  وقالت زوجي يتعاطي منذ 15 عام  ويتعاطى انواع مختلفة من الحبوب المخدرة  والمشكلة الرئيسية عند الراغب بالشفاء من التعاطى هو فقدان صوابه وسلوكه  العدواني عند شعوره بحاجته للحبوب الخدر او البودرة وغيرها فهو يصرخ ويبكى ويقول ” لحقي علي”  وأضافت ”   وذات مرة رفع زوجي السكين بعد أن فقد أعصابه  لحاجته للمخدر وبدا يرتعش ولحق بي الى خارج المنزل ورمى السكين بأتجاهي  والله ستر  حينها … ولقد أودعته في  مستشفى الطب النفسي لمدة شهرين وخرج وهو متماثل للشفاء لكن ” الصاحب ساحب” وللأسف يتصلون به الى الآن لكنه لا يرد عليهم  ” وأشارت ” أخاف عليه من الرجوع مرة أخرى لعادته بتعاطي المخدرات “.

وهذا نموذج من نماذج عدة يعيشها الأسر خلال رحلة العلاج لمتعاطي المخدرات كما تقوم المراكز  المعنية  بتحويل الحالات الحرجة والخطيرة الى المصحات لمباشرة العلاج , وقد تماثل الكثيرين للشفاء  ويتخوف من ذويهم الرجوع الى نفس المآساة ولكن تبقى ارادة الانسان بالابتعاد عن التعاطي أكبر نعمة ودليل حقيقي على الشفاء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى