كتاب

المورفولوجيا والعقل الاجتماعي …بقلم د.شيماء أشكنانى

مصطلح مورفولوجيا يشير الى علم دراسة الشكل والبنية دون اعتبار الوظيفة.

المورفولوجيا الاجتماعية تدرس بنية المجتمع ومشكلته وهيئته أو حالة الشكلية أي مجمل الظروف المادية الأساسية التي تبني عليها الحياة الاجتماعية وهي التي تتحكم في قيم المجتمع وتصرفاته وأفعاله، وأيضا المورفولوجيا الاجتماعية تطلق على طبيعة المجتمع و كيانه الاجتماعي و دراسة الوحدات او الجماعات التي يتكون منها المجتمع و علاقة البيئة بالتنظيم الاجتماعي و الخصائص الطبيعية للمجتمع و علاقة الترابط بينهم.

الاستعراض التاريخي للمفهوم: –

  • أفلاطون: الدولة عبارة عن وحدة حية تتكون من أعضاء والفرد خلية فيها، شبههابالإنسان اتباع المنهج العقلي واعتماد تصورات المجتمع بحثا عن مثالية منشودة.
  • أرسطو: تنظيم الناحية الإنسانية ووظيفة الدولة تامين الحاجات الأساسية الى جانب تحقيق السعادة للفرد.
  • الرومان: النزعة الأخلاقية الى جانب النزعة الدينية.
  • فلاسفة المسيحية: فكرة المساواة بين الافراد حيث ان المجتمع مجموعة من الافراد يعيشون منظمين في ظل مجموعة من القوانين العادلة ويجمعهم وحدة الهدف.
  • العرب: اتجاه فلسفي ديني ووصفي تحليلي، التفاوت الطبقي الاجتماعي امر طبيعي وله حكمته فالإنسان لا يمكنه القيام بكل شيء وحده.
  • ابن خلدون:كل ما في العالم من ظواهر اجتماعية يسير وفق قوانين مطردة ثابتة لابحسب الاحتواء والمصادفات.
  • ميكافيللي: سياسة القوة والحذر حيث الغاية تبرر الوسيلة.
  • اليوتوبياالاجتماعية: الإصلاح وخلق مجتمع مثالي في كل مجالات الحياة وإيجاد نظام اجتماعي دعامته الاخلاق والمحبة والمساواة بين افراد المجتمع.
  • دوركايم:المورفولوجيا الاجتماعية تدرس اللبنات المادية للمجتمع والفيزيولوجيا الاجتماعية تدرس الأنشطة الاجتماعية او الحياة الاجتماعيةنفسها.

 

 

ومن هنا نستطيع ان نقول أن المورفولوجيا الاجتماعية هو شكل التجمعات البشرية التي تنشئ لنا الظواهر الاجتماعية من حيث المضمون والوظيفة والهدف هو تفهم هذه القضايا وتفسيرها من اجل مدينة مواطنة متضامنة ومندمجة، حيث التركيز على البنية المادية والشكلية للمجتمع وان أساس العلاقات بين الجنسين هي التقابل والتكامل لمراحل المجتمع وتنظيمه في مساره البيولوجي والاجتماعي.بناء المجتمع من حيث مظهره المادي الخارجي من خلال التكتل الاجتماعي أي الطرق التي يتجمع بها الافراد مع بعضهم البعض والتكتل البشري في مجتمع معين، هي تغيير البنيات المادية للمجتمع ضمن الكل أو ضمن نسق المجتمع.

  • لماذا الاهتمام بتطبيق المورفولوجيا الاجتماعية: –

تساعدنا على فهم القضايا والظواهر الاجتماعية المتعلقة بنسق المجتمع على أساس مادي من المعطيات المورفولوجية حيث تفسر الظواهر المجتمعية وفهمها ، ورصد مختلف الظواهر الاجتماعية في حياة المجتمع مع دراسة مختلف العلاقات المرتبطة بالإنسان في علاقته بمحيطة الاجتماعي ،توزيع الأشخاص والاشياء في المكان المادي ودراسته المظهر المادي للمجتمع ، حيث كل من زيادة في حجم المجتمع وفي كثافته الديناميكية تؤدي الى تشعب الحياة الاجتماعية وذلك لأنها توسع الأفق الذي يستطيع الفرد أن يحيط به او يملأه بنشاطه العملي ويؤدي الى تغيير الشروط الأساسية للحياة الاجتماعية ،الأساس هو القاعدة المادية للمجتمع  من ثم تتشكل هذه القاعدة من أفراد وسكان وطبقة العلاقات الاجتماعية فيما بينهم ، القصد ظواهر مادية يتأسس عليها المجتمع أي جغرافية بشرية تهتم بصورة الأشياء وأشكالها وبنياتها المادية او تهتم بأشكال المجتمعات واختلافها عن بعضها البعض او هي دراسة البنى المادية للمجتمع مثل ( الأرض , السكان ، البنية الجغرافية …. الخ) ومن اهم الأسس التنظيمات الاجتماعية – السكان – البيئة.

وأيضا الاهتمام بالمورفولوجيا الاجتماعية بتفاعل المنظمات الاجتماعية مع السكان من جهة والتكنلوجيا من جهة ثانية وحماية البيئة من جهة ثالثة، ولذلك ندرك أن الأشكال المادية للمجتمع تؤثر فيه بالوعي الذي تأخذه عنه ويحرك فكر وإدراك جماعي، يكون معطي مباشر للوعي الاجتماعي الذي يحسم جميع المعطيات الأخرى.

الجسم المادي للمجتمع حيث تلعب وتحث المعتقدات الدينية الجماعات على التمركز والانتقال وبالتالي هناك نظام من التصورات الجماعية تنتج من كون المجتمع يدرك مباشرة أشكال كيانه المادي وبنيته وموقفة وتنقلاته في المكان والقوى البيولوجية التي ينتمي لها، يساعد دراستها في مجال الوقائع الدينية والسياسية والاقتصادية ، نرى ان عدد من المؤمنين مع اتساع المجتمع الطائفي وتقسيمة الى جماعات صغيرة ومنعزلة او تمركزه في جموع كثيفة وأيضا في بيئة الأماكن المخصصة لدور العبادة والمساجد كيف لا يقوم كل هذا بتأثير قوي جدا على قوة المعتقدات وعلى توفق هذا الشكل من التقوى او ذاك وتشابهه الطقوس وهذه الظروف المكانية هي نقطة انطلاق تحولات دينية مع اشتداد وارتخاء في الأفكار والاتجاهات وتكون المؤسسات والهيئات الجماعية المناسبة لذلك في علاقة وثيقة مع اشكال واتساع الجماعات .

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى