أهم الأخبارلقاءات

العطار بو عبد الله لـ ” صوت الخليج” : “العطار الكويتي” قديما وحديثا مقصد الزوار والمرضى

 

كتبت : رباب عبيد 

الطبيب الشعبي قديما كان بلا دراسات اكاديمية ولا شهادات عالمية بل هو العطاراو” الحواج” الصيدلاني الذي كان يقصده اهل الكويت بعد الطبيب الشعبي بحثا عن الاعشاب التي من الممكن ان تشفي امراضهم ,  انه  الصيدلاني بالمفهوم المعاصر واحدى المهن التي اعطت اصحابها لقب العائلة في هذا الزمان في المجتمع الكويتي  ومنها عائلة ” الصيدلي ” ” الحواج” و” العطار” .

علاج بالاعشاب

وكان عمل العطار جمع انواع معينة من الاعشاب والنباتات وخلطها بنسب معينة معلومة لديه , وتحضر كدواء يتناوله المريض في اوقات يعينها ” العطار ” حيث يصفها من الأعشاب والمواد الطبية , لكثير من التهاب اللوز والصفار والبواسير وغيرها من الامراض , وكان يشترى الاعشاب بالجملة او يرتحل بحثا عنها  .

واعتمد العطار قديما على الكتب الاسلامية المؤلفة ومن اشهرها كتب ” الطب النبوي “وتمر عملية تصنيع الأدوية من الأعشاب والنباتات الطبية بالعديد من الطرق على اختلافها فقد تكون شرابا أو عسلا أو مسحوقا للغلي , ويتقيد “العطار ” بوصفات دقيقة خوفا من اثار جانبية وعكسية على المرضى.

العقاقير العشبية

واستخدم ” الخيش ” قديما في حفظ العقاقير والأعشاب من الأعشاب مثل الزعتر والحلول والحرمل والجعدة بينما حفظت العقاقير في صفائح معدنية أو في أوان زجاجية , فيما تلف بعضها في الأقمشة أو في أوراق القرطاس وأكياس النايلون.

ومن أشهر من استخدم الأعشاب والنباتات علاجا في الكويت أحمد الغانم الذي كان يجلبها من الهند وقد اشتهر في علاج الكسور , وكان بارعا في هذه المهنة فهو أول كويتي مارس مهنة التجبير وعالج أحد أطباء مستشفى الإرسالية الأمريكي كما يعد عبداللطيف الدهيم أول كويتي مارس مهنة الصيدلة قديما وافتتح أول صيدلة في تاريخ البلاد.

ومن دراسة اعدها الاستاذ هشام  البدري عن العطارين في الكويت ..  قال “العطارون هم أطباء أو قل هم صيادلة يصف أحدهم الدواء ببديهة ودراية، وربما مارس بعضهم ممن لديه الخبرة والدراية خلط البذور والأعشاب أو الجذور والأوراق فأخرج منها دواءً جديداً مركباً، ولا تقتصر معرفة العطارين على فوائد وصفاتهم الدوائية وموادها بل هم على علم بمكامن الخطر وسمّيات الزهور أو البذور التي يضعونها على أرفف محلاتهم، وتتنوع العلاجات المستخدمة وأشهرها النباتية ثم المواد الحيوانية فالمواد المعدنية وهي قليلة.

وقديماً كان العطار بمثابة صيدلي يعاضد الحكيم بل كان يحل محل الحكيم أحياناً فهو يصف الأعشاب والمواد الطبية للحمى والأمراض الباطنة ويعالج ويداوي ما يصفه له المريض من الآم ومعاناة ولكن كأي مهنة أخرى، فان بين العطارين دخلاء وغشاشين وأنصاف متعلمين وفاقدي خبرة والتي لابد من الحذر الشديد منهم لان عملهم مرتبط بصحة الإنسان.

ورغم وجود العديد من محلات العطارة الجيدة التي تقوم بعملها على اكمل وجه والتي كانت في مرحلة زمنية سابقة بمثابة صيدلية وكان الدواء يأتي من العطار «الحواج» ولكن اليوم تحول الى شيء اخر مختلف تماما عما نعرفه عنه، فقد تحول معظم العطارين في الكويت الى ثلاث فئات:

الفئة الاولى والتي بقيت محافظة على مسمى العطارة الحقيقي وبقيت محافظة على ارث تراثي وتاريخي بل وإنساني الى يومنا هذا ولا تتعدى نسبتهم في الكويت %25.

أما الفئة الثانية فهي مجموعة العطارين الذين يتعاملون بالسحر وادواته والأعشاب الوهمية والتركيبات الدوائية المزيفة والتي تصل نسبتهم الى حوالي %45.

اما الفئة الثالثة فهي الفئة التي واكبت التطور والجشع الرأسمالي لتتحول الى الصحف الاعلانية وتبدأ التعامل مع هذا العصر بمعطياته فغيرت وجهها وهي النسبة الباقية وتبلغ حوالي %30 من مجموع محلات العطارة في الكويت.

وقد اتجه بعض هذه المحلات الى نشر اعلانات منتجاتها في الصحف الاعلانية كوسيلة ترويجية لزيادة نسبة الربح بعد ان ادرك اصحابها ان المنتج الذي يباع في محلاتهم بدينار يتحول حالما يعلن سعره الى مبالغ خيالية حالما يعلن عنه في الصحف الاعلانية واللافت للنظر في هذه الايام وجود اعلانات لعدد كبير من الادوية والأعشاب التي نجدها في الصحف الاعلانية والتي تغري الشخص للتوجه الى هذه المحلات كإعلانات التخسيس وأدوية مضاعفة القدرة الجنسية والتي تغري الشباب الصغير والذي قد يقوم بشرائها وفيها من المخاطر التي لا يعرف عنها شيء.

دخلنا الى دكانه العطار الحجي  بوعبدالله وسألناه….

–         من متى  وأنت تعمل في تحضير الأعشاب والبهارات ؟

–         اعمل من خمسينات القرن  واحضر الاعشاب مثل المرمية والنعناع وأعشاب الورد وأقوم بطحن البهارات الكويتية .

–         كيف تتعامل مع من يأتونك لأخذ اعشاب لأغراض طبية وأخرى علاجية ؟

–         عندى اعشاب للتخسيس وأعشاب للزكام والمغص والقولون وأعشاب لتخفيف الامراض المزمنة , اقوم بتحضيرها بمعايير متناسبة , وكتب الطب النبوي ذكرت الاعشاب وفائدتها.

–         نعود الى  البهارات ما اثر النكهة  التي تراعيها عند تحضير البهارات الكويتية ؟

–         تغلب عليها نكهة الكزبرة والكمون  وباقي البهارات  بعدها .

–         من اين تستورد الاعشاب والبهارات ؟

–         البهارات من الهند  مثل المسمار والقرفة  والاعشاب من ايران ولبنان وسوريا والأردن وغيرها .

–         وماذا عن المكسرات ؟

–         نعم استورد المكسرات  مثل الفستق والكاجو واللوز والكامش الاحمر , وعندي مكسرات بقشرها , والمكسرات لها فائدة مثل الجوز الكشمش واللوز وتدمج بعض المكسرات مع السكر النبات ومجموعة اعشاب مثل الحلبة للمرأة النفاس وعمل تحويجة النفساء ودهان للمفاصل وغيره من الزيوت .

–         ماذا حضرت بهارات جديدة لرمضان ؟

–         بدأت أحضر للشهر الكريم … بهارات بنكهات مختلفة , ولدينا اعشاب لبعد وجبة الفطور يأخذونها للديوانيات , وأيضا المكسرات ذات الجودة العالية .

–         من هم زبائنك الاكثر طلبا للبهارات ؟

–         النساء تقبل في رجب وشعبان على شراء التمور والأعشاب مثل المرمية والحبق والشاي على أنواعه وشاي الورد وماء الورد  والكركم والزعفران والهيل , والحريم يقبلون على شراء زيوت للعناية بالشعر ويطلبون الحنة الاصلية  ايضا أما بالنسبة للبهارات فالمطاعم صارت تطلب اكثر من النساء وذلك لان الناس تقبل على أكل المطاعم أكثر.

–         هل تعرفت الى أول صيدلي في الكويت ؟

–         الدكتورعبد اللطيف الدهيم أول كويتي مارس مهنة الصيدلة قديما وافتتح أول صيدلة في تاريخ البلاد.

–         كلمة أخيرة

ويبقى العطار الكويتي على اختلاف فئته مقصد الزوار من مختلف الجنسيات , والعطارين الكويتين نشروا ثقافتهم في ارجاء الخليج العربي .

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى