أمنحوا النِّعم بعض الشكر …بقلم نرمين عباس
لقد كان عاماً مليئاً بكرم الله، كانت تلك الكلمات أول ما بادر إلي ذهني عندما ظهر لي فيديو يستعرض كل الصور والأحداث علي مدار العام، فقد تذكرت أحداث كثيره، وأشخاص البعض منهم أصبح ذكري، وأبتسامات كانت من القلب، وعيون أمتلأت بالدمع، وأمنيات مخبأه بالقلب كان للواقع نصيباً منها، ولحظات صلاه ودعاء صادق، ونفحات من رحمة الله في أشد الليال ظلمه، والكثير من الحنين.. أنا لست ممن يظنون أن العام كان ملئ بالمساوئ، لأن كل يوم يضاف لأعمارنا هو منحه أخرى للسعادة أو الشقاء والأختيار حينها بين أيدينا، فقد يجعل الأنسان روحه أسيره للحزن، وقد تمر السعادة أمامه ولا يراها، فأنا أؤمن أن كل محنه تأتي بمنحه، قد تكون المنحه كلمه صادقه، أو أبتسامه تصنع لحياتنا حياه، وربما تكون المنحه في تلك التفاصيل الصغيره التي قد لا نوليها أهتماماً كافياً، هذا العام شعرت ببعض آلام المعده وأزدادت حتي لم أعد أقوي علي مغادره السرير، تمنيت في أحد اللحظات أن يختفي الألم ولو لثوانٍ، تذكرت حينها كل المرات التي أستيقظت فيها بكامل نشاطي ولم أنتبه، تذكرت كل اللحظات التي عشت بها بدون أي شعور بالتعب ولم أنتبه، بعد ذهابي للطبيب بدأت في التحسن شيئاً فشيئاً، حتي أستعدت كامل عافيتي، لكني لم أنس بعد ذلك الموقف أن أشكر الله في كل حين علي كل النِّعم التي ربما لم ننتبه لها يوماً، فقد نألف النِّعم، وتكون تلك النِّعم هي حلم لشخص آخر في أمس الحاجه إليها، فيتبادر إلي ذهني بين حين وآخر صوت الشيخ النقشبندي وهو يردد..
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
..
أحب أن أتعامل مع الأشياء بقلبي، وأن أمنح الأشخاص كل الطمأنينه، فقد لا نلتقي مره أخرى ويظل بيننا ذكري صغيره، وأنا أحب أن تمتلأ تلك الذكري بالكثير من الجمال، أنا أشعر أن العالم به ما يكفي من القسوه فلا يحتاج المرء سوي بعض الدفء ليطمئن.. كان هذا العام يأبي أن يغادرني دون أن يترك بقلبي بعضاً من الطمأنينه، فجعلني ممتنه لك، لروحك المليئه بالشغف، وأبتسامتك شديده الجمال، فقد تمنيت لو بإستطاعتك النظر لنفسك حين تبتسم، أن تقابل شخصاً واحداً حقيقياً ولو لمره في حياتك يصبح كافياً ليتسلل لقلبك الأمل، وكنت أنت أملي..
ممتنه للأشياء التي تشبثت بي بعدما أُفلتُ يدي، وللموسيقي التي شاركتني أوقاتي، ولكل صباح يبدأ بصوت فيروز، ولنسمات الفجر المتسلله عبر النافذه، وللمرات التي عبرت بها شارعاً ووجدت شخصاً يبتسم، وللورود البيضاء التي أحببتها، ممتنه لإبتسامات الصباح ولعيناك التي ظهرت في بدايه إحدي القصائد، وممتنه بكل ما أؤتيت من كلمات لفنجاناً من القهوة..
تَرَدَّ رِداءَ الصَبرِ عِندَ النَوائِبِ ** تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشهَدٍ ** فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصاحِبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِياً ** تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّهِ في كُلِّ نِعمَةٍ ** يَثِبكَ عَلى النُعمى جَزيلَ المَواهِبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ ** فَكُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِبِ