أهم الأخباركتاب

فرحة العمر …بقلم رنا شعراوى

 

جرس الهاتف يرن لتزف فرحة العمر وهي تتطاير من الفرحوتبشر المحبين بأنها أصبحت أم هي فرحةالعمر ، هكذا أغلب الأمهات تزف خبر مولودها الأول وولع الإنتظار من الشهر الأول إلى الشهر التاسعموجع أكثر من وجع الولادة بحد ذاته.

ولكن لابد الأيام وتركض وتهرول كما ذهب ماذهب من السنين الماضيةإلى أن أصبحت أم، في الشهر الأول والثاني قمة المعاناة بتغيرات الجسم والثالث والرابع والخامس الفرحة  لشعور الأم بوجود الجنين .

هنا بدأ الشعور بقمة الثقل فهي الأشهر الأخيرة السادس والسابع والثامن والتاسع قمة التعب والمعاناة وقمة الإنتظار ومشاعر مكثفة قد لا أعلم حقًا أن أصفها بالوصف الذي يليق بقدر الأمومة .

حلت البشائر وجاء سامر إلى هذه الدنيا إنها الفرحة الكبرى لعبير، هي الأم مثل أي أم فرحة مابعدها فرحة بمولدها الأول تنتظر  وبعد مرور تسعة أشهر  قد يصعب وصف هذا الشعور على الورق لأنها ليست بأشهر عادية ليتم وصفها بقلم وورقة والقليل من الكلمات المعبرة والمؤثرة، شعور لا يوصف بكم التضحية من اللحظة الأولى. تضحي الأم بكامل معالم وصحة جسدها فقط لتبصر بعيني طفلها/طفلتها.

الأشهر الأولى وهي في قمة التعب والغثيان لتأتي عليها الأشهر الأخيرة المليئة بالثقل من هذا الحمل وبالرغم من هذا وذاك لكنها لا تشكوىالألم،  وهكذا عبير حالها كحال جميع الأمهات، لن أخوض كثيرًا فكلنا نعي تمامًا ما تتكبده الأمهات إلى لحظة سماع صوت هذا الصراخ الأول عندما تشم الأم رائحة طفلها / طفلتها تنسى ما لا ينسى ، وهنا عبير جمال عيني سامر أنساها الألم والتعب لم تذكر إلا زرقة عينيه .

ومن قال لعبير بارك الله مولدكِ وجعله قرير عينيكِ وجعله الله من الصالحين تشعر وكأنها ملكت الكون، كل حركة يكبر بها سامر ترى الوجود في مشيته في همسته في كلماته فهو عمرها الذي مضى والحالي والعمر الذي لم يأتي بعد، ولكن ماذا عن العمر الذي لم يأت بعد ؟ الذي أفنته ليكبر سامر الجسد الذي أنهكه الكبر والجسد الذي فني لترى سامر شابًا هو وهدى .

سامر وهدى استثماراها في الحياة ، هكذا الأم في كل مولود الشعور هو ذاته.

الأم هي الجنة رضاها له منزلة عالية عند الله، ولكن هل علم سامر وهدى العكس أن رضى الأم من بعد رضى الله عنهما .

هنا المشكلة عندما يأتي دور رد الجميل بالعلم من أنه لن يرد مهما انجز سامر وانجزت هدى لن يكفي بالغرض، الأم حق لا يوفى حق لا يعوض وحق لا يقارن.

الأم تفني حياتها في سبيل أولادها ولكن هل أولادها على قدر من الكفاءةلرد لو جزء بسيط من هذا كله ؟وهل فعل سامر ذلك و هل حققته هدى؟

 

اترك لكم الإجابة .

 

بالنسبة لرأي الشخصي لن نفي مهما صنعنا، لأن تلك الأم العظيمة عندما افنت وانهكت جسدها كانت تفعل ذلك بكل سعادة دون كلل أو ملل، ولكن هل الأبناء والبنات يردون الجميل أو بالأصح جزء من الجميل بنفس مقدار السعادة أو … ؟

 

أعان جميع الأمهات وليعلم الجميع أن الجميل لن يرد مهما فعلنا نحن الأبناء والبنات تجاه الأم .

 

وكفى بقلب الأم .

 

رنــــــا شعــــراوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى