الأمير محمد بن سلمان : السعودية كانت تحتاج إلى “علاج بالصدمة” لمواجهة الفساد وموجات التطرف الديني
دافع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن سياساته الاقتصادية والدبلوماسية في المملكة والإقليم، قائلا إن السعودية كانت تحتاج إلى “علاج بالصدمة” لمواجهة الفساد وموجات التطرف الديني. كما أشار إلى أن ما جرى كان ضروريا لتحقيق أهداف البلاد ومواجهة أعدائها مثل إيران، على حد تعبيره، وذلك في مقابلة صحيفة نُشرت فجر الأربعاء.
المقابلة التي أجراها الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، ديفيد أغناطيوس، أشارت إلى أن الأمير محمد بن سلمان ينفذ سياسة “العلاج بالصدمة” التي تهدف إلى تحديث المملكة وتطوير الحياة الثقافية والسياسية فيها. ولفت أغناطيوس إلى أن المقابلة جرت في وقت متأخر الاثنين، بعد صدور الأوامر الملكية بإجراء تعديلات جوهرية في الأجهزة العسكرية وتعيين امرأة في منصب حكومي كبير لأول مرة.
وقد رفض ولي العهد السعودي في المقابلة الانتقادات التي طالت سياساته المحلية والإقليمية، مشددا على أن التغييرات كانت ضرورية لتمويل مشاريع التطوير في المملكة وكذلك لمواجهة أعدائها، مثل إيران. كما تطرق إلى قضية إمكانية الإفراج عن سجناء من الناشطين في المجال الحقوقي قبل زيارته إلى أمريكا نهاية مارس/آذار المقبل، مشيرا – عبر أحد مساعديه – إلى أنه سينظر في إجراء إصلاحات في هذا المجال أيضا.
ورد الأمير السعودي على مصادر القلق لدى بعض داعميه في واشنطن، والذين يرون أنه يقاتل على جبهات كثيرة ويجازف بشكل كبير، إذ قال إن وتير التغييرات الجارية ضرورية لتحقيق النجاح. واعتبر أن الأوامر الملكية الأخيرة في السعودية وما رافقها من تعيينات تهدف إلى جلب أشخاص بوسعهم تحقيق أهداف التحديث.
وحول التغييرات في القيادة العسكرية قال الأمير محمد بن سلمان إنها كانت قيد التخطيط منذ سنوات بهدف تحسين النتائج المرصودة من الانفاق الدفاعي، خاصة وأن المملكة هي رابع أكبر مُنفق على قطاع الدفاع في العالم. كما تحدث الأمير، وفقا لأغناطيوس، عن خطط طموحة لتحريك القبائل اليمنية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
كذلك تطرق الأمير محمد بن سلمان إلى ملف محاربة الفساد وموجة التوقيفات التي شملت المئات من الشخصيات الكبيرة قائلا إن العلاج بالصدمة كان ضروريا “بعدما تفشى سرطان الفساد وكاد أن يلتهم الجسم بأكمله”، مضيفا أن المملكة لم تكن لتتمكن من تحقيق أهداف الميزانية “دون توقف النهب” وفق قوله.
ودافع الأمير عن الإجراءات التي اتخذها لتطوير البيئة الثقافية والدينية وإعطاء حقوق أكبر للمرأة مقابل الحد من قدرات ما يعرف بـ”الشرطة الدينية” قائلا إن هدفها هو العودة إلى الإسلام كما كان على أيام النبي محمد. ورفض المقارنة بينه وبين جده الملك المؤسس عبدالعزيز، قائلا: “لا يمكن أن نعيد اختراع الأي فيون لأن ستيف جوبز سبق أن فعل ذلك.. نحن نحاول القيام بأمر جديد.”