أهم الأخبارالأسبوعية

وفاة الفن الكويتي … بقلم عبدالعزيز فؤاد خريبط

لا يقتصر دور الانسان على عمل يؤديه جانبا في الحياة وإنما في الرسالة والمواقف الشاملة والتي تشهد له على مر الظروف والحالات ، فلا نستطيع اختزال صورة العملاق عبدالحسين عبدالرضا على إنه مجرد فنان له تاريخ في العمل والحركة الفنية في دولة الكويت وإنما هو الإنسان الوطني صاحب الفكر والرسالة والقيمة المعرفية والوجدانية والسلوكية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا في ذاكرة كل عربي وليس فقط خليجي وكويتي ، فالراحل كان يحمل رسالة ثقافية وفنية سامية تجسدت واجتازت الحدود عبر الكثير من الاعمال الفنية الخالدة التي تناولت الكثير من المواضيع والقضايا الساخنة والازمات التي مرت بها المنطقة والعالم العربي ، فالأعمال لم تقتصر على فن ولون واحد وإنما كان التنوع والاختلاف والجدية في الطرح والعلاج لكثير من الأحداث والمراحل والمناسبات ، فلا أعتقد برحيل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا بأن هناك فن قابل للمتابعة والاستمرار ، فالفن الكويتي بعد انتهاء مسيرة عبدالحسين لأكثر من ٥٠ عاما في حالة حداد بعده .

الفنان الراحل أحد المؤسسين للحركة الفنية في الكويت والخليج فهو من جيل الذين حملوا عبء رسالة الفن والعمل الفني في وقت غالبية المجتمع ينظر إلى التمثيل والفن بشكل عام بأنه عمل هامشي ويتطلب النفور والابتعاد إلا أنه استمر بعزيمة واصرار ودعم من القيادة الحكيمة في أهمية المثابرة وتحدي العقبات والصعاب التي تواجه الفن والعمل أنذاك بسبب القيود والعادات والتقاليد والفكر المنغلق رغم كل ذلك كان الفن هو الرسالة الباقية إلى وقتنا .

لذلك يجدر بنا ذكر بأن عبدالحسين عبدالرضا فنان كويتي أصيل في وطنيته وعروبته وإسلامه ، فلا مزايده على ما قدم من أعمال حاربت الفكر الضال والمنحرف والعدواني ، فاللفنان الراحل أعمال وطنية خالدة تختصر تاريخ ، خمسون عاما من العطاء والريادة ، خمسون عاما من الفن الذي يوضح صورة الحياة في المجتمع العربي والخليجي ، خمسون عاما وقد تعلمنا من خلال أعماله حب الهوية والشخصية الكويتية الحقيقية وحب الوطن ، خمسون عاما والفنان عبدالحسين عبدالرضا رمزا من الرموز الحركة الفنية الكويتية التي قامت على قامته وأكتافه النهضة الفنية الحديثة والتي بها نعلن الحداد بعده ، الله يرحمه ويغمد روحه الجنة ..

وتظل كلمة أخيرة عبدالحسين عبدالرضا قبل سنوات طويلة رسم الابتسامة عبر الكثير من المسلسلات والمسرحيات ومنها “باي باي لندن” واليوم ودع الحياة من “لندن” تاركا فارغا كبيرا لا يملئه سوى ذاكرة الأعمال الجميلة التي تركها .. وداعًا يابوعدنان .. وودعا للفن الكويتي بعدك ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى