العودة الى المدارس فاتورة مكلفة أسرياً

تحقيق : رباب عبيد

بدأت المدارس باستقبال طلابها من البنات والبنين الى مقاعد الدراسة وتبلغ شريحة الطلبة والطالبات مليون  طالبة وطالب وأكثر عائدون الى مراحل التعليم المختلفة ,استنفرت اماكن القرطاسيات في الكويت طاقاتها وإمكاناتها لاستقبال متطلباتهم حيث تشكل لهم العودة ظاهرة اقتصادية استثمارية جيدة ويعتبر موسما اقتصاديا  يرافقه  توفير متطلبات واستعدادات لتوفير الاحتياجات والمستلزمات والأدوات المدرسية في سوق نشطة  توفر احتياجات هذه الأعداد من الطلاب والطالبات , وبعودة المدارس ارتفع مؤشر التنافس بين جميع المحال التي تُعنى بشؤون الدراسة كالقرطاسيات ومحال الاسواق ” ابو مية وأبو ربع وأبو نص” والمراكز التجارية متمثلة في تجهيز أحدث الأدوات المدرسية والمكتبية استعداداً لاستقبال الدراسة.

وبتصريح سابق لـ ” صوت الخليج” قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية  د. سعد الشبو , اعتادت الجمعيات التعاونية على تنظيم مهرجانات القرطاسية التي تضم مختلف انواع السلع التي قد يحتاج اليها الطلبة بدءا من الحقيبة المدرسية وصولا لأدق وأصغر التفاصيل من برايات واقلام وغيرها.

كما اكد الشبو” ان الجمعيات التعاونية اعتادت على تنظيم مهرجانات القرطاسية باستضافة الشركات المتنوعة لتقديم العروض من مختلف انواع السلع الضرورية والتي يحتاج اليها الطلاب في بداية عامهم الدراسي.

مشيرا الى ان جميع الجمعيات تقدم تلك المهرجانات حيث تكون اسعار الشركات موحدة إلا ان الاختلاف في سعر السلعة يظهر بناء على نسبة الارباح التي تضعها الجمعية والتي تختلف بحسب مجلس الادارة فهناك جمعيات تحددها 10 في المئة وأخرى يكون نسبة ربحها 8 في المئة وثالثة قد يكون 5 في المئة وغيرها.

موضحا ان تلك المهرجانات تأتي انبثاقا من حرص الاتحاد على تلبية احتياجات المستهلكين وتوفير العروض التي يحتاجونها خاصة مع بداية الموسم الدراسي والذي قد يشكل عبئا يثقل كاهل الاسر وبخاصة التي تضم عددا كبيرا من الطلاب والطالبات .

فاتورة مكلفة

ومع العودة للمدارس حتما ستكون فاتورة مكلفة وأعباء اضافية على ميزانية الاسر حيث تكلف العودة للمدارس الاسر لتجهيز الطالب الواحد حوالي 80 د.ك وأكثر حسب الاصناف المختلفة من القرطاسية ولبس المدارس.

“صوت الخليج ” تجولت على الكثير من محال المستلزمات المدرسية والخدمات الطلابية , والعروض التى كثرت على واجهة المحلات واللوحات الإعلانية خارجها وداخلها بإعلانات تجارية بأشكال متعددة بتخفيضات وجوائز وبضائع جديدة وعروض كثيرة لجذب المتسوقين أو الزائرين، مع توفير جميع البضائع المدرسية المختلفة , ويرى الكثير من اولياء الامور ان العودة للمدارس عبء كبير خصوصا بعد دفع الاقساط الاولى للفصل الدراسي الاول فهناك بعد المدارس لا تقبل الا دفع تكاليف الفصل الاول كاملة , وعلى المقابل هناك من بعض الاسر لا يعتبرون العودة للمدارس عبئا وذلك لعدم الصعوبة في تلبية متطلبات المدارس والعام الدراسي الجديد , وذلك لالتحاق ابنائهن في المدارس الحكومية  او السعي وراء الانفاق المتقن والمنظم  , وبالتالي يضيق الخناق على رب الأسرة خصوصاً إذا كان يتحمل مسؤولية العديد من الأبناء، ما سيجعله بلا شك يخصص ميزانية ضخمة لرسوم المدارس الخاصة كل عام , تقترب بأرقامها العالية من أسعار رسوم الدراسة في الجامعات.

الاسواق الشعبية نعمة

دخلنا  الى احد المكتبات الكبرى التي تبيع القرطاسية في احد  الاسواق المركزية بمنطقة السالمية  , تحدث الينا ابو ثامر وهو احد البائعين ( الكاشير ) في السوق  قال ” ولله الحمد , وفرنا فيه جميع ما يحتاجه الطلاب والطالبات وبدأنا استقبالهم  والحركة جيدة بالمبيعات بقسم المكتبة ولدينا عروض  وآمنا لهم كل ما يحتاجون لعامهم الدراسي , والقرطاسية مختلفة المنشأ ووفرنا بعض المتطلبات منذ شهر رمضان من عدة دول كالصين وأيضاً من الموزعين المعتمدين للشركات المعروفة في الكويت ، مؤكدا أن الأسعار معقولة وغير مرتفعة وان لديهم عروض على بعض القرطاسية ، وان الاسعار أغلبها مقاربة للأعوام الماضية مشيرا في الوقت نفسه ان المكتبات ومحال القرطاسية تنتظر موسم المدارس وأكثر البيع يكون بعد فترة الركاد في العطلة الصيفية .

وتتنافس بعض الاسواق الشعبية مع المحال الكبرى بالمقارنة بينهما بالأسعار , وتلقى هذه الاسواق رواجاً كبيراً بأسعار التى تكون 1% من اسعار المحال الكبرى ونجحت هذه الاسواق بتوفير متطلبات المستهلك للحصول على كل ما يريده بأثمان معقولة، و أسعارها في متناول الجميع .

اسعار معقولة

 ومن جانبه، أشار مدير إدارة التسويق والمبيعات بالسوق  ” المقداد ” صاحب المحل إلى أن تفاوت أسعار الحقائب الدراسية والسلع المدرسية الأخرى تعطي فرصة للناس للاختيار ما بين السلع المختلفة لشراء ما يتلاءم منها مع إمكاناتهم المادية. ولا يوجد هناك غلاء في الأسعار مثلما يعتقده البعض من المستهلكين. مبيناً أن السبب في وجود التباين والاختلاف الكبير في تلك الأسعار يعود إلى عدة عوامل منها الحجم والماركة والبلد المنتج للسلعة.

من جهتها قالت السيدة ام سهيل لـ” صوت الخليج” أن بعض الاسواق الشعبية المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية من سلع بأسعار منخفضة تساعد الأسرة على مواجهة متطلبات العام الدراسي، خاصة أن معظم العائلات ممن لديها عدد كبير من الأبناء لا تستطيع مواجهة متطلبات العام الدراسي من أدوات ومستلزمات دراسية عن طريق الشراء من المحال الكبيرة التي تغالي في أسعار السلع التي تعرضها.

آراء طلابية

ومن جانبه التقت عدستنا بأحد طلاب الثانوية العامة لهذا العام الطالب “ايمن الرفاعي” , فقال نحن مقبلون على عام جديد وعلينا الاستعداد له نفسيا وذهنيا مما يجعلنا نبحث عن الاختيار الافضل عند شراء القرطاسية  ,وأضاف ان القائمين على الاسواق والجمعيات لديهم النظرة الصحيحة.

وأما الطالبة “زهرة صفا” فقالت ان الاسعار أغلى من العام الماضي لكنها مناسبة ايضا , وأكثر الاقبال على الدفاتر التى تحمل رسوما للمشاهير في هذا العالم وخصوصا المشاهير في عالم الرياضة وفي رأي ان البضاعة تلبي كل اذواق الطلاب والطالبات لأنها متنوعة بالجودة والسعر والشكل , وأضافت عندما بدأت بالتسوق للمدرسة حرصت على ان تكون دفاتري متماشية مع ذوقي وميزانيتي  .

الجمعيات التعاونية

بدوره أكد نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة المشتريات بالإنابة في جمعية الرقة التعاونية معتاد العتيبي ان رئيس وأعضاء مجلس الادارة قاموا بافتتاح اكبر مهرجان للقرطاسية والأدوات المكتبية لعودة المدارس بجمعية الرقة التعاونية وذلك بفرع المكتبة التابع للجمعية اعتبارا من اليوم ولمدة شهر.

وقال العتيبي ان مجلس الإدارة حريص على توفير السلع المكتبية والأدوات المدرسية بالجودة العالية والأسعار المخفضة من الشركات المتميزة والعالمية المتخصصة في هذا المجال، وقد تم التفاوض مع تلك الشركات المشاركة بهذا المهرجان على أن تقوم بدعم الأصناف لتوفيرها بأقل الأسعار مع تعدد تلك الأصناف المتميزة للحصول على التنافس بين الشركات كي نصل للهدف المنشود وهو أصناف بجودة عالية وأسعار مخفضة في متناول الجميع.

ولفت الى حرص أعضاء مجلس الإدارة على تنظيم المهرجان في مكان لائق وان يكون بأقل الأسعار وأفضل الأدوات المكتبية لتقديم الخدمات لطلاب المنطقة بجميع أعمارهم.

مهرجان الصباحية مستمر لشهر

وبدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصباحية وفهد الأحمد التعاونية عبدالله العنزي انه تم  إطلاق مهرجان القرطاسية والعودة إلى المدارس في التوسعة الجديدة لسوق الصباحية المركزي إضافة إلى مكتبة فهد الاحمد بجانب السوق المركزي وذلك بمشاركة كبرى الشركات الموردة، وسيستمر حتى نهاية سبتمبر القادم.

وأضاف انه جرى التواصل مع كبرى الشركات خلال الايام الماضية والاتفاق معها على توفير أصنافها خلال ايام المهرجان دون انقطاع حيث من المتوقع ان يستمر لأكثر من شهر حتى 30 سبتمبر المقبل، وذلك لفتح الباب أمام جميع الراغبين في الحصول على المستلزمات تحت سقف واحد.

وأشار إلى أنه جرى فتح باب المنافسة بين الشركات بالإضافة إلى منح المستهلكين إمكانية التجول بأريحية عبر اختيار مكانين لعرض المستلزمات وتقديم أجود الاصناف وتمكين الشركات من عرض الكثير من المنتجات المميزة وذات الجودة العالية والمصنوعة في كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذه المجالات.

وفيما يتعلق بالأسعار ذكر العنزي أنها تنافسية للغاية وذلك بسبب الحضور القوي لكبرى الشركات ورغبتها في تقديم أرخص الأسعار للمستهلكين لضمان تحقيقها تواجدا ملحوظا خلال ايام المهرجان، حيث ستقدم كل المستلزمات المدرسية والشنط والألبسة وجميع ما يحتاج إليه الطلبة خلال العام الدراسي.

وتستمر الجمعيات التعاونية في مناطق الكويت , والأسواق الشعبية والمحال والمكتبات بعرض القرطاسية في موسم العودة الى المدارس هذا العام وسط قبول ورفض للأسعار على كثير من القرطاسية في خضم الحرب التنافسية بينهم.