أهم الأخبارالأسبوعية

الطيور في الشعر العربي (2) …بقلم الباحثة / ريم محمود معروف

استكمالاً للمقال السابق وما ذكرناه من تغني الشعراء  بالطيور المحلقة في السماء بأنواعها المختلفة في أشعارهم ونقل صورهم الشعرية التي تعبر عما بداخلهم من مشاعر وعواطف صادقة ، فتغنوا بالبلبل والهدهد والحمام فهي رمز المحبة والسلام والجمال والصوت العذب ، أما (الغراب و البوم )فهي نذير شؤم وشر وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا وهو الوجه الآخر للطيور

 

الغراب :

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة المائدة الآية  30(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين )

وفي الحديث الشريف (  خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور )

 

فقد أكد العلماء من خلال التجارب والدراسات والأبحاث على سلوك هذا الطائر أنه يمتلك من الصفات الذكاء والمكر ، وأنه الطائر الوحيد الذي يقوم بدفن موتاه وهو يتغذى على الجيف والآفات والحشرات الضارة فكل ذلك مما يساعد على نظافة البيئة  ، إلا أنه مصدر لنقل الأمراض والبكتيريا والفيروسات للإنسان والحيوان على السواء ، هذا من الناحية العلمية أما من الناحية الأدبية والفنية فهذا شاعرنا إبراهيم طوقان يجسد معنى التشاؤم ويربطه بصوت الغراب ونعيقه قائلاً:

 

 

أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة والسليقه

مثل الغراب نعى الديار وأسمع الدنيا نعيقه

 

 

ومن الأبيات التي قيلت في الغراب قول إبراهيم الطباطبائي :

 

وليل كحالك لون الغراب                 قطعت جواشنه الداجيه

 

أما قول البحتري :

 

زعم الغراب منبئ الأنباء                أن الأحبة آذنو بتناء

فاثلج ببرد الدمع صدراً واغراً          وجوانحاً مسجورة الرمضاء

 

أما ابن الحداد الأندلسي فقال :

 

والناس أغربة إذا قايستهم           وأخو المصافاة الغراب الأبيض

 

وابن الزيات قال :

 

فقالوا لا عليك رأيت منه            كأشبة بالغراب من الغراب

 

وقال ابن بابك :

 

أرى الأيام تسرف في عقابي     ودون رياضتي شيب الغراب

 

أما أبو العلاء المعري فقال  :

 

يدعو الغراب أناس حاتما سفها        لأنه بفراق عندهم حتما

 

البوم :

 

من الطيور المقيمة في المناطق شبه الصحراوية في التلال الصخرية والمزارع الصحراوية  ويعد من الطيور المفترسة  التي تبني أعشاشها في ثقوب الأشجار والصخور وتتغذى على الفئران والطيور الصغيرة والزواحف والبرمائيات والحشرات والديدان والحشائش والبذور.

أما الشعراء فقد تحدثوا عن البوم في أشعارهم بوجهه آخر فهذا قول الشاعر الصنوبري :

 

 

مستقبحٌ في العشق مستسمجٌ

                                     إن تعشق البومةُ طاووسا

 

 

أما قول الطرماح في البوم  :

 

  وهزّ السّرى كلّ ذي حاجةٍ

                                      وقرقرت البومةُ الصائحة

 

وقول محمد عثمان جلال :

   رأى لهنّ هيئةً قبيحة

                                     فافتكر البومة والنّصيحة

وقال أيضاً :

  قالت له البومة نحن صرنا

                                     في الكون أحباباً فقم وزرنا

 

وقوله أيضاً :

 

  وجاءت البومة عند المنزل

                                     فلم تجد فيه خلاف الأرجل

 

وبذلك مثلت الطيورأهمية  كبيرة للإنسان بأنها صديقة للبيئة فهي تأكل الديدان والفئران والحيوانات الميتة وكذلك الحشائش الضارة وتقوم بنقل البذور من مكان إلى آخرهذا وجه أما الوجه الآخر فهي إما فأل خير أو نذير شؤم وشر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى