أهم الأخبارمحليات

معركة الأصالة ضد العمالة والخيانة.. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

معركة الأصالة ضد العمالة والخيانة.. بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

 

يحكى لنا التاريخ قصة الصراع الدائم بين ثنائية الخير والشر ، وأن لكل منهما قادة وأتباع ، ولكل منهما منهجه وأدواته ، فالخير هو ما تمثله الفطرة السوية المحبة لإعمار الأرواح فى أجواء من الحرية المُطلِقة لمكنون الإبداع والنفع للأفراد والمجتمعات، وعلى النقيض يكون أتباع منهج الشر حيث الانغلاق والجمود والحقد والعدوان اللفظى والبدنى وتعطيل مسيرة نهضة أى مجتمع وترسيخ الإفساد فيه لكى لا يتقدم أهل الخير فى صراطهم المستقيم استغلالًا لبعض وسائل الإعلام الكاذبة التى تقف خلفها دول و مؤسسات تهدف إلى إيقاد نار الحروب بين أبناء الجنس البشرى بتزييف المعلومات وبرمجة العقول وتحريض بعض الدول على احتلال دول الجوار وتحريض الشعوب ضد الحكام وقد وضح ذلك جليًا فى الخمسين سنة الماضية على وجه التحديد .

هذه الخواطر التى سطرتها فى بدء مقالى تحققت بها وأنا أستمع إلى الخطاب التاريخى لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه وهو يخاطب أرواحنا قبل أسماعنا بما عايشناه فى السنوات الماضية فى وطن يئن من أوجاعه بعد أن اخترقته الفيروسات اللعينة الدخيلة التى أدت إلى اختلال التركيبة السكانية الأصيلة وذلك بتزوير الجناسى والنسب ومن ثم العبث بالهوية الوطنية والتى لطالما كانت جيش المناعة الذى يحفظ لوطننا قوته وعنفوانه فى مواجهة كل ما هو دخيلٌ ردئ على قيمنا الأصيلة.

 

لقد توهم حفنة من الضباع المفسدين المتدثرين بدثار الجنسية أنهم يستطيعون أن يعبثوا بمقدرات وثوابت وطن كان له قدم السبق فى كافة المجالات بفضل حكامه الأوائل وذراريهم الطيبين الذين رسخوا القيم الأخلاقية فى أنفس المجتمع الكويتى الأصيل قبل أن يرسخوا القيم الديموقراطية والحقوق الدستورية منذ أكثر من مائة عام.

لقد وسوس لهم الشيطان و زيّن لهم أعمالهم أن الكويت بلا درع يحميها ، فجاءهم وفاجئهم خطاب حضرة صاحب السمو الذى قضى على أوهامهم بهذا الخطاب التاريخى المدعوم شعبيًا من أبناء الكويت الأصليين الذين تجرى فى دمائهم وجيناتهم قيم الإنتماء والإخلاص للأسرة الحاكمة وحكامها العظماء وما أنجزوه لخدمة ورفعة الكويت قديمًا وحديثًا.

لقد أثلج هذا الخطاب التاريخى الإستثنائى صدورنا ، وكشف لنا طاقة النور فى نهاية نفق مظلم ، وأعاد إلى الأذهان كويت الخمسينات والستينات حيث الازدهار الاقتصادى والإبداع الثقافى والفنى والرياضى والتعليمى ، لقد أحيا فينا الأمل لتصحيح المسار والعودة إلى الأصالة والرقى والهوية الحقيقية التى أصبح الحفاظ عليها واجب مقدس، وأصبح ضروريًا وحتميًا بأن نجتهد جميعًا لإعادة تأهيل شبابنا الذين عاصروا هذه الحقبة الظلامية وتشبعوا بأباطيلهم و خطاباتهم التى كانت ولا تزال تستهدف آذان النشء الصغير ليصبحوا مستقبلًا ظهيرًا شعبيًا لمقاصدهم الدنيئة بالتحريض على الحكام ، وألغامًا مزروعة فى أرض الكويت الطيبة لتفجير الفتن وهو نهج معروف لهؤلاء فى كل مكان يتواجدون فيه يليق بمن يتصفون بالخسة والدناءة و يقتاتون على جهل السواد الأعظم من الناس بجوهر الدين الإسلامى السمح ، لذلك أكرر أنه أصبح من الضرورى إعادة تأهيل هؤلاء الشباب والمراهقين ثقافيًا واجتماعيًا ، وهى مهمة شاقة يجب أن تتكاتف فيها وزارتى الشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم مع أولياء الأمور لوضع خطة ممنهجة لانتشال أبنائنا من مستنقع أفكارهم المسمومة بالحقد والنقمة على أسرة الحكم والمجتمع والعادات والتقاليد والقيم الأصيلة التى تربينا عليها.

 

لقد أفسدت يقظة حضرة صاحب السمو مخططاتهم الدنيئة لإحداث الفوضى الخلاقة داخل قاعة تحمل إسم أحد عظماء الأسرة الحاكمة، وأن صبر حضرة صاحب السمو على تجاوزاتهم المتعمدة ما إلا الهدوء الذى يسبق العاصفة التى عصفت بأوهامهم وأمانيهم وحطمتها على صخرة الحكم الرشيد للأسرة الحاكمة العريقة، وأنها بداية مرحلة لتطهير كافة مؤسسات الدولة من رجس ودنس الفاسدين المفسدين ، وخاصة مزدوجى الجنسية ومن يدينون بالولاء للأجندات الإخوانية والفارسية المعلومة للكافة و التى تسعى لشق الصف الوطني تحت ستار الدين والمذهب ولنا فى قضية “خلية العبدلى” خير شاهد ودليل على ما يحاك ضد الوطن من دسائس ومؤامرات، وهم لا يعلمون أن كل الأديان والمذاهب تبرأ من خونة الأوطان ومرتزقة الفساد وأرباب المنافع الدنيئة.

إن جسد الوطن سوف يلفظ هؤلاء الشرذمة عاجلًا أم آجلأ مستعينين بالله سبحانه وتعالى وتوفيقه لحضرة صاحب السمو حفظه الله مدعومًا من الشعب الكويتى الأصيل الوفى الأمين.

والله نسأل أن يحفظ علينا نعمة الأمن والرخاء تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الحق والعدل خطاه ،وأن يلهمه التوفيق لحفظ أمن الوطن وسلامة أراضيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى