أهم الأخباركتاب

حريّة شخصيّة … بقلم الجازى السنافى

الحريّة كمفهوم هي حق من حقوق الفرد في التعبير عن ذاته و اتخاذ قراراته و اختيار مسار حياته بنفسه  دون أي تدخل من أي طرف سواء قريب او بعيد. فكل انسان له الحق في اختيار كل مايخص حياته ومستقبله و له الحق في الاستقلالية و له الحق في التفكير و له الحق في اختيار كل ما هو مناسب له فيما لم يتعد على احد و ضمن الضوابط الاخلاقية المتعارف عليها. ولكن اختلف مفهوم الحريّة عند الكثيرين في مجتمعنا و للأسف حتى اصبح انتهاك حريات الاخرين امر بسيط و عادي! اصبح الاقارب والاهل والاصحاب والمعارف والجسران و حتى الغرباء يحكمون على الاخرين و يقيدون حرياتهم و يتدخلون في شؤون غيرهم بعلمهم او من غير علمهم، و اكبر دليل هو تعليقات الناس و كلام الناس سواء في المقاهي او الزيارات او الدواوين او المقاهي و حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ، تعليقات  وتدخل و ضحك على فلان و فلانة. لاتظنون بانكم فقط احرار ولكم الجميع خلقوا كذلك! والغريب بالموضوع بأن مقياس حريّة الرجل تختلف عن مقياس حريّة المرأة في المجتمع الشرقي.
فالرجل يرتدي مايريد و هذه حريته الشخصية و لكن المرأة ترتدي مايريد الرجل و هذه ليست حريتها!
الرجل يخرج متى يشاء فهذه حريته الشخصية اما المرأة مقيّدة بمواعيد معينة و هذه ليست حريتها الشخصية.
الرجل يعمل مايريد وكما يريد وهذه حريته الشخصية ولكن المرأة تعمل كما يريد الرجل و هذه ليست حريتها الشخصية
الرجل يختار شريكة حياته كما يريد وهذه حريته الشخصية ولكن المرأة توافق على مايريده الرجل وهذه ليست حريتها الشخصية.
الرجل يسافر متى يشاء و مع من يشاء و هذه حريته الشخصية و لكن المرأة تسافر عندما يوافق الرجل و بحسب اختياره لرفقاء سفرها و هذه ليست حريتها الشخصية.
الرجل يختار اصحابه بنفسه و هذه حريته الشخصية ولكن المرأة تختار اصحابها بحسب تحليل الرجل وسماعه قصص اصحابها وتحريه عنهم و هذه ليست حريتها الشخصية.
الرجل يستطيع السباحة في البحر متى شاء و هذه حريته الشخصية اما المرأة فتستطيع او لاتستطيع السباحة بالبحر بحسب  رأي الرجل فهذه ليست حريتها الشخصية.
السؤال لماذا كل هذه القيود والتدخل في الحريات الشخصية؟ لماذا كل هذا العذاب والمبالغة في فرض القيود على الاخرين؟
من حق المرأة اختيار حياتها بنفسها و اختيار لباسها بنفسها واختيار “ستايلها” بنفسها و اختيار تخصصها بنفسها واختيار وظيفتها بنفسها واختيار اصحابها بنفسها واختيار رحلاتها بنفسها واختيار شريك حياتها بنفسها واختيار مستقبلها بنفسها. فنحن الان في مجتمع عصري حديث نعيش كما نشاء وليس كما يريد غيرنا. لن نقبل لأن تكون المرأة “جارية” لافكار ونصوص وقوانين عفى عنها الدهر. فلا يوجد فرق بين امرأة و رجل لانهما ببساطة متساويان في كل شيء و هذه حرية شخصية!
نرى الكثير من التدخل في الاراء و الافكار والقرارات والشكل الخارجي والكلام وهذا لايعكس الحضارة والتمدن بل العكس تماماً يعكس التخلف والرجعية وعدم تقبل الرأي والرأي الاخر. يجب على الجميع انتزاع رداء الرجعية والذي سيدمر البشر تدريجياً حتى نخرّج اجيالاً متخلفة بشخصيات ركيكة تلعن التطور والازدهار “وتكفّر”التمدن والرقي. فالجميع لديهم شخصية خاصة و بصمة خاصة و حياة خاصة و هذه حريّة شخصية.

Aljazi Alsenafi

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى