الاحتفالات الأممية باللغة العربية … بقلم: طارق بور سلي
انطلقت احتفالات الأمم المتحدة باليوم الدولي للغة العربية والذي يصادف الـ18 من ديسمبر كل عام ، وفد احتفت الأمم المتحدة بالمناسبة تحت شعار “اللغة العربية والتواصل الحضاري”مما يؤكد على أهمية اللغة العربية في العلاقات الدولية لا سيما الدول العربية التي تمثل الثقل العربي والخليجي في الشرق الأوسط والتعاون الدولي مع الدول الغربية والشرق الأدني من العالم .
وتحت هذا العنوان السابق للذكر بينت الأمم المتحدة عبر موقعها دور اللغة العربية في المشرق العربي في حياة الشعوب الغير مسلمة من المسيحيين واليهود عوضاً عن قدسيتها في التنزيل القرآني الكريم قال تعالى ” بلسان عربيّ مبين” ، وكان لها التأثير الكبير في لغات الشعوب الأخرى في المنطقة.
كما أن الحواضر أزدهت بثوب لغتها العربية ، فزخر التراث المشرقي بالأدب والبلاغة والشعر والمفكرين والكتاب والعلماء ، ومع وجود العديد من اللغات في مجتمعاتنا ، إلا أن اللغة العربية لم تفقد رونقها بل على العكس أعطت ولم تأخذ من تراث الآخرين إلا ماندر.
لقد تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) في الـ18 ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عبر إدخال برنامج من الاحتفالات بهذا اليوم .
وفي الكويت تلعب المكتبة الوطنية ( مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي والأدب ) الوحيدة في العالم دوراً بارزاً في إثراء اللغة العربية عبر إصداراتها الفكرية المتميزة ، ومن أسس هذه المنظومة المركزية أحد أعمدة الشعر العربي الشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين كل التقدير لشخصه الكريم .
إن لهذا الشاعر الكبير عبد العزيز البابطين فضلٌ كبير في الحفاظ على الهوية العربية واستمرار الجو العام ذا القدسية التراثية الأدبية واللغوية والفكرية في الكويت وامتداداً للحواضر الأجنبية ،إحياءً لتراث اللغة العربية ومقوماتها ومفرداتها وقواعدها في مراكز الشعر واللغة حول العالم للعاملين والمهتمين بهذا الحقل الإنساني العظيم لغة التواصل بين العرب وشعوب العالم .
ولقد اجتهدت مجموعة من النخب في تأسيس جمعية التنال العربي وكنت قد كتبت عن هذه المبادرة في إحياء اللغة مقالاً تحت عنوان (التنال العربي.. إحياء لهوية الأمة) نشر في جريد ة الأنباء الكويتية في 24/1/2021) وأنا عضو مسجل بها، وأدعو إلى تكثيف العمل على نشر اللغة العربية وإجادة التحدث بها ، حيث إن الشعوب الأجنبية تجيد التحدث بالفصحي من متعلمي لغتنا الجميلة، ونحن نتحدث لغتنا على أوزان شعبية من كل حدب وصوّب، بعد 48 عاماً على الإحتفال بها.