تحقيقات

مسرح الطفل في الكويت والخليج الى أين ؟

 

تحقيق : رباب عبيد

اهتمت دولة الكويت بمسرح الطفل منذ سبيعينات القرن ومر مسرح الطفل بحالات بيانية بين الصعود والهبوط في العمل المسرحي الخاص بالطفل ,و يعتب مسرح الطفل في كل الدول على اختلافها  احدى روافد العمل الفكري والأدبي الاجتماعي  والثقافي والتربوي للأطفال بوجه عام , وتألق في الكويت كتاب أدباء كتبوا في مجال الطفل , و قدمها الفنانون الكويتيون والكويتيات عروضا مسرحية تركت بصمتها في قلب كل مواطن كويتي وخليجي وعربي وتعاون الكثيرون في انجاح القصد من تأسيس مسرح الطفل سواء في الكويت او الخليج العربي مواكبة مع المسارح العربية الاخرى , الا وهو خلق جو ايجابي فني لأطفالنا ونقل رسائل تربوية واجتماعية , من خلال العروض المسرحية .

وشكل مسرح الطفل في الكويت  مع رواده الاوائل امثال الفنان الكبير عبد الرحمن العقل والفنانة هدى حسين وسحر حسين ورجاء محمد واستقلال  أحمد في مسرحية السندباد البحري في اواخر السبيعينات منعطفا لظهور مسرح استعراضي لعروض قادمة خلال الثلاثين سنة السالفة .

وتهتم دولة الكويت بما يقدم للطفل  كما اعتنى لأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع المسرح محمد العسعوسي  بكل ما يطور من أداء مسرح الطفل وأخرها الدورة الرابعة للمسرح في يونيو 2016..

مجلة ” صوت الخليج “ تفتح تحقيقا حول مسرح الطفل … لمعرفة هل يعيش مسرح الطفل  الكويتي والخليجي والعربي  بأزمة .. ام لا؟؟؟ وهل حافظ على مستواه خلال الاعوام الفائتة وما الاسباب في فقدان وغياب دوره الثقافي اليوم.؟

قالت د. نرمين الحوطي لـ صوت الخليج “ حول مسرح الطفل في القطاع الخاص ” أن القطاع الخاص ممثلا بمؤسسة البدر لها الريادة في ذلك حيث قدمت العديد من الاعمال منها على مسرح الطفل ومنها «السندباد البحري» عام 1978 ثم «البساط السحري» عام 1979 للكاتب مهدي الصايغ، كما قدم الكاتب البحريني خلف أحمد خلف ” مسرحية العفريت” وقدم محفوظ عبدالرحمن والسيد حافظ أعمالا للطفل وبالرغم من تنوع هذه الاعمال، إلا أنها ركزت على عاطفة الحب للوطن وحب الخير ليظهر الطفل في بيئة صحية.

وترى د. كافية رمضان ان قضية اللغة في مسرح الطفل لا يمكن القبول باستخدام لغة مسرحية من دون أن تعرف الجمهور المستهدف، فاللغة المسرحية ليست المنطوقة فقط فهناك لغة الجسد مثل البانتوميم وأيضا مسرح الظل والدمى، يجب أن نتوجه فيه لاستخدام اللغة الفصحى البسيطة، والتي ثبت علميا أنها قادرة على الوصول الى الاطفال بسلاسة ويسر مما يعني أنه لا يوجد مبرر لاستخدام العامية وغياب المهارات الفكرية والتربوية التى تمي قدرات الطفل من الجمهور المتلقى .

ومن جهتها قالت الاديبة الجزائرية د. رحمة الله اوريسي  لـ ” صوت الخليج “ ان العمل المسرحي للطفل لم يبرع فيه الكثيرون بل قلة من يكتبون للطفل عامة ولمسرح الطفل خاصة , المسألة ليست مسألة نصوص ولا اشكالية نصوص بل لان اكثرية الكتاب كتبوا القصة الطفلية وقلة من يكتبون لمسرح الطفل ويجب ان يمثل النص على خشبة المسرح ويتقن , وبرأيي لا توجد اقلام كفؤ تكتب لمسرح الطفل اذن هى ازمة نصوص.

بدوره قال الفنان الكويتي شعبان عباس قال لـ” صوت الخليج ”  ان مسرح الطفل يجب ان يكون استعراضي لان الطفل يحب العروض الاستعراضية فتنمي بذلك فكره وتحفزه على اخراج طاقاته , وأضاف ” اللغة العربية الفصحى ادخلت بعروض من خارج الكويت وهى موجود في ثنايا اللهجة العامية  ولا يستوعبها الاطفال كثيرا , ولا ننكر اهميتها , بينما الأهم الاستعراضات والأغاني والأناشيد .. ويرى ان تذاكر مسرح الطفل مكلفة للأسر في الاعياد على مستوى العرض المسرحي في الكويت والخليج ,  مؤكدا انه يشارك حاليا خليجيا بعدة عروض لمسرح الطفل في المملكة العربية السعودية والإمارات  العربية المتحدة وانه مستمر في مسيرته الفنية المسرحية للطفل  

وقال الفنان القطري على الشرشني لـ ” صوت الخليج ” “  مسرح الطفل كان له ظهور القوي وتراجع لأسباب عدة وكان ملما ويعملون عليه ويشاركون في العروض بين البلدان الخليجية والعربية  , في قطر والبحرين والإمارات والكويت ولكن  اختلفت الصورة في الوقت الحاضر ومازالت دول الخليج تعمل على مسرح الطفل وتراجع والسبب تجاري بحت , ان المنتج يفكر بالربح والنجم الذي يدر عليه ارباحا , والنصوص ضعيفة لا تناسب الاطفال وليس هناك ما يجذب الاطفال للعمل المسرحي اصبح ” شو” من غير مادة ولذلك تراجع اداء مسرح الطفل , وفي مصر لا يوجد مسرح للطفل ومفتقدين العمل المسرحي في الخليج , ولا يوجد مشاركات  وأصبح مسرح الطفل  تجاري بحت , ويجب عمل دراسة لما يقدم للطفل  ومراجعة لتقديم نصوص جديدة للأطفال تليق بالأطفال, وما المانع بالدعم المالي الجيد لاخراج عمل جميل للطفل .

بدوره قال الفنان العماني سليمان المعيني لـ ” صوت الخليج “  لم اشارك في مسرح الطفل لكن ارى انه بدأ ينشط في سلطنة عمان  في مهرجانات تنظمها عدة فرق مسرحية مع الفنانين الخليجيين والعرب من اجل اسعاد الطفل , وأتمنى ان تقدم نصوص ذات قيمة تليق بأفكار الطفل اليوم لان مدارك الاطفال اصبحت واسعة وكبيرة ولديهم قدرة على الاستيعاب

وجرأة في ادارة المواقف .

الدورة الرابعة

وتنشط الحركة المسرحية في الكويت وتستعيد ريادتها بالمسرح الخاص بالطفل , بدا ذلك   خلال التكريم في نهاية الدورة الرابعة  والتي حصدت جائزتين من أصل ثلاث جوائز في الدورة الرابعة للمهرجان العربي لمسرح الطفل المنعقد في يونيو الماضي بحضور الفنان الكبير عبد الحسين عبدا لرضا الذي احتضن الدورة الرابعة لمسرح الطفل ،  وحصلت الكويت على المركزين الأول والثاني، فيما حصدت دولة الإمارات العربية المتحدة  جائزة المركز الثالث.

وعن جدارة استحقت مسرحية «مدينة الفئران» التي قدمتها فرقة الجيل الواعي المركز الأول فيما حققت فرقة مسرح الخليج العربي المركز الثاني من خلال مسرحية «مدينة الألوان»، وحققت فرقة «مسرح زايد» للمواهب من دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الثالث من خلال مسرحية «سيمفونية مهرة».

ووجه الفنان والمخرج الاردني “ماهر خماش”  بعض التوصيات في نهاية المؤتمر وبسؤاله تقييمه لعروض الدورة قال لـ هي وهو”  اؤكد على ضرورة توجيه العروض المشاركة في الدورات القادمة مباشرة للطفل وبضرورة ، الاهتمام بمفردات اللغة العربية وبتجهيز العروض بأحدث التقنيات.

ان ما يعيشه اليوم مسرح الطفل خليجيا وعربيا من غياب دوره الحقيقي كرافد من روافد الحركة الادبية والفنية ما هى إلا ازمة نصوص وعروض في ظل سوق فني تجاري بحت من قبل المنتجين للعمل الفني مسرحيا .

 

76 76ع 90 رحمة الله 5 نرمين الحوطي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى