أهم الأخباركتاب

أذهب اليك كلما اردت العزلة … بقلم نرمين عباس

كان الجرح الأول شديد القسوه شعرت حينها أن ثقباً ما أصاب قلبي وأفقدني توازنى،  هربت.. ركضت إلى أقصى ما اِستطعت، وجدت نفسي وحيده تماماً ولم أبالى حتي ألفت الوحده، في لحظه ما ستجد نفسك لا تكترث لهاتفك، تذهب  للسينما وحدك، تحتسى قهوتك وحدك فى مقهي صغير، لا تهتم بقراءة الرسائل المرسله إليك كل صباح، تسمع أغنيه جديده ولا تشارك أحد، لا تشعر بحزن أو بفرح، تشعر أنك فقدت الرغبه في المثابره في الطلب.

فقدت رغبتك في التمسك بالأشياء التي كنت تحرص عليها ذات يوم أشد الحرص، لأنك ظللت متمسك بها حتي الأذى، حتي صنعت منك شخصاً لا يبالى بالهزائم، فتصبح دون أن تشعر مدين للخيبه الأولي.

تتعلم حينها الأ تعيش علي الإنتظار، وأن تتجاهل مشاعرك حين تشعر بضعفها، فتواجه ضعفك وحدك دون مساعده أحد، تخبئ حقيقتك خلف جدران من اللامبالاة، الدموع التي تتحجر في العين ولا تسقط، ًُتمرض، لا أعلم هل بالفعل يتجاوز المرء حزنه أم يظل الحزن مختبئاً في القلب فيمزقه شيئاً فشيئاً، مرت الأيام دون أن أشعر بمرورها حتي ألتقينا.

وجدت البريق يتسلل لقلبي فيضيئه، تبددت حينها كل مخاوفي، تركت لك كل مساحات حياتي التي لم يشاركني فيها أحد، لكن من أعتاد الجرح لا يتوقع من هذا العالم سوى خيبه الأمل، أصابني منك من الألم أكثر مما كنت أتوقعه، تأكدت حينها أن المرء يصاب بالألم حينما يطمئن، فأصبحت الطمأنينه أكبر مخاوفي، أتذكر لمعه عينيك وأتمني أن لم تكن مجرد كذبه، ألمي يفوق كل ذكرياتنا، أتساءل هل لو أنني بقيت وحدى ماتحطم قلبي إلي هذا الحد.

فأعود وأنا أدفع ثمن الحياه بخيبه أمل عميقه،  يقولون أن الأيام تمر سريعاً، لكنها تمر في قلبي ببطء شديد، علي المرء أن يصمد، لكن إلى متي، بعض العواصف تفوق قدرتنا علي الصمود، تقتلع كل جذور الأمل، فنبذل جهد مضاعف لإخفاء الألم، ولا تجد من يدفئ حزن قلبك البارد في أشد الليالي ظلمه، فتتشابه الأيام، وتعود وحيداً خالياً من كل شيء سوى الحنين وثقب أكبر في القلب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى