جامعة الدول العربية.. انجازات متواضعة … بقلم: طارق بورسلي
يصادف اليوم ٢٢ مارس / ذكرى تأسيس الجامعة العربية عام ١٩٤٥ وكان التأسيس ضمن التحول العالمي بعد الحرب العالمية الثانيةعام ١٩٤٥ ، وجاء ذلك الاتفاق العربي بهدف تحقيق سبل التعاون والترابط بين الدول العربية التي اجتمعت في الإسكندرية و الدول هي.. المملكة العربية السعودية ومصر واليمن والعراق وسوريا والاردن ولبنان، الدول التي أسست اللجنة التحضيرية فيما عرف ب”بروتكول الإسكندرية” تضمن أهداف تأسيس الجامعة والمبادئ المتفق عليها، جميع الدول المؤسسة، ووقعت هذه الدول الميثاق الا اليمن فقد وقعت في صنعاء، واندرجت المبادئ تحت ٢٠ بندا.. من بعدها شاركت الدول العربية وعددها ٢٢ بعضوية الجامعة.
هذه النبذة التاريخية كان لابد لي أن اكتبها في مقدمة المقال وذلك لان الجامعة العربية لم تحقق ما اراده المواطن العربي الموجود على بقعة الوطن العربي الممتدة من المحيط إلى الخليج ، بدليل فشلها في حل القضية العربية الأولى الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، و اندلاع الحروب والنزاعات العربية العربية فلم تستطع أن تمنع الغزو العراقي على الكويت عام ١٩٩٠، وفشلت في انعقاد مجلس الجامعة لأكثر من مرة في حين كان الشارع العربي يتطلع لقرارات رادعة وصارمة ، وإنما كانت الجامعة تصدر بيانات الاستنكار والشجب ، ولم تكن بيانات دفاعية او عسكرية لحماية الأوطان العربية.
ومن أوجه مبادئ التعاون المشترك في الدفاع والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية الأعضاء، فما وجدنا من الجامعة سوي الإشادة بعد اجتماع وزراء الخارجية وتوقيع الاتفاقيات بين الدول العربية، الا تراجع التصنيف الانمائي العربي الذي أثبت مدى تراجع البنى التحتية للكثير من الدول العربية ومنها الدول النظامية وفيها من يصل لحد الجوع وتردي خدمات الصحة وغياب التعليم المتطور على خلفية نزاعات والمجاعات والفقر.. واتساءل.. أين دور الجامعة في ذلك ومتى ستصحح المسارات المصيرية في دولنا العربية.
وبعد ٧٧ عاما على تأسيس الجامعة العربية، برأيي المتواضع لم تحقق الجامعة العربية طموح الإنسان العربي، وإنما نفذت في اجتماعاتها الشكلية على مستوى وزراء الحكومات العربية المشاريع الآنية وكانت سبل دفع عجلة التنمية المستدامة تحتاج لدراسة عميقة ولم تنفذ التوصيات الصادرة عن الجامعة ، واعتبرها إنجازات خجولة للجامعة العربية مقارنة بتاريخها الطويل عبر ٧٧ عاما، لم تستطع الجامعة أن تحل الخلافات الداخلية الداخلية على مستوى الأوطان العربية ولا أن تصد التحديات الخارجية .
وفي هذه الذكرى نطالب الجامعة العربية بمواقفها القومية الثابتة على جميع المستويات وحتى الدفاعية، وأن تسير بقرارتها وفق استراتيجية الحماية والتنمية والتحرير.. وتوظيف قدرات الثروة البشرية العربية، وثرواتنا الطبيعية.. اولها دعم الأسواق العربية التجارية والصناعية وتطويرها، ودعم اقتصاد المجتمعات العربية ورفع كفاءة الإنتاج.. ووضع استراتيجيات متطورة لمكافحة الجرائم في المجتمعات والعمل على ذلك من خلال الدراسات حول أوضاع الدول العربية الداخلية. والحقيقة تشهد أن القرارات لم يلحقها أي نتائج ملموسة، فالقضايا العربية معلقة ومجتمعاتنا العربية في أزمات دائمة