أهم الأخبارالأسبوعية

البدانة وتأثيرها على الحياة الزوجية … بقلم الكاتبة المصرية رشا طنطاوى

إن التعرض للأزمات يضعف مناعة الإنسان ويجعل تفكيره وقراراته غير سليمة مثل الجسد الذي تعرض لمرض شديد ويشفي منه لكن يظل الجسد وهن وضعيف أي ميكروب أو فيرس يستطيع مهاجمته واختراق مناعته دون مقاومة .

كذلك الأمور العاطفية والاجتماعية عندما تتعرض لتجربة فاشلة أو علاقة مع احد أصدقاءنا أو أقاربنا أي كان ويحدث أمور غير متوقعة من تلك الأشخاص الذين كان سقف توقعاتنا عالي إلي حد كبير  ، هنا يحدث الخلل العاطفي الذي يفقدنا الثقة حتى بأنفسنا قبل الأشخاص المتسبيين في ذلك الخلل ، ويفقدنا الثقة في حكمنا على الأمور فنصبح نسأل أنفسنا لماذا وضعنا ثقتنا بمن لا يستحق أنحن أغبياء لهذه الدرجة أم نمتلك من السذاجة والبراءة بما لا يتفق مع متطلبات هذا العصر وهذا النوع من البشر أم هؤلاء كانوا يملكون من المكر والدهاء ما لا نستطيع تخيله أو توقعه ، إننا عندما نرتبط ونتزوج نضع كل ثقتنا وآمالنا وحياتنا  بيد من نقوم بالارتباط به ويكون سقف توقعاتنا بهم عالي جداً ، ولكن دائما يحدث شئ عجيب أو بمعني أصح شئ مكرر وهو الالتصاق والتعود والروتين والذي بدوره يجعل الحياة أكثر رتابة واستقرار اجوف .

والالتصاق الذي أعنيه هنا هو تلك المشاعر التي تنتاب الأزواج بعد فترة من الزواج والذي يجعل كل منهم ينظر للأخر وكأنه ينظر إلي نفسه ولا يجد بها أي جديد وبمعني أخر لا يكون هناك تشويقاً أو إثارة ، وهنا تجد الرجل لا ينظر إلي زوجته تلك النظرة العميقة التي كان ينظر بها إليها في فترة الارتباط وكذلك المرآة لا تجد في نظرتها له أي جديد فتلك مشاعر متبادلة بأن لا مفر لأحد منهم من الآخر والتصاقهم وعشرتهم ببعض جعلت كل منهم يظن أنهم لبعض كالروح والجسد لا يتم انفصالهم إلا بالموت وتلك أفكار خاطئة لأن دائما ما نعيش ونتأثر بالبيئة المحيطة حولنا وغالباً ما تكون هذه البيئة لها  تأثير مباشر على حياتنا وليس بالضرورة أن يكون ذلك التأثير نابع من داخلنا أو لنا يد به بل من الممكن أن يكون للبيئة الخارجية يد عميقة في مشاعر التمرد على الروتين والرتابة .

فالأزواج في الدول الغربية كي يتغلبوا على نقطة الروتين والملل هذه أصبحوا يمنحوا لزوجاتهم يوم للترفيه عن أنفسهم للخروج والتنزه مع أصدقاءها أو أقاربها في أي مكان أو منتجع تختاره وتترك أولادها وزوجها ومسئوليتها الملقاة على عاتقها في ذلك اليوم أو تلك الفترة لترجع بعد ذلك إليهم وهي مليئة بالطاقة الإيجابية وقد جددت كامل طاقتها ونشاطها البدني والذهني .

فأن البعد قليلاً عن المسئوليات يجعلنا عند العودة إليها لا نشعر بالتعب والملل السابقين بل نكون أكثر حباً واشتياقاً لتلك المسئوليات ، أيضاً ليس بالضرورة أننا تزوجنا أن يهمل كل منا في مظهره ونظافته واهتمامه بنفسه وللأخر وإهمال وزنه فلابد أن نكون مرآه لبعض بمعني أن أغلب النساء عندما يتزوجن يكن نحيفات أو أجسادهن متناسقة إلي حد كبير ولكن ما يحدث بعد الزواج والولادة هو أن اغلبهن يعانيين من السمنة ولكن هنا يوجد جزء مشترك مع الزوج في غاية الأهمية وهو جزء المراقبة والمتابعة بمعني أنت لم تصحوا من النوم لتجد زوجتك زاد وزنها ما يقرب من 10 كيلوا جراماً أو أكثر في يوم واحد ، ولكن هذه الزيادة وتلك الدهون المتراكمة نابعة من إهمالك لها وعدم مراقبتها وتوجيهها وعدم النظر إليها وكأنها شئ غير موجود ولا تراه وليس بالانتقاد ولكن بالحب والاحترام والتوجيه المحترم ، وغالباً ما تكون تلك الزيادة معبرة عن حالة الاكتئاب لديها من الإهمال وتراجع المشاعر ، كذلك هناك مسئولية مشتركة للزوجة في سمنة زوجها فهي تظل تعد له الطعام الملئ بالسعرات الحرارية وتصنع له جميع الأكلات الشهية الدسمة وكأنه في كورس من النحافة ثم ترجع وتشتكي من مظهره ومن شكل هيئته التي غيرتها هي بيدها ليصبح رجلاً بديناً بمجرد الزواج ، وهي المتسبب الرئيسي في تلك البدانة فلماذا لا نراقب بعض بحب ودون تجريح فأنا أتحدث عن البدانه لأنها مشكلة كبيرة تؤدي إلي كراهية الطرفين لبعض ومن ثم إحداث نوع من الفتور ومن ثم يصبح كلا الطرفين لا يكتفي كلاً منهم بالآخر ، وكل منهم ينظر للأخر ويتحسر على نصيبه الذي أصابه من وجود شريك بدين له في حياته ثم يحدث التطلع والنظر خارج عش الزوجية وهنا تبدأ مشاكل التطلع إلي التغيير والتجديد وأحياء المشاعر التي دفنت على أرض البدانة والملل والروتين .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى