أهم الأخبارعربي و دولي

تقرير :العرب الأكثر مناعة ضد الوباء القاتل

نحو أقل من متوسط 0.5 في المئة فقط هي نسبة وفيات العرب جراء الإصابة بوباء كورونا المستجد منذ ظهوره واجتياحه دول العالم العربي قبل نحو شهرين تقريباً منذ تسجيل أول اصابة في أواخر يناير في الامارات العربية المتحدة. وحسب دراسة إحصاء الإصابات والوفيات الى يوم 23 مارس الجاري، يصنف العرب بين الأقل تضررا بتفشي الوباء الغامض في مراحله الأولى، حيث ما تزال وتيرة سرعة تفشي الوباء ومعدل الاصابات في دول العالم العربي أبطا بكثير من دول أوروبية وأمريكية وآسيوية.

وقد أصيب خلال شهرين نحو 3641 شخص في العالم العربي[1] بفيروس كورونا توفي منهم فقط نحو 74 الى غاية يوم 23 مارس 2020 أي ما نسبته أقل من 2 في المئة من اجمالي المصابين العرب وأقل من 0.5 في المئة من المصابين في العالم والذي اقترب عددهم نحو 400 ألف[2] ومرجح تجاوز النصف المليون بنهاية شهر مارس العدد الأكبر منهم موزع بين القارة الأوروبية والأمريكية والاسيوية، وقد قتل الوباء الى غاية اليوم نحو 16600[3] أغلبهم أوروبيون في مقدمتهم ايطاليون يتلوهم آسيويون فإيرانيون ثم أمريكيون، وصنفت مستويات الوفيات بين العرب بين أدنى المعدلات.

لكن محدودية وتيرة تسجيل إصابات ووفيات بين العرب جراء الوباء المنتشر في اغلب دول العالم العربي ما عدى ليبيا واليمن وجزر القمر قد لا يعود لنجاعة ونجاح تدابير الوقائية الصحية التي اتخذتها الحكومات العربية بقدر ما يكمن التفسير في ثلاثة احتمالات رئيسية  حددها قسم ادارة رصد المخاطر بمركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC): أولها اعتبار الوباء في مراحل انتشاره الأولى في الدول العربية وليس في فترة الذروة كالتي تشهدها دول أوروبية، هو ما قد يقود الى إمكانية احتمال تسجيل إصابات أكبر بكثير في الأسابيع المقبلة نتيجة توقع اتساع رقعة العدوى رغم الإجراءات الوقائية المتخذة.

أما الاحتمال الثاني لتفسير محدودية الإصابات بين العرب جراء الوباء فيكمن في ضعف بعض الدول العربية على إدارة الازمة وعدم القدرة على تحديد المصابين في ظل ضعف ثقافة الإفصاح عن المرض بين شريجة هامة من الجدول العربية التي تعرف نسبة أمية عالية. وبالتالي قد يكون الوباء مستشري دون معرفة السلطات به في ظل عدم وعي صحي بمواجهتها بالشكل الكافي خاصة في الدول الفقيرة. وبذلك قد تكون الأرقام المعلن رسمياً لا تعكس واقع عدد الإصابات الحقيقية.

الاحتمال الثالث لمحدودية الإصابات بين العرب لحد هذا اليوم مقارنة بدول قارة أوروبا قد يكمن في احتمال قوة مقاومة جهاز المناعة لدى مختلف أجيال العرب لهذا الوباء على اعتبار أن العرب على مستوى تاريخ الأوبئة الكونية يعتبرون الأقل تضررا خاصة ان دراسات مقارنة خصوصية الجينات الوراثية للشعوب العربية والافريقية مقارنة بجينات الاوربيين والاسيويين تثبت ضعف تأثر العرب والأفارقة بالأوبئة على مستوى الإصابات والوفيات، اذا الشعوب الاوربية والاسيوية تعتبر الأكثر تضررا  بالأوبئة الكونية منذ 700 عام، فالإنفلونزا الإسبانية لوحدها في 1918 أودت بحياة ملايين من الأوربيين والأسيويين بشكل خاص.

كما أن أغلب الفيروسات الوبائية التي اجتاحت العام العربي هي فيروسات مستوردة وافدة من القارة الاسيوية بشكل خاص، وقد تكون هجرة الفيروسات من قارة الى أخرى تخضع لخصوصية للتكيف وفق المناخ والبيئة والجسم وهو ما قد يجعل ضررها محدودا عند وصولها القارة الافريقية او منطقة شمال افريقيا والخليج ما عدى إيران. اذ تعتبر إيران في تاريخ انتشار الأوبئة الكونية خلال القرن الماضي أكثر دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي تسجيل لخشار بشرية لعل أبرزها وباء (الأنفلونزا الاسبانية) في 1918 حيث راح ضحية هذا الوباء نحو 2.4 مليون إيراني[4].

 

المصدر: مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى