أهم الأخباركتاب

المناصب العشوائية! …بقلم الجازى السنافى

كثيراً ما نسمع عن فنون القيادة وصفات المدير الناجح وسبب نجاح اعرق المؤسسات والشركات والشعوب والبلدان المختلفة وغالباً ماننبهر ونضرب الامثلة بالقياديين الناجحين واستراتيجيات المؤسسات الناجحة في تعزيز وتحفيز الموظفين لسبل النجاح. فكثيرا مانسمع عن نجاح ويليام هينري غيتس والمعروف بإسم “بيل غيتس” مؤسس  شركة مايكروسوفت والذي كون نفسه بنفسه وأسس شركته حتى وصلت لقمة النجاح، و ايضاً قصة نجاح ستيڤن جوبز مؤسس شركة آبل الشهيرة والذي كان يشهد له بنجاح قيادته و ادارته للشركة وقام بعمل نقلة شاملة لمستوى التكنلوجيا في العالم لايضاهيها احد. والأمثلة كثيرة لقصص النجاح ليس للافراد بل للدول ايضاً كسنغافورة مثلاً التي تعد المثل الاعلى لأكبر قصة نجاح في العالم حيث تحولت من بلد عالم ثالث الى بلد عالم أول في غضون ٥٠ عاماً فقط وتحولت من بلدٍ يشكو الفقر والجوع والبطالة الى دولة لها كيان واحترام واقتصاد يضاهي الدول المتقدمة بجدارة. وعلى الصعيد الإقليمي، نجاح وتفوق امارة دبي  والتي تعد اسرع مدن العالم نمواً وتطوراً لم يأت كل هذا من فراغ بل من عمل دؤوب ومثابرة واصرار لنيل هذه المكانة المرموقة امام العالم. فأولى خطوات النجاح تكمن في نبذ ومنع الفساد والمحسوبيات والعنصرية والفئوية في الدولة والمؤسسات المختلفة وجميع الادارات الفعالة والحساسة وطرد الاشخاص الفاسدين  واستبدالهم بالمثابرين، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فمن هذا المنطلق تبدأ المؤسسات بتطهير اداراتها ووضع اسس وقوانين سليمة يلتزم بها الكبير قبل الصغير من اجل خلق اولاً بيئة عمل نزيهة وشريفة قبل البدء بالخطوة الاخرى للتقدم و التنمية. هؤلاء بدؤوا بقمع الفساد والمفسدين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ضاربين بعرض الحائط المجاملات والوسطاء واي عائق يقف في وجه التنمية والتطور.
ولكن مانشاهده اليوم في المؤسسات والوزارات ماهو الا عملية “تسكيت” ناس وارضاء اخرين و مجاملة “العزايز” و “المعارف” و الوسطاء. تخصصات مختلفة وتعيينات عشوائية ليس بسبب الحاجة ولكن بحسب العلاوات والرواتب والمزايا والتراخي والمحسوبيات. فهناك الآلاف من المواطنين الذين يشكون من سوء اداراتهم ولا يستطيعون تحريك ساكناً بسبب استبداد المدراء بسبب انهم “وراهم ظهر” ومسنودين ولديهم حصانة خاصة جداً! ستجد العجب عند مرورك في بعض الادارات فتجد محاسب يعمل كمترجم، و متخصص في العلوم يعمل في الخارجية و مهندس نفط يعمل في البنك و معلم عربي يعمل في ادارة الرواتب و قانوني يعمل سكرتير مكتب وفجأة الموظف يصبح مدير والمدير وزير والوزير يعود موظف والوكيل يصبح سفيرا من دون مقومات ومؤهلات، والامثلة كثيرة. لماذا كل هذه الفوضى والتوظيف العشوائي؟ هل بسبب تكدس التخصصات؟ هل بسبب فقر البلد؟ ام هل بسبب سوء الادارة؟  او بسبب سوء مخرجات التعليم؟  فعدد المواطنين ١.٢ مليون نسمة فقط فإن لم تستطع الدولة خلق فرص وظيفية مناسبة اليوم فلن تستطيع في المستقبل لان العدد بازدياد وطلبات التوظيف بازدياد وديوان الخدمة يشكو من الطلبات والمواطنين يشكون الانتظار! الجميع يشتكي ولكن الحل يبدو تعجيزيا. لنوقف هذا التوظيف العشوائي والمناصب العشوائية لنبدأ بالكفاءات الوطنية اولاً فالوطن يحتاج  “نفضة” ووقفة صارمة في وجه كل فاسد يعبث بالمؤسسات والاموال والبشر لخلق بيئة راقية تسعى للتنمية والنهضة ورفع اسم الكويت لتكون دولة من دول العالم الاول وهذا ليس بالمستحيل ولكن بقرار صارم وبالمثابرة والاصرار سنحقق كل ذلك بفترة وجيزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى