أهم الأخبارالأسبوعية

ذووا الاحتياجات الخاصة، لماذا نستغل مرافقهم ولا نستغل طاقاتهم؟… بقلم/ حسن علي الشواف

 

لا شك ولا ريب في أن ذووا الاحتياجات الخاصة زهرة في بستان مجتمعنا المترابط، بل زهرة فوّاحةٌ تبثّ الإلهام والشغف لكل عامل فاعل في هذا المجتمع، فهذه الفئة تتطلّب اهتمام بالغ على المستوى المؤسسي والحكومي في بلادنا.

ولكن! ينبغي علينا أن نسائل أنفسنا، أَوَيُعدّ تشريع القوانين هو المقوّم لكل اعوجاج في هذا المجتمع؟ وهل يعدُّ هذا الحل سبب في بناء مجتمع واعٍ ومستنير -على المستوى الحقوقي لدى هذه الفئة-؟

كم هو ضروري وجود التشريعات والقوانين لضمان الحقوق العامة والخاصة في المجتمع ولكن حتماً بمفردها لا يمكنها أن تضمن حق هذه الفئة بل لا بد من تنفيذ جيّد على أرض الواقع حتى نستشعر بقيمة هذه التشريعات ويستطيع من خلالها المختص تقييم جودة هذه التشريعات ومدى فاعليّتها-أي لا يمكن جني ثمار هذه التشريعات دون تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع-.

من الضروري عند ترجمة هذه التشريعات على أرض الواقع أن يكون هناك وعي على المستوى الفردي والشعور بالمسؤولية تجاه حقوق هذه الفئة وكيفية المشاركة في خدمة قضاياهم وتحقيق متطلباتهم.
فالدولة تشرّع القوانين وتسعى لتنفيذها ولكن ما يوهن هذه القضية هو الوعي المجتمعي والذي يعد أهم عامل في تحقيق نجاح أي تشريع او قانون، على سبيل المثال: هناك الكثير من التشريعات التي تؤكد على ضرورة احترام مواقف السيارات الخاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن! كثيراً ما نرى هذه المواقف مشغولة ممن هم ليسوا من تلك الفئة وذلك لوعيهم الناقص وذلك يعكس صورة غير أخلاقية في مجتمعنا الذي عُرف بشيمته ورفعة أخلاقه، مما ينتج عن ضرر مباشر على المستوى الفردي لذوي الاحتياجات الخاصة وهم مَن على أمس حاجة إلى موقف سيارة مناسب لحالته الصحية.

حتى نلغي هذا التصرّف المشين في مجتمعنا لا بد من أن ننمي الوعي المجتمعي بحقوق هذه الفئة من خلال الحملات الإعلامية الهادفة وضرورة الاهتمام بقضاياهم في مناهجنا التربوية، بل أهم من ذلك لا بد من المجتمع فرداً وجماعةً أن يستنكروا استغلال هذه المرافق وإبداء الامتعاض والرفض لاستغلالها من دون حق مشروع، لنبني مجتمع راق ومميز في شتى أنحائه، يجب أن نركز على تنشئة الأفراد وجبلهم على احترام حقوق هذه الفئة وتربيتهم على استنكار استغلال مرافقها دون وجه حق.

وأيضاً من الضروري إشراك أفراد هذه الفئة بالأنشطة والفعاليات التي تُنظَّم من قبل الأفراد والمؤسسات الخاصة .
فإشراكهم في الأنشطة يؤثر بشكل إيجابي على الحالة النفسية لهم وذلك ينعكس على حالتهم الصحية، فكل نشاط او فعالية تنظم من قبل الدولة أو من قبل أفراد أو جهات خاصة يجب أن تؤخذ مشاركتهم في عين الاعتبار ويجب أن تشجعهم على المشاركة في فعالياتها.

فمنذ الوهلات الأولى للتخطيط لأي مشروع يجب أن نلتفت لمراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير أرقى المعايير التي تخدم حالتهم الصحية والمعنوية كأولوية، فهم عنصر فاعل في مجتمعنا وإزواؤهم وعدم استغلال طاقاتهم خسارة كُبرى لمجتمعنا ولكن هم بحاجة إلى اهتمام ومراعاة أكثر، وكم ممن هم من هذه الفئة لهم من الإنجازات التي تزدهر بها سماء بلادنا الحبيبة.

بقلم/ حسن علي الشواف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى