أهم الأخبارالأسبوعية

الحق ….والتصفيق للباطل بقلم د.خديجة أشكناني

لم أتفاجأ بتطور الصراع بين بعض دول الخليج وقطر ، فهذا الخلاف السياسي منشأه قديم ، حيث كان يدار بالغرف المغلقة في مؤسسة مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من أربع سنوات ، الا انه في ذلك الوقت لم يكن من يتناول هذا الخلاف بوسائل الاعلام بالطريقة التي تعرض الان.

اهتمامي بأحداث (الخريف العربي ) هو ما كان يحفزني لمتابعة ملف الخلاف الخليجي ، حيث ان جحيم هذا الخريف مر من بوابتنا وتطور بأموال بعض دول منظومتنا ، وهذا ما جعلني أتنبأ منذ اليوم الاول ان نار هذا (الخريف المفتعل ستصلنا).

وها هي شرارة لهيب الجحيم العربي ستحرق بيتنا الكبير ، هذا البيت الذي جمعه الدم قبل المصلحة ، ووحده اللغة والدين والعادات والتقاليد قبل القوانين الدولية ، أخطر ما يحدث بالأزمة الخليجية الاخيرة انها خرجت من الغرف الرسمية وباتت تتداول على منصات التواصل الاجتماعي ، وليت الامر وقف عند المسئولين او المتخصصين بل أصبح كل (عوير وزوير) يدلي بدلوه ، وكل مرتزق يعرض نفسه لقنوات دول الخلاف من أجل الفوز بتذكرة وكم دولار ، ناهيك عن الحسابات المستعارة والوهمية التي تعمل ليل نهار لتمزيق أوصال هذا المجتمع المترابط .

أضف الى ذلك خطورة ما تنتهجه بعض القيادات السياسية بادارتها للأزمة ، فهي تزيد الجرح عمقا ، وتخلق أثرا سيئا في نفوس المجتمعات الخليجية لا يمكن تجاوزها بسهولة ، والسبب استغلالهم (بقصد او دون قصد ) الارتباط الوجداني للمواطن الخليجي بأرضه وبيئته وقيادته ، لتجعله يعمل بصفها بحماس منقطع النظير مندفعين لتبني قرارات حكوماتها وهذا ما سيخلق حالة من الشحن والتشنج بين ابناء المنطقة ،وللأسف تتضرر المجتمعات الخليجية بالرغم من ان مواطنيها لا رأي لهم في تشكيل حكومته او قراراتها المبنية على المصالح الاقليمية والمتشابكة بملفات دولية.

ليت الشحن الشعبي وحالة التشنج بين الدول الخليجية وقف عند حدود دول الخلاف بل تعداه ليطال شعوب وحكومات لا دخل لها بالأزمة ، وبشكل أوضح أقول ان اشقاءنا في المملكة العربية السعودية من مسئولين ومواطنين يبدو انهما لا يدركان ابعاد اقحام الكويت شعبا وحكومة بخلافهم مع الاشقاء في قطر ، فهو يضر المنطقة ولا يخدم مصالح المملكة.

 

ان ما قامت به الكويت ممثلة بأميرها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح من محاولات لتقريب وجهات النظر بين الاشقاء المختلفين يجب أن لا يرى بنظرة من الاستصغار لنا كدولة (صغيرة المساحة والتعداد) ، فما قامت به الكويت هو السعي لإخراج دول الخلاف من هذه الازمة دون ان يكسر أحدهم الاخر من منطلق ان لكل من الاشقاء سيادته وكيانه ومصالحه الخاصة ، وللأسف كنا ننتظر التقدير والثناء على الدور الذي تبنته الكويت في العمل على منع وقوع كارثة ، ربما تحرق المنطقة بأسرها ان وقعت ، فالحروب بدايتها كلمة ونتائجها لا تبقى ولا تذر ، الا اننا تفاجأنا كشعب منذ فترة ليست بالقصيرة بهجوم غير مبرر على الكويت قيادة وشعبا ، وفتح ملفات تشمئز منها نفوس الاخوة ان تتحدث بها.

ولم أكن لأتناول هذا الموضوع لولا عظم مكانة اخوتنا في الخليج بنفوسنا وتحديدا أشقائنا في المملكة العربية السعودية ، وهنا أذكر بأننا في الكويت نجرم قانونيا التعرض لأشقائنا وقيادتها بل ان هناك من أبنائنا من فقد حريته وأضاع زهرة شبابه لرأي قاله او نقد وجهه تجاهكم ، الا اننا نجد اننا لا نعامل بالمثل ، لذا أهمس بأذانكم ببعض كلمات ، اننا في الكويت شعبا وقيادة لا نتخلى عن أشقاءنا عندما يستنجدون بنا ، فهذه أخلاقنا وأعرافنا ، واذا وقفنا وقفتنا لا نطلب لها ثمنا فنحن أحفاد (أسد الجزيرة) مبارك الكبير …ولذلك أقول ناصحة متى ضعفت احدى دول مجلس التعاون او استضعفت ، فالضرر واقع على الجميع فقوتنا من تماسكنا.

ان العمل السياسي وإدارة الدول تحتاج لأشخاص ذو كفاءة ، ويكفينا فخرا اننا كشعب حرر ارضه بحنكة قيادته السياسية ومكانة دولتنا العالمية ، وتماسك شعبنا الابي ، ودماء شهداؤنا الأوفياء ….. فأوقفو همزكم ولمزكم فالكويت وقفت معها كل الدول لما لها من مكانة دولية ومصالح متداخلة معها ، كما ان الوقوف مع الكويت وشعبها في ابان الغزو الصدامي هو مفخرة لكل الدول المساندة ، لأنها انتصرت الى الحق … وحتى لا نعض اصابعنا ندما في المستقبل اقول (ان لم تستطيعوا قول الحق) … لأنها تتعارض مع مصالحكم .. (فلا تصفقوا للباطل)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى