كيف تؤثر الجاذبية على الدورة الدموية في أجسامنا؟
يطلعنا رائد الفضاء الإيطالي لوكا بارميتانو في الحلقة التاسعة من برنامج “سلسلة الفضاء” على مجموعة جديدة من التجارب تجري على متن محطة الفضاء الدولية.
إحدى هذه التجارب تدعى “انزياح السوائل” وتتمحور حول دراسة حركة السوائل في جسم الإنسان في بيئة من جاذبية شبه معدومة.
تتعرض دورتنا الدموية وجهاز الدوران في أجسامنا على كوكب الأرض إلى قوة الجاذبية الأرضية (بتسارع يبلغ 10 أمتار في الثانية المربع على مستوى سطح البحر) للأسفل باتجاه مركز الأرض، ومن أجل التغلب على هذه القوة يضخ القلب الدم في الأوعية الدموية بقوة كبيرة باتجاه الجزء العلوي من جسمنا من أجل إيصال الكمية المناسبة من الدم للرأس، بينما تساعد الجاذبية الدم في القسم السفلي من أجسامنا على الدوران.
لكن الأمر يتغير في بيئة تصبح الجاذبية فيها قريبة جدا من الصفر – Microgravity – كما هو عليه الحال في محطة الفضاء الدولية التي تسبح في مدارها الثابت حول كوكب الأرض، فيصبح توزع الدم في الجسم مختلفا عما هو عليه على الأرض، ويستقر أكثر في الرئتين ويزداد ضغطع في الرأس، بينما يبطئ بالدوران في الجذع والأرجل.
يخبرنا لوكا أن تجربته ترتكز بشكل خاص على دراسة التأثير الذي تحدثه هذه تغييرات بشيخوخة الأوعية الدموية، والفرق الذي يطرأ على تقدم جهاز الدوران بالسن في جسم رائد الفضاء حين يكون متحررا من الجاذبية الأرضية، وكيف يمكن لممارسة الحركة الاعتيادية، كالتمارين الرياضية وغيرها، بالإضافة إلى النظام الغذائي الخاص الذي يخضع له رواد الفضاء، على الحد من هذه التأثيرات أو تقليلها.