أهم الأخبارثقافة و فن

الطيور في الشعر العربي (1) …بقلم الباحثة / ريم محمود معروف

استطاع  الشعراء نقل أحاسيسهم مستغلين الطيور وسيلة لذلك فهي رمز للسلام والمحبة والجمال ،  فناجوا ( البلبل ، الهدهد و الحمام  )  فكانت صورهم الشعرية تعبيراً عن مشاعرهم وعواطفهم الصادقة .

فهذا طائر البلبل الذي يتميز بغنائه العذب والذي تغنى به إبراهيم طوقان قائلاً :

 

  سمعَ البلبلُ شجوي             باكياً أيامَ لهوي

       فهفا البلبلُ نحوي              هاتفاً أصغَ لشدوي

                       قلتُ يا بلبلُ دعني

                       عد إلى الدّوحِ وغنّ

 

أما البلبل عند شاعرنا ابن الساعاتي فشده يبهج الطبيعة رقصاً وضحكا ًفقال :

فهناك أفواه البروق ضواحكٌ

                                   والدّوح راقصة لشدو البلبلِ

 

أما بلبل الشابي خُلِقَ للشدو والغناء والفتيات الجميلات خلقن للغرام والسعادة فقال :

خلقَ البلبلُ الجميلُ ليشدو

                                  وخلقتن للغرامِ السّعيد

 

 

 

أما الرصافي فبلبله هو حامل رسائل الشوق فقال :

 

تحملُ للوردِ أميرَ الزّهر

                                   رسائلَ الشّوقِ من البلبلِ

 

أما طائر الهدهد الجميل المعروف بعرفه الطويل الذي  يفرشه عندما يحط على الأرض،والذي ذكره الله سبحانه في كتابه الكريم تكريماً له في سورة النمل الآية 20-23 : ( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان الغائبين ، لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم )

فنجد الشعراء اقتبسوا هذا المعنى القرآني العظيم في أشعارهم ومنهم ابن قلاقس فقال:

 

  كم فيكَ عن بلقيس من نبأ فهل

                                    قلبي سليمان وطرفي الهدهدُ

 

وقال شاعرنا صفي الدين الحلي  :

فانّ سليمانَ في ملكهِ           

                                  وكلّ بآرائه يهتدي

أطاعتهُ كلّ ذواتِ الجناحِ      

                                  وأصغى إلى نبأ الهدهدِ

 

 

وطائر الحمام رمز الخير والحرية عند العرب و”الهديل” في الأساطير هو الفرخ الذي  فقدته ولا تزال الحمامة  تبكيه  لذلك سمي صوتها الحزين بالهديل ، فنرى الشعراء إذا وقفوا على الأطلال واستذكروا الأحبة والفراق ناجوا الحمامة وصوتها ، فهذا النابغة الذبياني يسائل ديار المحبوبة قائلاً:

 

 

 

أسائلها وقد سفحت دموعي

                                   كان مغيضهنّ غروبُ شنّ

      بكاء حمامةٍ تدعو هديلاً

 مفجعةٍ على فننٍ تغنّي

أما إبراهيم اليازجي فقال :

  فاكتب على لوحِ رمسٍ أرّخوهُ له

                                   يبكي الحمامُ على غصنٍ قد انتصفا

 

 

وقال أبزون العماني :

  يبكي إذا سجع الحمامُ صبابةً

                                      نجوى فيسعدهُ الحمامُ السّاجعُ

 

مما سبق يتضح لنا كيف تعنى الشعراء بتلك الطيور التي حلقت في السماء سواءً كانوا يحملون مشاعر الحب والشوق أو مشاعر الحزن والألم ، ويبقى الشعر ليتسع لمشاعر الناس على اختلاف أنواعها ودرجاتها .

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى