
الوعي اللغوي عند الطفل.. بناءٌ وتطور.. بقلم: ريم محمود معروف
يعتبر الوعي اللغوي خطوة أساسية في تطوير المهارات اللغوية عند الطفل من قراءة وكتابة وتحدث، وهو أمر ضروري في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تمكنه من النطق السليم للأصوات والكلمات مع تكوين الجمل البسيطة، مما يسهم مع مرور الوقت في تحسين قدرته على التعبير عن نفسه وفهم الآخرين.
ولتحقيق هذا الوعي يجب اتباع مجموعة من الممارسات والأساليب بشكل دوري ومنها ما يلي:
– التحدث مع الطفل بشكل مستمر:
تعد من أبسط وأكثر الطرق فاعلية، فالتحدث مع الطفل أثناء القيام بالممارسات اليومية الروتينية المختلفة، مع طرح الأسئلة والاستماع له بعناية، يسهم في التفاعل اللفظي ويشجعه على استخدام مفردات لغوية جديدة تزيد من فرصته في تطوير لغته.
– القراءة بصوتٍ عالٍ:
تعويد الطفل على القراءة بشكل منتظم وبصوتٍ عالٍ سواء كان المقروء قصة أو فقرة من كتاب، يُكسب الطفل مع الوقت وعياً بالأنماط اللغوية من نطق صحيح للكلمات وتكوين سليم لبنية الجمل.
– التشجيع على التعبير عن الأفكار والمشاعر:
هذا التشجيع يساعد الطفل على تكوين جمل كاملة ومفيدة وذات معنى، ويكون ذلك بتوجيه الأسئلة للطفل بشكل دائم، مما سيثمر عنه بناء الثقة في مهاراته اللغوية.
– التفاعل مع الألعاب اللغوية:
استخدام الألعاب التي تركز على الكلمات تركيباً وتحلياً يشجع الطفل على التفكير في الأصوات والبنيات اللغوية بطريقة ممتعة تعزز الوعي اللغوي في ذهنه.
– استخدام التكنولوجيا والتعلم الرقمي:
توفر العديد من التطبيقات التعليمية الخاصة بـ (القراءة، القصص، الألعاب التفاعلية) يسهم في تحسين الوعي اللغوي، حيث يستخدم بشكل تكميلي لتعزيز ما يتعلم في البيئة الواقعية.
– توفير بيئة غنية باللغة:
تلعب البيئة التي يعيش فيها الطفل دوراً كبيراً في تحفيز وعيه اللغوي، فكلما توفرت الكتب والوسائل التعليمية المختلفة مع الجو العائلي الجماعي، زادت فرصة الطفل في التفاعل مع لغته بشكل يومي، وتوسعت مدركاته، ونمت مفرداته.
– مراعاة التطور اللغوي لدى الطفل:
يجب التعرف على المرحلة اللغوية التي يمر بها الطفل، فبعض الأطفال يتطورون في نطقهم للكلمات أو فهمهم للمهارات اللغوية بشكل أسرع من غيرهم، لذا وجب مراعاة تلك الفروق الفردية وعدم مقارنة الطفل بالآخرين، لكن العمل على تحسينه والأخذ بيده.
فالوعي اللغوي لا يتطور بين عشية وضحاها، بل هو نتيجة تراكم التجارب اللغوية اليومية والتفاعل المستمر من خلال البيئة المحفزة والداعمة من الوالدين والمعلمين، والتي تمكن الأطفال من بناء قاعدة قوية من الوعي اللغوي تسهم في تطورهم الأكاديمي والاجتماعي على المدى البعيد.