العالم على موعد غدا مع بدء الحقبة الترامبية
تتجه أنظار العالم غدا (الجمعة) صوب الولايات المتحدة الأمريكية لتتابع بشغف مراسم تنصيب رئيس الدولة الأقوى فى العالم بنفس الدرجة التى تابع بها البشر مراحل الانتخابات الامريكية( ٢٠١٦)، والتى أجريت فى الثامن من شهر نوفمبر الماضى ، ويحبس العالم أنفاسه ليرى ما ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الجمهورى دونالد ترامب على ضوء مايساوره من قلق نتيجة تصريحات وتغريدات ترامب المثيرة للجدل ، واختياراته لأعضاء إدارته.
الشغف لمتابعة هذا التنصيب نابع من أن يوم الجمعة سيكون هو موعد العالم مع بداية الحقبة ” الترامبية”الجديدة ، التى تمثل نقطة فاصلة فى تاريخ السياسة الأمريكية، ففيه سيتم الانتقال من عصر باراك أوباما إلى مرحلة دونالد ترامب، وبرغم من أن الكثيرين حول العالم يعرفون أن العلاقات الخارجية الأمريكية تجاه الدول ثابتة لاتتغير بتغير الرئيس، وأن كل مايطرأ عليها فقط هو أسلوب تنفيذها ، إلا إن ترامب على مايبدو سيكون حالة استثنائية فى هذه القاعدة.
وستجرى مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا فى مقر الكونجرس الأمريكى ليصبح بعدها الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الأمريكية لمدة 4 سنوات قادمة، منهيا بذلك مرحلة باراك أوباما فى الحكم والتى استمرت لولايتين متتاليتن، وبذلك يستعيد الحزب الجمهورى مقعد الرئاسة بعد طول غياب عنه .
ويجسد حفل تنصيب الرئيس الأمريكى – الذى تعود تقاليده إلى عهد الرئيس جورج واشنطن فى عام ١٧٨٩ تقليدا ديمقراطيا فريدا من نوعه فى العالم – إذ يشارك فيه الحزبان الرئيسان الجمهورى ، والديمقراطى احتفاء بالانتقال السلمى للسلطة من الرئيس المنتهية ولايته للرئيس المنتخب ، ويشارك فى حفل التنصيب عدد من الرؤساء الامريكيين السابقين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية ، وممثلو السلطات الحكومية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، ويؤدى الرئيس ونائبه اليمين الدستورية أمام رئيس الكونجرس .
ووفقا للدستور الأمريكى ، فان الرئيس هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة ،وهو أيضا رئيس السلطة التنفيذية لكل الأفرع الحكومية الفيدرالية والقائد الأعلى للجيش ، وبالرغم من ذلك فإن للكونجرس سلطة عزلة بغالبية الأصوات، حيث نظام الحكم الأمريكى هو خليط بين النظام الرئاسى والبرلمانى.
ومع توقع أن يكون هناك فكر ونهج أمريكي جديد وغير معهود ويحبس العالم أنفاسه، ، حيث يترقب المجتمع الأمريكى والدولى على حد سواء ، بدء ولاية إدارة ترامب الجديدة ، بشعور من عدم اليقين ، يتنامى مع المؤشرات صوب تغيير كبير فى السياسة الخارجية الأمريكية ، والتى عكستها تصريحات ترامب وتغريدات عكست تشددا مع أوروبا ، وتضامنا وتقديم غصن زيتون لروسيا ، وانتقادات لحلف الناتو والاتحاد الأوروبى ، وإشارات لنقل السفارة الأمريكية للقدس ، وانتقاد سياسة اللجوء الألمانية وسياسة الصين العسكرية والاقتصادية ،وغيرها من التصريحات التى أشعلت الخوف بين الأصدقاء والحلفاء أكثر من الأعداء.
وقطع ترامب ١٠ وعود انتخابية على نفسه أثناء حملته الانتخابية وهى إلغاء نظام “أوباما كير” الصحي ، والتخلص من كافة المناطق المنزوعة السلاح في المدارس والقواعد العسكرية وغيرها، والانسحاب من الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ ، وتهديد بعض الدول بشطبها من برامج الفيزا الأميركية إن رفضت سحب اللاجئين غير الشرعيين الذين ارتكبوا جرائم في الولايات المتحدة ، ومنع توطين اللاجئين السوريين ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وفرض قيود كبيرة على قوانين الهجرة ومطاردة حوالي مليوني “مجرم” من المهاجرين في الولايات المتحدة، لطردهم خارج الولايات المتحدة في أيامه الأولى بالبيت الأبيض.
وتتضمن الوعود الانتخابية العشرة كذلك بناء جدار لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول أمريكا ، هزيمة داعش فور وصوله إلى البيت الأبيض وسيطلب من إدارته إعداد خطة خلال 30 يوما للقضاء على تنظيم داعش الذي يتخذ من الموصل في العراق والرقة في سوريا معقلين رئيسيين له، وإعادة العظمة الأمريكية مجددا، تفكيك الشبكة الإرهابية الإيرانية تماما والتى غرستها إيران فى جميع أنحاء العالم .