أهم الأخبارثقافة و فن

قطار مزدحم …بقلم رنا شعراوى

في قطار مزدحم ذات يوم والشمس مرصعة بسوارها الذهبي، كان يوسف (يوسف ضيف في القطار) يرى في وجه كل زائر للقطار قصة تروي حكاية بسرد يعجز القاص عن روايتها.

ولكن ما لفت نظر يوسف العجوز الذي يرمي بثقله على عكاز بالكاد يُرى لونها من انتهاك العمر عليها فكانت تقارب مئة عام … وفجأة من لهيب عود ثقاب جاره في الكرسي الذي أراد أن يشعل “سيجاره” وما كان للرجل العجوز إلا وأن يلقى من أعواد الثقاب نصيبه لتشتعل لحيته البيضاء وبات الصراخ يَعُمُّو كأن الأرض زلزلت زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها،ولكن أعمال الرجل الطيبة الصالحة قدر الله ولطف به. فهذا كان منام يراه يوسف الذي استيقظ على صوت الطفل الصغير وهو ممسك يد والدته ويصرخ “متى سوف تشتري لي الحلوى؟” لترمقه بنظراتها الحادة علها تفسر له سبب لا وجود للحلوى في تلك اللحظة لأنها كانت قلقة من نظرات الشاب وهو يحدق بها لاتدري سبباً لتلك النظرات ولكنها كانت خائفة، وسرعان ما علمت عندما أنقذها من سارق              حقيبتها كان يرى السارق ولكن ينتظر لحظة وقوع جريمته ليمنع حدوثها فكان عليها لا تخف منه بل تخف عليه.

ومسكين السارق عندما أوضح نيته فلم تكن السرقة، هو فقط انحنى ليلتقط حبة الحلوى ليرجعها ليد الطفل.

 

وآخر الكلام: إن لم تكن تعلم ظروف غيرك لا تحكم على الآخرين قد تكون الصورة الواضحة لك عن بعد هي أغرب من على قرب.

فدع الخلق للخالق …

 

 

رنا شعراوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى