أهم الأخبارالأسبوعية

ازمة المياه الخطر القادم والقاتل على الشرق الاوسط … بقلم محمد يوسف الرشيد

 

كما هو معلوم للجميع ان المياه اصبحت سبباً للصراع بين الدول في أنحاء العالم وينطبق هذا الوضع على الشرق الأوسط بشكل خاص. فكل دول الشرق الأوسط باتت ضالعة في وقت من الأوقات في نزاع حول المياه بغض النظر عن حدة ذلك النزاع . وقد تسببت المياه الصالحة للشرب كالانهار الى نشوب نزاعات بين بعض الدول باعتبار الماء سوف تصبح قيمته كقيمة البترول وذلك لشحته. وتؤثر ندرة المياه على أكثر من 40 في المائة من سكان العالم، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة. وتشير التقديرات إلى أن 783 مليون شخص لا يحصلون على مياه نظيفة، وأن أكثر من 1.7 مليار شخص يعيشون حاليا في أحواض الأنهار حيث يتجاوز استخدام المياه إعادة التعبئة، و يعاني 1 من كل 10 أشخاص في العالم من شح المياه.  و90% من الكوارث الطبيعية متصلة بالمياه.

ووفق المعهد الدولي لإدارة الثروة المائية فإن 13 دولة شرق أوسطية ستعاني قريبا من أزمة نقص المياه. وان بلدان دول الخليج العربية بما فيها عُمان والكويت وقطر والإمارات والبحرين والمملكة العربية السعودية ستواجه المشاكل الأكثر حدة في أزمة المياه. وتوصل خبراء المعهد إلى النتائج غير السارة بالنسبة بعد قياسهم للاحتياطات المائية لدى مختلف الدول، ودراسة استراتيجية كل منها في استعمالها. وأظهرت تلك الدراسات ان دول الشرق الأوسط تتعامل بلا مسؤولية مع الثروة المائية،وتشعر المنطقة بمشكلة نقص الميادة بشكل أكثر حدة، على الأخص البلدان التي يتنامى فيها السكان بسرعة كالصومال واليمن وأفغانستان والمناطق الصحراوية من السودان، و حسب بعض الدراسات و اراء الخبراء ان معظم المشاكل السياسية والاجتماعية التي ستحصل في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشرين المقبلة لن تكون بسبب الحروب أو الإرهاب وحسب، وانما بسبب نقص المياه الصالحة للشرب أو للزراعة أيضا. فالمياه هي السبب الحقيقي والفعلي للتغيرات الحاصلة في سياسات الشرق الأوسط، السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل الدول العربية مستعدة لهذه التغيرات ؟ ما الفائدة من الابراج الشاهقة و الرفاهية الزائدة اذا قلت المياه و جفت الانهار ؟ ، انا في اعتقادي الدول العربية و الخليجية على شكل الخصوص غافلة عن هذه المشكلة العويصة التي ستواجه المنطقة و العالم برمتها ، لابد للحكومات العربية ان تضع حطة مشتركة لبناء السدود و تخزين المياه قبل فوات الاون و الا سيضطرون الى بيع النفط لشراء المياه الصالح  للشرب ، فالمياة هي في قلب التنمية المستدامة، وهي ضرورية للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، والطاقة وإنتاج الغذاء وسلامة النظم وبقاء الإنسان. كما أن المياه كذلك في صلب عملية التكيف مع تغير المناخ حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة ، لذا تجاهل هذا الموضوع خطأ قاتل و انتحار للحكومات و الشعوب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى