أهم الأخبارتقارير

تقرير : الاكراد وأزمة قطر مفتاحان للتقارب التركي الايراني

–         د. عايد المناع لصوت الخليج: تفكير تركي ايراني ممكن ان يتبلور بعدم السماح بدولة كردية.

–         د.ابراهيم دشتي : ذهبت ايران باتجاه موقف تركيا اتجاه الملف الكردي ستتوحد مواقف الايرانييين والاتراك في الشرق الاوسط .

 

تقرير: رباب عبيد

 

أثار التقارب التركي – الإيراني تساؤلات وتخوفات اسرائيلية حول التبعات على السياسات التركية في المنطقة والعالم ,  في 15 أغسطس الجاري عندما توجه إلى أنقرة رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد حسين باقري ، وكانت الزيارة الأولى من نوعها لأرفع مسؤول عسكري إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979.

حينها أجرى باقري محادثات مع نظيره الجنرال خلوصي آكار، واستقبله أيضاً الرئيس التركي أردوغان، وكبار المسؤولين الأتراك، ومنهم وزير الدفاع نور الدين كانجلي , وتأتي هذه الزيارة تأتي في توقيت لافت، وفي ظل مواجهة الحكومة التركية لعدد من المشاكل مع حلفائها الغربيين.

 

محطات غربية والتقارب

 

بينما كان باقري في أنقرة، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 16 أغسطس ( آب) أنها لا تنوي المضي في تطوير اتفاقية خاصة بالاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بسبب الوضع السياسي الحالي، في إشارة إلى الاعتقالات الواسعة، وخاصة بحق صحفيين وساسة ومفكرين، علاوة على مشاكل أخرى ناشئة عن تجاوزات بشأن الحقوق والحريات في ظل حالة الطوارئ التي أعلنت عقب الانقلاب الفاشل في يوليو( تموز) 2016.

في 17 أغسطس , التقى وزير الدولة البريطاني آلان دنكان بمسؤولين بارزين في أنقرة. ودنكان الذي كان أول سياسي غربي يزور تركيا عقب المحاولة الانقلابية ليعبر عن تضامن حكومته، نقل رسالة مفدها أنه حان الوقت لكي تقدم الحكومة التركية إشارة إيجابية للغرب، وأن عدم تمديد قانون الطوارئ قد يكون مفيداً في هذا السياق.

خلال الوقت الذي كان فيه الوزير البريطاني يجري اتصالاته في أنقرة، قال رئيس هيئة الأركان الإيراني باقري، إن أنقرة وطهران اتفقتا على تبادل معلومات استخباراتية وقيام “تعاون عملاتي” في الحرب ضد الإرهاب.

الاكراد والارهاب وتركيا
يقول يتكين الكاتب والمحلل السياسي التركي , إنه فيما تشتكي الحكومة التركية من عدم حصولها على تعاون كافٍ في حربها ضد الإرهاب من شريكها الأكبر في حلف الناتو، الولايات المتحدة، يبدو أنها وجدت في إيران شريكاً مناسباً , ويأتي كل ذلك في وقت أعلنت أمريكا عن فرض عقوبات جديدة على طهران وسط تهديدات إيرانية بإنهاء الصفقة الإيرانية التي عقدتها في عام 2015.
وفي حين أعربت تركيا عن استيائها من اختيار الولايات المتحدة في حربها ضد داعش لقوة برية متمثلة بوحدات حماية الشعب الكردي وميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور (بي كي كي( .
وبحسب يتكين، يدل تعبير “تعاون عملاتي” على أن تركيا وإيران سوف تتعاونان عسكرياً واستخباراتياً ضد بي كي كي في تركيا وإيران وسوريا والعراق، في وقت أعلن فيه مسعود بارزاني، رئيس حكومة كردستان العراق عزمه على إجراء استفتاء للاستقلال عن العراق في 19 سبتمبر (أيلول) المقبل    .
وليست تركيا وإيران هما اللتان تعارضان فكرة الاستفتاء في كردستان العراق فحسب، بل أعرب كل من ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحكومات غربية أخرى عن معارضتها , وفي 16أ غسطس حذر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو من احتمال أن يقود التصويت إلى حرب أهلية في العراق , كما ألمح بارزاني في 17 أغسطس 2017 , لاحتمال تأجيل الاستفتاء في حال تمت تلبية بعض الشروط، كاستكمال دفع بغداد لعائدات النفط إلى أربيل، وتعيين أكراد في مناصب حكومية وعدوا بها سابقاً.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي “يتكين “، ظهور مبادرة مشتركة أخرى بين أنقرة وطهران في سوريا، إذا ضغط  كل من تركيا وإيران لمنع بي واي دي/ بي كي كي من لعب دور في إدارة مدينة الرقة بعد طرد داعش خارجها.

هل سيكون لهذا التقارب بين أنقرة وطهران آثار سلبية على علاقات تركيا مع الغرب المضطربة حالياً؟

ويرى يتكين أنه ما زال من المبكر التعليق على الأمر. ولربما تنجلي الصورة حال رؤية نتائج الزيارة المقبلة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأمريكي الجنرال ماتيس لأنقرة.

التوافق التركي الايراني

حول هذا الملف توجهنا  بسؤالنا  للمحلل السياسي الكويتي د. عايد المناع : على الساحة الاقليمية هناك توافق تركي ايراني على ضرب الارهاب  وفق اجندة مشتركة لعمليات مشتركة , هل سيؤدي هذا التقارب الى افشال الخطة الامريكية بقيام دولة كردية مستقلة ؟؟؟

من جهته  قال المحلل السياسي د. عايد المناع لصوت الخليج :العلاقات الايرانية التركية مرت بكثير من الصراعات المسلحة امام ايام الدولة العثمانية والدولة لفارسية ولا تزال لها بعض الأثار الحقيقة , و هناك اتفاقية بين ايران وتركيا سنة 1514 تعرف باتفاقية “جال ايران”  بعد حرب طويلة بين البلدين ,تم فيها تحديد الحدود  وأصبح جزء كردستان في ايران لم يكن ضمن مخلفات الدولة العثمانية او ارث الدولة العثمانية التى قسمه الاستعمار بين العراق وسوريا ولذلك يبقى هذا الجانب حساس هناك الاذربيجان والآذريين  وهؤلاء اصولا تركية يمكن تحركهم تركيا ان شاءت , الوضع الايرانيين يريدون بسط نفوذهم على بعض المناطق العربية وكذلك في عهد أردوغان توجه تركي للتمدد وربما هناك توافق على ان المناطق السنية تكون لتركيا والمناطق الشيعية للعراق وان يكن بشكل غير رسمي الموضوع الكردي اكثر حساسية في كلا البلدين أكراد تركيا في المناطق الشمالية والشرقية يريدون دولة مستقلة , اكراد ايران اكثر من مرة حاولوا قيام دولة كردية مستقلة في الاربعينيات القرن الماضي عندما اقاموا جمهورية مهباد برئاسة  قاضي محمد وسقطت خلال سنة , طبعا هناك الدولة الكردية القادمة شمال العراق و الكل يتخوف من قيامها حتى لا تكون نموذجا لكلا البلدين حتى لا تكون نموذجا لكردستان ايران وكردستان تركيا او مايسمى اتراك الجبل قد يكون هناك اقليم كردي في سوريا يتمدد الى العراق وقد يبقى تحت السلطة السورية , هذه كلها تفكير تركي ايراني ممكن ان يتبلور بعدم السماح بدولة كرية على الحدود ولا استبعد تقاسم الدولة الكردية في شمال العراق مابين تركيا وايران لقطع الطريق على قيام وطن قومي للاكراد , والبواعث الاقتصادية تلعب دور في تحسن العلاقات بين البلدين .

الآن ثغرة جديدة في جدار العالم العربي الخلاف مابين دول الخليج خاصة ان دولة قطر تقيم العلاقات الطيبة مع الطرفين والان ايران لها مكانة كما تركيا في السابق , وقد يكون قبول التنافس على السوق القطري دون ان يكون هناك صراع على هذا السوق ,  وربما التفاوض على مناطق اخرى وخاصة بعد وقف الحرب السورية ويكون هناك بناء واعمار , ايران لها نفوذ في سوريا وتركيا تحلم بأن يكون لها موقع كبير وبالخصوص في المناطق الشمالية في سوريا .

ماذا سيكون رد فعل العالم العربي بعد التقارب الايراني التركي ؟

العالم العربي يظل وضعه ضعيف وقد تتحرك السعودية  بقوة سياسياوعلاقة السعودية بتركيا ليست كما كان يفترض وخاصة بعد تطورات الازمة القطرية , وتركيا تستخدم الفزاعة الايرانية للضغط على السعودية وعلى دول الخليج الاخرى ويبدو ان الطرفين ذوى اتجاهين الاسلامي السني والشيعي يعملان على تهدئة الاوضاع وهذه الحقيقة بدات منذ عهد اتاتورك او منذ قيام الدولة التركية 1923 التهدئة وانهاء الصراعات المسلحة والتفكير في المصالح الاقتصادية بدلا من المواجهات المسلحة  التى كانت ما بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية , على مناطق العراق وجنوب العراق  على وجه الخصوص ,

والعالم العربي الحالي يغري بأن الكثير من الاطراف تتمدد على حسابه ولو  روحيا من خلال النفوذ الديني والاتجاهات الراديكالية الاسلامية واقامات علاقات والاستيلاء واقامة علاقات لمصالح اقتصادية .

صوت الخليج توجهت بسؤال الى المحلل السياسي د. ابراهيم دشتي حول التقارب الايراني والتركي والتوافق على ضرب الارهاب :هل يفشل خطة الغرب بتقسيم المنطقة وخلق أنظمة جديدة ؟

قال د.ابراهيم دشتي لصوت الخليج:أفادت وسائل الاعلام ان هناك تقارب بين الجانبين الايراني والتركي أكثر مما مضى وبالاخص فيما يتعلق بالملف الكردي , بعد ان كانت الاجندة الايرانية والتركية  تختلف في ملفات عديدة اصبحت تتلاقى بينها في هذه الملفات ومنها الملف السوري , ولعبت روسيا دورا مهما في استمالة الطرف التركي  للتوافق مع الطرف الايراني حول الملف السوري واصبحت الملفات شبه مشتركة ورأينا تصريحات تركيا وايران الى انها ستحارب الارهاب في سوريا , اكثر المتفائلين بالتقارب لم يكن يتوقع تصريح مثل هذا ,ونرى ان هناك تقارب فيما يتعلق بالآزمة الخليجية ,كلا الدولتين تدعم موقف دولة قطر ضد دول الحصار واعتقد ان هذا الملف اكثر الملفات التى خلقت تقارب وستكون عامل كبير في دعم او شبه توحيد بعض الملفات في الاجندتين التركية والايرانية ومن أهم الملفات في المرحلة القادمة وبالتأكيد لتركيا ” الملف الكردي” خصوصا ان الآن توحيد المواقف في الملف الكردي يتعارض مع  الموقف الامريكي , لاحظنا امريكا دعمت الاكراد فيما يتعلق في سوريا ودعمتهم في الميدان بالتسليح والتدريب وكذلك تبنى الاكراد ميدانيا في سوريا , ويشكل عدم تعارض الموقف الامريكي مع مطالب الاكراد في العراق, وشكل هذا ازعاجا كبيرا لتركيا , كذلك لا ننسى المؤامرة او الانقلاب او ايا كان المسمى

الذي حصل في تركيا والاتراك اشاروا الى اصابع الاتهام لامريكا بينما اشادوا بالموقف الايراني الروسي واعتقد ان الملف الكردي لو ذهبت ايران باتجاه موقف تركيا سيكون هناك علاقة متينة وتوحيد لمواقف الايرانييين والاتراك في الشرق الاوسط .

وحول بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة ودور التقارب الايراني التركي في ذلك ؟ قال د. ابراهيم دشتي ….

قال د. شتى اصبح  الحديث على بقاء الاسد شىء من الماضي لان الميدان فرض بقاؤه ومن يقرر بقاؤه الشعب السوري والسعودية أقرت وجود الاسد بعد اجتماع وزير الخارجية السعودي الجبير مع المعارضة , والجبير كان يصرح ان على الاسد الرحيل سلما او عسكريا , و أقر الجبير ان الأسد حسم المعركة في سوريا وبقاؤه ايضا اقره الامريكان والغرب ,  اما فيما يتعلق بانضمام تركيا الى حلف روسي هناك تنسيق هادىء بين الاتراك وروسيا  بالفعل استطاعت روسيا احتواء تركيا خصوصا بعد سقوط الطائرة التركية واصبح هناك تنسيق على مستوى الملف السوري وساهم الاتراك بحسم كثير من الملفات لصالح الرئيس السوري بشار الاسد, وختم د. دشتي عالم السياسة عالم تحركه المصلحة بالامس كان الاتراك والايرانيين على خلاف وكذلك مع الروس وعلى وفاق الاتراك مع السعوديين اليوم انعكست الرؤى السياسية , اصبحت الاتراك علاقاتهم متوترة مع السعوديين على ملفات واهمها الملف  “القطري” بينما نرى هناك تحالف تركي ايراني روسي ” .

ويثير التقارب التركي الايراني تساؤلات حول طي صفحة من الخلافات للتوافق على ملفات التسوية في العالم العربي.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى