أهم الأخبارمحليات

«العود الهندي».. آلة موسيقية انتشرت في الكويت قديما سرعان ما اندثرت

يعد العود الهندي من الآلات الموسيقية القديمة التي دخلت الكويت في نهاية القرن ال19 وسرعان ما اندثرت إذ لم يبق منها سوى روايات المطربين القدامى.
في بداية القرن ال20 لم يكن العود العربي قد انتشر او استخدم في الكويت بصورة واسعة وإنما في حدود ضيقة وكان اغلبية الموسيقيين الكويتيين يستعيضون عنه بآلة أخرى اطلقوا عليها اسم (العود الهندي) الذي يختلف اختلافا كليا عن العود العربي المشهور سواء من حيث الشكل او مواد الصنع.
في هذا الصدد قال الباحث المتخصص في موسيقى الشعوب الدكتور أحمد الصالحي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان العود الهندي يحتوي على اربعة اوتار ثلاثة منها مزدوجة والرابع مفرد.
واضاف الصالحي ان العود الهندي كان يصنع من قطعة واحدة كبيرة من خشب الساج بحيث يحفر جزء منها بشكل دائري ويفرع من الخشب لصناعة صندوق العود وتنجر بقية أجزاء القطعة لصناعة الرقبة وصندوق المفاتيح وفي النهاية تكون جميع أجزاء العود مصنوعة كقطعة واحدة فيصبح شكله شبيها بالملاس) – ملعقة كبيرة يغرف بها الطعام – كما وصفه المطرب والملحن محمود الكويتي.
وذكر ان اشهر من عزف على العود الهندي قديما هو الفنان الكويتي عبدالله الفرج والفنان يوسف البكر الذي اطلق على عوده اسم (بطلوس) ومحمود الكويتي الذي عزف عليه لمدة طويلة مشيرا الى ان العود الهندي كان مكرسا على الاغلب لعزف موسيقى الصوت.
واوضح ان العود الهندي تشوبه الكثير من العيوب التقنية التي تجعل منه آلة موسيقية غير عملية فصوته كان ضعيفا لأن صندوقه كان صغيرا كما ان نغمته كانت غير مستحسنة وأوتاره لم تكن مستقرة لان الوجه (السطحة) مصنوع من الجلد ما يعني انه يتأثر كثيرا بالجو تمددا وارتخاءا الا انه استمر منتشرا بين الموسيقيين الكويتيين قديما “بسبب ثمنه الزهيد”.
وبين الصالحي ان استخدام العود الهندي قد تراجع كثيرا في عشرينيات القرن الماضي ولم يستمر في العزف عليه إلا بعض الهواة او كبار السن حيث اختفى في العقد الثالث بعد ستة عقود من الانتشار في الكويت وكان آخر من عزف عليه يوسف البكر وعلي التميمي.
وأفاد بأن المصادر التي تتناول الموسيقى تشير الى وجود آلة وحيدة مطابقة لمواصفات العود الهندي موجودة في متحف متروبوليتان في الولايات المتحدة الامريكية جلبت من زنجبار عام 1889 واطلق عليها اسم (كويترة).
واشار الى ان صندوق هذه الآلة مدور الشكل ومحفور وهي ذات رقبة طويلة ورباعية الاوتار وبها فتحة في الجلد وتربط الاوتار في نهاية صندوق العود مشيرا الى ان هذه الآلة قد تكون معروفة في زنجبار آنذاك باسم كويترة وفي الكويت باسم عود هندي.
واكد احمد الصالحي ان الغموض يكتنف العود الهندي وشكله لكن توجد اشارة كويتية يتيمة قد تساعد في البحث عن اصل هذه الآلة إذ ذكر المطرب داوود الكويتي ان خاله ويدعى رحمين حبوشة كان تاجرا مقيما في الهند ولما علم بتعلق داوود بالموسيقى ارسل له آلة (مندولين) من هناك وكان ذلك عام 1918 تقريبا وربما يشير داوود هنا الى ما اطلق عليه زملاؤه من فناني الكويت اسم العود الهندي كونها كانت الآلة المتداولة في الهند آنذاك.
يذكر أن الباحث والمؤرخ احمد البشر الرومي عند حديثه عن تاريخ العود في الكويت يورد ان الفنان عبدالله الفرج هو اول من جاء بالعود الى الكويت من الهند وان نوع عوده كان هنديا وذلك بعد سنوات قليلة من وفاة والده عام 1854 ورجوعه الى الكويت.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى