أهم الأخبارالأسبوعية

متفائلون … بقلم منى عبدالله السعدي

 

خلف الجدران جدران ، وخلف الأبواب أبواب ، هي الحال زمن الحرب والنكبات ، هي حالنا في بلاد الجمال بلاد الخير والعطاء .
فقد غلقت الأبواب بمفاتيح مصنوعة بأيدي الكارهين الغرباء ، غلقت في وجه كل من يجري في دمه نسب عربي ، ولكل من خُط في إبهامه خريطة الوطن الكبير .
كل المأجورين تعاونوا ؛ ولكن ليس على البر والتقوى ، تعاونوا على أجيال واعدة ، تعاونوا على مستقبل زاهر ، تعاونوا على كل من ينتمي لبلد الياسمين ، والزيتون ، والقمح ، والزيزفون ، والبرتقال ، والنخيل .
فحولوا حياتهم زفير شقاء ، و شهيق نار ودخان .
دخان أسود ، لفّ حاضرهم المنسوج بأيدي صناع فجرة مردوا على الخراب والدمار .
مهلا ، عذرا ، وليكن فأهل بلادي يملكون الحرفة ، والحنكة ، والقوة ، ويملكون العزيمة التي تجعلهم يصنعون بأناملهم وأيديهم ألوانهم حسب حاجتهم ، فهم صناع حضارة ، وبحرفتهم ، وحضارتهم ، سيمزجون كل الألوان ، ليبدعوا لونا ماردا ، لون قوس قزح ، يبثونه ، ينثرونه في الفضاء ، فيشع نورا ، يتلاشى معه دخان المتكالبين في كل مكان ، فيبددوا ، ظلمة الأيام بمثابرة وعزيمة ،
ويصنعون قبة سماء فيها من الهواء أنقاه ، ومن الفضاء أصفاه ، ومن الحياة أحلاها،
وسيقفون من جديد كشجر الزيتون والتين والنارنج والبرتقال ، والنخيل ، والأرز ، والسنديان .
ويبنون جسرا تمر عليه كل الأزمات ، ليصلوا إلى الضفة الأخرى المرسوم على صدرها خريطة بلادي المتوشحة بأجمل الألوان ، بالعزيمة سيصلون ، وسيزرعون أشجار الأمل من جديد . وسيطفئون منابع الكراهية ، لينبت الحبُّ مزارع بلا حدود ، وسيضمدون الجراح التي ستزهر جوريا ووردا دمشقيا ، وسيداوون القلوب التي ستكون حجراتها للحب والرحمة والتسامح بيوتا تحضن الجميع ،
فهم لن ينسوا مهما ابتعدوا ، بل مهما أُبعدوا عن بلادهم
لن ينسوا لحظات عيشت فوق أرض خيِّرة نيّرة ثابتة نابضة بالحياة ، فهي مزروعة في قلوبهم وجذورها تمتد في عروقهم ، تغذي أجسادهم المنهكة ، آملين بالشفاء والوقوف من جديد .
هم الصابرون هم العمالقة في زمن الأقزام هم من علم الآخرين أن الشدائد هي مصانع الرجال فما استكانوا ولا وهنوا .
عملوا وجدواوثابروا وصنعوا.
شقّوا صدر الأرض في كل مكان وطئته أقدامهم فأنبتت جنات .
بسواعدهم المتهالكة زرعوا الأمل في كل مكان وحصدوا الإعجاب والتقدير .
رغم المحن اعتلوا سدة التميز ، فتقدموا وأبدعوا وغرسوا أقدامهم في قلوب الخائنين قائلين : “سنعود إلى بلادنا رغم أنف المتخاذلين رغم أنف المتملقين رغم أنف الحاسدين ، سنعود وستعود بلادنا بلاد الياسمين حمامة سلام بيضاء كبياض الياسمين ، وستفوح روائح المحبة والتسامح عطرا كعطر الياسمين .سلاما …سلاما بلاد الياسمين .

بقلم : منى السعدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى