عربي و دولي

شيخ الأزهر: لا توجد حضارة ولا ثقافة صمدت 14 قرنًا سوى العربية والإسلام

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن طائفة من المهاجمين للأزهر في بعض وسائل الإعلام؛ ممولة وممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة.

وأضاف الطيب فى حديثه الأسبوعى على الفضائية المصرية، إن هؤلاء ينفذون مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة، وفي المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف؛ لأن دعاة هذه الفتن يؤمنون بمفاهيم حضارية متسلطة لا تطيق أن يكون بجوارها في العالم حضارة أخرى مختلفة عنها، على الرغم من أن هناك حضارات كانت تتعايش ويستفيد أهلها بعضهم من بعض.

واستطرد: انظر مثلا إلى الفكر اليوناني والفكر الإسلامي فقد تعاونا إلى أبعد الحدود، وكذلك الفكر المسيحي والإسلامي، ولكن اختلف الأمر بعد ظهور الحضارة الغربية، التي تميزت برغبة التسلط وعدم تحمل استيعاب أي حضارة أخرى، كما تميزت بإقصاء الدين عن مناهج الحياة، ولذلك فإن العولمة الآن في أوج هيمنتها الاقتصادية، والخطوة القادمة هي الهيمنة الثقافية ثم الاجتماعية، بحيث تعمم كل ما تراه هذه الحضارة في جميع أنماط الفكر والسلوك والعمل.

ونبه إلى أن الشرق تحكمه قيم تختلف عن القيم في الحضارة الغربية التي تبيح الإجهاض والشذوذ، ولذلك هناك مجموعة تعمل على مصادر القوة في حضارتنا : الإسلام – القرآن – السنة، التي يَعُونَ تمامًا أنها مواطن قوة، فلا توجد حضارة ولا ثقافة صمدت 14 قرنًا والناس يلتفون حولها سوى الإسلام واللغة العربية التي لم تتغير مفرداتها عبر هذه القرون؛ لأن القرآن الكريم هو الذي حافظ على اللغة إلى أن وصلتنا وإلى أن تقوم الساعة.

وأشار إلى أنه لذلك فإن هناك محاولات من الغربيين والمستغربين من بني جلدتنا لضرب اللغة العربية وإعادة اللغة العامية وإقصاء اللغة الفصحى؛ لأن عندهم تدابير لكل مرحلة من مراحل الشعور بالقوة بحيث يتحركون للسيطرة عليها، وقد نوهت في بعض البرامج عن هذه المعركة التي مضى عليها الآن أكثر من 100 عام، وقلت: إن هؤلاء كمن يبيع مشروبًا عتيقًا في جِرَارٍ جديدة.

واختتم شيخ الأزهر حديثه بأن ما يحدث الآن من الهجوم المتكرر على الأزهر والكذب عليه هدفه ترسيخ هذا الكذب في عقول الناس ليصدقوهم، ولذلك يجب أن يكون الناس على علم بهذه الخلفيات وهم يرون هذه البرامج التي تفتري على الأزهر الذي هو عامل للاستقرار في هذا المجتمع، بل في كل المجتمعات الإسلامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى