أهم الأخباركتاب

أجمل من لقاء و أصدق من حديث 4 …للكاتبة خولة سليقة

 

أعدته الكاتبة خولة سامي سليقة

…………………………………………..

– بعد التحية للكاتبة و الشاعرة مريم الزرعوني، نبارك لها ديوانها الذي اشتمل على  قصائد من الشعر الحر تحت عنوان تمتمات.

1- يستوقفنا البدء بنصوصها بـ (عبث) حاملاً معه أسئلة وجودية تشغل الكثيرين. فهل يمتدّ العبث اليوم في عالمنا، حتى يصل بيت الشعر و جسد القصيدة؟

في البدء أودّ أن أشكرك على قراءتك للديوان و أسئلتك السابرة لأعماق النصوص.

نعم هذا العبث الذي ينتاب العالم و يتناوب على مشاعرنا، يعيد الشعر تشكيله في هيئة عشوائية أخرى تنم عن تماهٍ تام في لحظة النص، الذي يروق لي أن أسميه “الحالة”.

2- من الذي دفع بمريم إلى حبّ الشعر و الانضمام إلى عالمه الرحب؟

حبّ الشعر و الأدب عموماً نابعٌ من حبيّ للغة العربية، و الذي بدأ من الطفولة بفضل والدتي التي لقنتني أول درس في تذوق الكلمات و المفاضلة بين المرادفات وهي تحكي لي القصص، كما أن لمعلمات اللغة العربية في سنيّ الدراسة الأولى الدور العظيم في تغذية هذا الحب

3- يؤجل الكثير من الشعراء طباعة أعمالهم الجاهزة، مدة طويلة أحياناً بدافع التردد أو الخوف، أشعرتِ بمثل هذا؟

لم يحدث بهذا الشكل. فهو ليس خوفاً، بل اكتفاءً. فقد كان الأمر لا يتجاوز الكتابة و النشر في وسائل التواصل الاجتماعي بين الأصدقاء دون أن أفكر للحظة بأن أقدم على خطوة الطباعة و النشر، لكن إصرار الأصدقاء و تشجيعهم دفعني لهذه الخطوة الجريئة.

4- صفي لنا ردة فعل المحيطين بك و المقربين، عقب صدور مولودك الشعريّ الأول ( تمتمات ).

تفاوتت ردود الأفعال. شعرت بفرحة الأصدقاء الحقيقيين عند الإعلان عن صدور الديوان و حرصهم على الحصول على نسخة منه، و بعضهم تكبّد عناء المسافة لحضور التوقيع، بينما البعض ممن كان يبدي استحساناً لما أكتبه، قد صمت صمتاً تاماً عند صدوره. و منهم بعض الأصدقاء المتعصبين للشعر العمودي و يكتبونه.

5- هل يسهم النقد في صقل موهبة الشاعر و تحسين نتاجه؟ لماذا؟

النقد قد يدفع بالشاعر نحو الأفضل إن جاء على هيئة توجيه و وقوف على مواطن الضعف، لكي يوليها المبدع اهتماماً أكبر. لكنه في كثير من الأحيان يكون هجوماً مغلفاً بهذه الكلمة الفضفاضة، و التي قلما يمارسها النقاد الآن على أصولها المعتبرة، فهي تخضع للتأويل و الانطباعات الشخصية على الأغلب.

6- إن حصل و دخلت حساباً في وسائل التواصل و وجدت صاحب الحساب قد عرض بعض نصوصك موقّعة باسمه، كيف تتصرفين؟

لا شيء. فحقوقي محفوظة و النصوص منسوبة إلي بمجرد الطباعة.

7- ما أقرب نصوص الكتاب إلى نفسك؟ لماذا؟

“عبث”

لأنه يمثل في نظري الحياة التي هي محض عبث، أو لنخفف من وقع الكلمة فسأقول” لعب” لا يعني فيه الربح أو الخسارة شيئاً، فقط لو توفر الدافع للمحاولة سيعقبها المتعة أو الألم، فالاكتفاء، ثم اللعب مرة أخرى. هي التجربة العشوائية التي تعلمناها في الرياضيات و التي تنجم عنها احتمالات الحياة المختلفة، ثم نعاود الكرّة و هكذا.

8- ورد في قصيدتك ( مدارات حول الروح):

“و في الروح عشبٌ لا يصفرّ البتة” ، أي الأشياء تجعل روح مريم خضراء على الدوام؟

الفن و الأدب هما “الكلوروفيل” الذي يجعل عشب روحي مخضرّا على الدوام. فطالما أنا بين دفتي كتاب، أو بين اللوحة و الطين، أو برفقة فيلم من روائع السينما، أو في رحلة مع النغم، فأنا بخير.

9- في قصيدتك( القمر) :

”  أيها القمر لست عن النقص بمنأى

بيد أنه يعمل فيك الكمال”

أيمكن أن نستثمر ضعفنا البشري أو عيوبنا لتكون مصادر قوة؟ و هل يبحث الشعراء عن الكمال و الخروج عن الخصائص البشرية؟

إن كل من يمتلك هبة من الخالق، فقد امتلك شيئاً من صفاته، فالقدرة على الإبداع و الخلق سواء على هيئة الشعر أو الرسم أو الموسيقا أو أي إبداعٍ آخر فقد حاز رقة و سعة في الخيال و الشعور؛ و هو ما يعتبره الآخر ضعفاً، كما أنه يحوز قدرة على التركيب و التكوين و هذا عامل القوة لديه. فالشاعر يملك القوة التي تقود ضعفه نحو الجمال الذي يقربه درجات من المثالية لا الكمال على وجه التحديد.

10- ما الأشياء التي تستهويك في الحياة بالإضافة إلى الكتابة؟ أين تجدين نفسك أكثر؟

النحت. هو العالم الذي لو تركت فيه لوحدي لاكتفيت.

11- يسعدنا أن يكون الختام بنص تختارينه لنا من ديوانك (تمتمات).

من نص ” المثمّن” سأختار الزاوية الخامسة :

يا كل المواعيد الفائتة

و الأحلام المسروقة

و النهايات السعيدة

التي جرّفها وهم الوقت

فلتذهبي إلى الجحيم.

خولة سامي سليقة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى