الأسبوعية

“زواجة العمر” … بقلم ياسمين العثمان

في موسم الإجازات وفي الصيف تحديدا تتكدس لدى أكثرنا دعوات لحضور حفلات الزفاف فيحتار الواحد منا إلى أيها سيذهب وعن أيها سيعتذر بل إن بعضنا الحريص على إرضاء كل الأحبة قد يحضرها جميعها حتى إذا اضطره ذلك لحضور مناسبتين في اليوم لتلافي العتاب والتبكيت حتى وان عنى ذاك الحضور دقائق معدودات فقط لتقديم واجب المباركة.
وعندما نحضر تحضر معنا جملة شائعة تتأبط تبريكاتنا،دعوة عامية بسيطة تعني المعقد والكثير (زواجة العمر بإذن الله)كدعاء لمباركة الزواج واستمراريته مدى العمر فهل بالفعل لا زالت تلك المباركة دعوة للعروسين أم عليهما؟
عندما يريد الله لهذين الزوجين أن لا ينجبا بزواجهما مع إمكانية ذلك بطلاقهما وارتباط كل منهما من آخر فهل ستصبح زواجة العمر حل أم مشكلة؟ وعندما يتحول الزواج إلى مجرد ورقة شرعية تربط بين اثنين ما بينهما كما بين المشرق والمغرب في عدم التوافق الفكري أو باغتراب ليس له نهاية أو ثمار أو تواصل مالي أو روحي أو بدني أو باغتراب داخل الوطن بالإهمال والتناسي أو مد لليد واللسان فقط بالمهانة والإذلال أو بزواج جائر من أكثر من امرأة ليجعل كلهن أو بعضهن أو إحداهن زوجة مع وقف التنفيذ وطالق لم تلحق بركب الطلقاء وعندما تستحيل الحياة بين الزوجين إلى جحيم حقيقي بكل معنى الكلمة فيضطر احدهما أو كلاهما إلى الاستمرارية فقط خوفا على مصير الأولاد فهل تصبح وقتها زواجة العمر بركة أم لعنة ؟دعوة لهما أم عليهما؟ وهل الاستمرارية في زواجة مماثلة تعد بطولة أم انتحار قوة أم ضعف جهل بما يجب وما لنا أم علم ودراية بما علينا وبأنفسنا وبزمننا ومجتمعنا وأحكامه الجائرة.؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى