أهم الأخبارتقارير

د. خضر البارون لصوت الخليج  : اصحاب العزلة الاجتماعية يختبئون خلف العالم الرقمي

العزلة الاجتماعية بين الواقع والعالم الرقمي ان المشاعر الناتجة التي تعكس افتقار الشخص لشيءٍ ما في حياته….

 

تقرير : رباب عبيد

اتخذت الحياة الإنسانية في مجتمعاتنا المعاصرة شكلا مختلف عن القديم , ويجزم الكثير من الناس  ان الحياة  تعقدت كثيرا ولم تعد بهذه البساطة التي كانت عليها في السابق, ومع تفاقم صعوبات الحياة وتعدد مشاكل الإنسان , زادت الأعباء وأصبح من الصعب على الإنسان تحقيق معظم حاجاته وطموحاته أو أن يسلك في الحياة دون معاناة أو ألم، وهذه الظروف الحياتية الصعبة والمتلاحقة بما فيها الظروف المادية الصعبة والتغيرات السريعة التي طرأت على مجتمعاتنا العربية والتحديات التي تواجه هذه المجتمعات والحروب المتلاحقة والعدوان والدمار وغير ذلك زادت من معاناة الإنسان وصراعاته الفكرية والنفسية كما زادت من الضغوط النفسية ومن حالات الإحباط والقلق والحرمان والاكتئاب والشعور بالوحدة النفسية والاغتراب .

وجعله ذلك يفقد توازنه العقلي والنفسي ويعرضه إلى العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية ويضعف قدرته على العمل والعطاء والإنجاز كما يؤثر سلبا على صحة الإنسان وبيئته ومجتمعه, وهذا الحال ينطبق على كل إنسان ذكرا أم أنثى صغيرا أو كبيرا

كما أشارت نتائج بعض الدراسات إلى وجود ارتباط موجب بين إحساس الأبناء بالوحدة النفسية ومتغيرات اضطراب العلاقات الوالدية والتفكك الأسري والاتجاهات السلبية التي تتمثل في إثارة الألم النفسي والقسوة والتفرقة والإهمال والتذبذب في المعاملة , ومع تطور العالم والثورة التكنولوجية  أصبح العالم الرقمي أحد اسباب العزلة الاجتماعية .

الوحدة النفسية ومفهومها:

وقد عرفه كل من :

–  ويز :

هي استجابة لغياب نوع محدد من العلاقات ، أو على درجة أدق استجابة لغياب عنصر علائقي محدد .

–  سيرمات  :

بأنها عبارة عن الفرق بين أنواع العلاقات الشخصية التي يدرك الفرد انها لديه في وقت ما ، وتلك العلاقات التي يود أن تكون لديه بالاسترشاد بالخبرة السابقة أو بخبرة مثالية لم يسبق له معاينتها في حياته .

–  كوبستانت  :

بأنها المشاعر الناتجة التي تعكس افتقار الشخص لشيءٍ ما في حياته ، أو كون الشخص لا يعالج حالات أو ظروف معينة معالجة صحيحة .

العزلة الاجتماعية و أشكالها :

وتأتي اشكال العزلة الاجتماعية بتجنب الاختلاط مع الآخرين، والاقلال من الحديث، والإشاحة بالنظر عند الحديث مع الأصدقاء أو المعارف، وتحاشي التواجد في التجمعات البشرية، والتذمر من البدء بالحديث أو التخاطب مع الآخرين، والابتعاد عن تجمعات الأقارب والأصدقاء، وقلة الانفعال النفسي وعدم المبالاة بالمواقف والظروف، وضعف التأثر بالانتقادات وبالتشجيع والإطراء، وضعف التأثر بالنصح والإرشاد بسبب برودة المشاعر، والاستغراق في أحلام اليقظة.

ويفضل بعض الناس العزلة عن محيطهم الاجتماعي، لأسباب مختلفة، قد يكون بعضها معروفاً، أو لأسباب غير معروفة.

وقد يختار آخرون العزلة لغريزة داخلية في أنفسهم تجعلهم يفضلونها على مخالطة غيرهم من الناس من أجل التمتع بسكون الحياة وبساطتها أو للتخلص من أحمال لا تطاق.

لكن العزلة قد لا تكون مجرد غريزة داخلية وحشية، فهي قد تكون مرضاً نفسياً يبتلى به بنو البشر.

وتجد العزلة تربة خصبة في مرحلة المراهقة والشباب التي تعتبر من أصعب المراحل العمرية. وقد تنحول العزلة في مسار خطير فتؤدي إلى إيذاء صاحبها والذين حوله نتيجة تصرفات تكون في غالبها عن غير قصد.

وقد ينتج عن العزلة المرضية تداعيات نفسية وصحية واجتماعية يحذر منها بعض علماء النفس أشد الحذر لأنها قد تنتهي بعواقب سيئة.

أنواع العزلة

العزلة أنواع فهناك أنواع من العزلة يمكن أن تفيد صاحبها، وقد تكون أحياناً حلاً لبعض الاضطرابات النفسية والعقلية.

وبعض فئات الناس يحتاج أفرادها إلى العزلة من أجل الإبتكار والإبداع والكتابة والرسم والقيام ببعض الأعمال اليدوية ومحاسبة النفس والعبادة، فهنا تكون العزلة عاملاً ايجابياً وليس ضاراً.

أيضاً، قد تكون العزلة المنفذ الوحيد لتفادي أهل السوء وكلامهم وملاحقاتهم بعيداً من أجوائهم المصطنعة المكهربة المشحونة بمزيج من الغيرة والشر والحقد واللؤم والدسائس والجحود والنكران… عندها يمكن القول مرحباً بالعزلة.

 أخطار العزلة

في دراسة تحليلية للباحث جوليان هولتلنستد، من جامعة برغام يونغ الأميركية طاولت 148 بحثاً ودراسة قديمة، تبين أن أخطار العزلة على الصحة ليست بأقل من أخطار التدخين، فبعد الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى وجد المشرفون على الدراسة النتائج الآتية:

  • تأثير العزلة يشبه تأثير تدخين 15 سيجارة في اليوم.
  • العزلة تضر قدر الضرر الناجم عن تعاطي الكحول.
  • العزلة أكثر ضرراً من عدم ممارسة الرياضة.
  • ضرر العزلة أشد من ضرر فرط الوزن بمرتين.

وعلى الصعيد ذاته توصل باحثون من جامعة شيكاغو إلى نتائج مثيرة للغاية في شأن العزلة.

ففي دراسة استغرقت ست سنوات وشملت أكثر من ألفي شخص من الرجال والنساء الذين تخطت أعمارهم 50 عاماً، أكدت نتائجها أن أخطار العزلة تفوق أخطار السمنة، وأبرز هذه الأخطار ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الوفاة، والإصابة باضطرابات النوم، والشعور بالخمول والكسل في اليوم التالي، والدفع إلى تناول المنومات والمسكنات، ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً.

وأوصى البحث كبار السن أن يكوّنوا دوائر اجتماعية ويتواصلوا مع الناس، وأن يسافروا إلى المناطق المشمسة، وأن يقوموا بالأنشطة الرياضية والحيوية، وأن يكونوا فاعلين في الأعمال التطوعية.

ومن خلال متابعة الحالة الصحية لأكثر من ثلاثة آلاف شخص على مدى أربع سنوات، لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يعيشون حياة العزلة ترتفع في دمائهم مؤشرات الإلتهاب المزمن، مقارنة بأقرانهم الذين يحافظون على علاقات التواصل العائلية والإجتماعية. ويعتقد العلماء بأن الإلتهاب المزمن يلعب دوراً رئيساً في الإصابة بتصلب الشرايين، من خلال حضه على زيادة العوامل المسببة للإلتهاب، وبالتالي إلى زيادة خطر التعرض للأمراض القلبية والدماغية الوعائية.

وأثبت علماء صينيون أن العزلة يمكن أن تتسبب في الموت قبل الآوان، وتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد إجراء تجارب على الذباب والنمل اتضح من خلالها أن الحشرات التي لم تقدر على التواصل مع مثيلاتها ماتت في شكل أسرع من التي تعيش داخل أسرة واحدة.

وقد تدفع الإصابة ببعض الأمراض إلى اختيار العزلة بسبب الاعتقادات الخاطئة وإصدار أحكام مسبقة وانتقادات غير منطقية تجاه المصابين بأمراض معينة، ما يدفع بالكثيرين من بينهم إلى الاختفاء والعزلة، وإلى مواجهة ضغوطات نفسية شديدة تزيد أوضاعهم الصحية والإجتماعية سوءاً.

وما يزيد الطين بلة أن العزلة قد لا تفرض من قبل الذين هم خارج دائرة البيت، بل من أفراد أهل البيت أنفسهم، الذين يتخذون أحياناً قرارات صاعقة تصل الى حد التبرؤ من أولادهم، ما يدفعهم إلى الدخول في نفق مظلم قلما يخرجون منه.

العالم الرقمي الكترونيا

 قمنا باستطلاع الكتروني حول هذا الموضوع وجاء السؤال على النحو التالي :

  • التعايش مع العالم الرقمي سبيل الى العزلة الاجتماعية ….
  • نعم :100%.
  • لا: صفر%.

 

حول دور العالم الرقمي في حياة الفرد ودفعه الى العزلة الاجتماعية قال د. خضر البارون لصوت الخليج :بلا شك ان التكنولوجيا طغت على كثير من الناس وفرضت نفسها في العالم المجتمعي , وبدا الناس يبرزون من خلال ما يكتبونه ويقولونه على مواقع التواصل الى ان يصل كل منهم الى ضالتهم من التواصل الجمعي وذلك بسبب الفراغ الكبير الذي يعيشه هؤلاء.

وأضاف د. البارون ان العالم الرقمي بكل اركانه وطرقه يؤثر تأثيرا مباشرا على الشباب اليافعين وسلوكهم مع اهلهم بالعزلة مثلا : الأكل داخل غرفهم ومن أضرار التواصل في العالم الرقمي فقدان التعابير على قسمات الوجه الى جانب ان الوسائل الرقمية تروج للافلام الكرتونية والالعاب , والكثير من الشباب يحاولون التعبير عن انفسهم وبما يريدون التعليق عليه من تعليقات سياسية وثقافية لتشويه سمعة الاخرين والتركيب بالصور والاصوات للفضائح والاخبار والشائعات الكاذبة مثل لو أراد شخص ما ان تزيد الرواتب فيطلق مثلا “زادت الرواتب” ويطلق الشائعة عن طريق التويتر او الانستغرام والفيس بوك , وتكون هذه الشائعات من خفي ومصدرها الاساس (الكذب- الخوف- والخ).

وأشار د. البارون : ان الادمان على العالم الرقمي أثبتته الدراسات على النحو التالي بأن الجلوس على مواقع التواصل من 5-10 ساعات يعتبر ادمانا .

 

وأوضح د. البارون : هؤلاء الشخصيات يصبح لديهم دمج الشىء بالشىء  فيرى ان زجاج السيارة هو الشاشة الالكترونية وهكذا ومن الممكن أخذ الاعلانات التى يريدها وترويجها .

وعن كيفية العلاج قال د. البارون : لابد من استخدام بعض الخدع بما يتصل بهؤلاء الاشخاص  ونبدأ بالتالي:

الكلام باللطف والحيلة والمواجهة , وأكثر الذين ينعزلون  اجتماعيا , هم بالاصل يخافون ويختبئون وراء العالم الرقمي لتحقيق ما يريدون .

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى