قرقيعان وقرقيعان …بين قصير ورمضان

قارب شهر رمضان المبارك على الانتصاف , وقاربت المناسبة التقليدية والاسلامية ” القرقيعان” على الاحتفال بها , تعتبر هذه المناسبة مناسبة بهجة وفرحة في الكويت والخليج العربي , حيث يشارك بها الاطفال من الجنسين ويحتفل بالقرقيعان وسط اجواء احتفالية توزع بها الحلوى والمكسرات , ويستعد لها الكثيرون باختلاف ما يقدمونه من اكياس مزخرفة ومطرزة وحلويات مختلفة الاسعار حتى اصبحت موروث شعبي ورثه الكويتيون والخليجيون من السالفين يشارك بها الكبار والصغار .

وتختلف مسميات هذه المناسبة من دولة خليجية الى اخرى فتسمى (القرقيعان) و(الناصفة) أو (حل وعاد) أو (كريكشون) أو (القرنقشوه) أو (الطلبة) وتسمى أيضا (طاب طاب) و( كرنكعوه) أو (كريكعان) و(حق الليلة)أو (الماجينة) مع تطابق العادات المتبعة في الاحتفاء في كافة دول الخليج.

ويذكر ان تسمية (القرقيعان) في اللهجة الكويتية اتت من صوت القرقعة (قرقعة الطبول التي يستخدمها الصغار احتفاء بهذه المناسبة) مشيرا الى انه مناسبة سعيدة للاطفال في منتصف شهر رمضان وتكون عادة ليلتي 14 و15 من الشهر وذلك بسبب اكتمال القمر وسهولة المشي ليلا.

ويتجمع الاطفال من الاولاد والبنات على شكل مجموعات ويكون لكل مجموعة رئيس وتطوف تلك المجموعات بالفرجان ” الاحياء” المجاورة , وبعضهم يرتدي ملابس شعبية ويستخدم الفحم للرسم على الوجوه وكذلك الألوان ليظهروا بمظهر غريب اثناء القرقيعان.

ومن مظاهر الاحتفال ان البعض يأتي بطبلة أو صندوق حديدي أو خشبي ويضرب عليه بعصا لاصدار صوت ايقاعي وسط غناء الازهايج الخاصة بهذه المناسبة امام المنازل وبعد الانتهاء من الغناء يقوم صاحب المنزل بتوزيع الحلوى وأحيانا بعض النقود.

ويتغنى الاولاد بكلمات الاهازيج لكنها تختلف عما تنشدها البنات حيث ينشد الاولاد اهزوجة ‘سلم ولدهم يالله خله لامه ياالله‘ وهي عبارة عن دعاء للولد بان يحفظه الله لاهله بينما تغني البنات ‘ قرقيعان و قرقيعان بيت قصير ورمضان‘ والبعض يقولها ‘بين قصير‘.

بيت قصير ورمضان

ويعنى ب‘بين قصير ورمضان‘ الفترة بين شهر شعبان وهو شهر قصير ورمضان اما ‘بيت قصير ورمضان‘ فيقصد بها الجار وهي تسمى في بعض الفاظ اللهجة العامية الكويتية (القصير) ثم تستكمل الاهزوجة ب‘ عسى البقعة ما تخمه ولا تواسي على امه‘ ويقصد بالبقعة هنا المصيبة او الحرب.

ويشير المؤرخون في التاريخ الكويتي ان ربات البيوت قديما يستعددن لهذه المناسبة بخياطة ‘الخريطة‘ للاولاد وهي تشبه الكيس وتعلق في الرقبة وبها خيط تشد به على الصدر بينما يخاط للبنات لباس خاص لهذه المناسبة يسمى ‘البخنق‘ وهو عبارة عن غطاء للرأس لونه أسود ومصنوع من قماش شفاف وبه بعض النقوش الذهبية.

ويحضرون سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو قطعة قماش وتعرف عربيا ب(المخلاة) ثم تملأ بخليط من المكسرات مثل ‘النخي والنقل والسبال والبيذان والجوز والفول السوداني والتين المجفف‘ الى جانب بعض الحلويات استعدادا لاستقبال جموع الاطفال الذين يطوفون على البيوت لجمع الحلوى.

حديثا

اما القرقيعان في الوقت الحاضر قد ظهر فيه التكلف في الاستعداد من خلال اقامة الحفلات الخاصة وتوزيع افخم انواع الحلويات والمكسرات الى جانب اصناف حديثة ويشمل ايضا الكبار اذ توزع هدايا لمناسبة القرقيعان تضم الشكولاته البلجيكية والعطور والبخور.

وأصبحت ا لبيوت الكويتية تهتم اكثر بتزيين اطفالهم اذ تطور اللباس الذي يرتديه الاطفال في الوقت الحاضر فترتدى البنات الفساتين التقلدية وهي ‘الدراعة‘ والتي تتوافر بأشكال والوان كثيرة ويتزين بالحلي التقليدية مثل (الهامة والكف والحيول) اما الاولاد فيلبسون (الدشداشة) وعليها (السديري) و(الدقلة) و(القحفية) وهي غطاء للرأس.