أهم الأخبارعربي و دولي

د.عايد المناع لصوت الخليج : التهديدات الامريكية لطهران سقفها مبطن والغزل بينهما قائم

تقرير : رباب عبيد

في خبر عاجل قبل قليل أعلن وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ان بعض المهل المنصوص عليها في الاتفاق النووي الايراني “غير مقبولة”.

وكانت الادارة الامريكية قد جددت التصعيد ضد ايران في خطاب ترامب الاخيرفي ظل استمرار الحروب في المنطقة العربية والتطورات الميدانية في سوريا والعراق وآخرها تحرير الموصل، كما فرضت واشنطن عقوبات جديدة بذريعة برنامج ايران الصاروخي، والعقوبات كانت قد اعلنتها وزارة الخزانة وجاءت غداة تأكيد ادارة الرئيس دونالد ترامب بأن طهران ملتزمةٌ بالاتفاقِ النووي.

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد وعد الناخبين بالتنَصّل من هذا الاتفاق، وهو يجري في كل فترة مراجعة له، بغية التأكد ممّا اذا كانت ايران تخالف شروطه ام لا.

 وقد فعل ذلك مرتين، لكن في المرة الثالثة لم يعد يستطيع تحمّلها سياسياً، فوجد انّ الحل بدل الانسحاب منه يكمن في إحالته الى الكونغرس الذي سينظر فيه في مهلة الستين يوماً، على امل ان تفسح له هذه الفترة في المجال للبحث عن خطوات أخرى، إمّا مفاوضات وإمّا عقوبات جديدة».

استراتيجية جديدة

تعتمد الاستراتيجية الجديدة (التى تم الإعلان عنها يوم الجمعية ١٣ أكتوبر الجارى) على العمل لإنهاء امتلاك إيران للسلاح النووى والتلويح بإلغاء الاتفاق النووى بعد أن وصفه ترامب بأنه أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها، والاستراتيجية الأمريكية أيضًا «وحسب ما تم الإعلان عنه» ستعمل على تحجيم الحرس الثورى الإيرانى، وذلك بعد أن وصفه دونالد ترامب بالمنظمة الخبيثة التى تمول الإرهاب، ويجب فرض عقوبات عليها.

أمريكا وبشكل صريح وصفت النظام الإيرانى الحالى، بأنه نظام متطرف ومتشدد، نشر الرعب فى أنحاء العالم، وأنه يدعم الميليشيات المسلحة فى العديد من الدول، وشارك فى تنفيذ عمليات إرهابية أيضًا فى دول عربية وإفريقية وغيرها.

سيناريوهات مستقبل الأوضاع فى المنطقة فى ضوء الاستراتيجية الجديدة من أمريكا تجاه الاتفاق النووى الإيرانى يمكن سردها فى ضوء بعض المعطيات الخاصة بالاتفاق نفسه، وطبيعته وردود الأفعال الدولية التى خرجت مباشرة بعد إعلان ترامب عن تلك الاستراتيجية.

الاتفاق الايراني

اما عن الاتفاق النووى المعمول به حتى الآن جاء بناء على ما توصلت إليه إيران ومجموعة «٥+١» التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن إلى جانب ألمانيا، فى ١٤ يوليو ٢٠١٥، ورُفعت بمتقضاه العقوبات الدولية التى كانت مفروضة على إيران فى ١٧ يناير ٢٠١٦، ونص الاتفاق أيضًا على أن إيران ستشارك فى التعاون الدولى فى مجال الطاقة النووية السلمية، وينهى الاتحاد الأوروبى كل الحظر الاقتصادى والمالى المرتبط بالبرنامج النووى، كما ستوقف الولايات المتحدة تنفيذ الحظر المالى والاقتصادى الثانوى المرتبط بالبرنامج النووى.

ومما سبق يضع بعض الملامح المتعلقة بمستقبل منطقة الشرق الأوسط فى ضوء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة وردود الأفعال نحوها، التى أشار لها عدد من الخبراء فى تصريحات خاصة وتتمثل أبرزها فى :

– الاتفاق النووى ليس اتفاقًا ثنائيًّا بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما يعنى عمليًّا أن الولايات المتحدة لا تستطيع بمفردها اتخاذ قرار بإلغاء الاتفاق، أو وقف العمل بتنفيذه أو حتى إعادة التفاوض عليه من جديد بشكل منفرد، مما يعنى أنه من المحتمل أن يتم العمل وبشكل ودى ومن خلال وسطاء لإلزام إيران ببنود الاتفاق، وبالتالى ستستمر إيران فى العمل النووى بشروط تضعها الولايات المتحدة الأمريكية ووسطاء، وستستمر كقوة نووية فى المنطقة مما يزيد من حالة التوتر.

– فى حالة تمسك إيران بخطواتها الممثلة فى التعامل مع ملفها النووى بالشكل الحالى، سيتم التعامل المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية بغطاء من مجلس الأمن، حيث ستحاول انتزاع أى قرار يتيح لها تقييد انتشار الحرس الثورى والنفوذ الإيرانى فى بعض الدول، ومنها لبنان واليمن وسوريا والعراق، وهو ما يعنى أن تلك الدول قد تشهد تواجدًا عسكريًّا لأمريكا وحلفاء لها خلال الفترة المقبلة.

– من المتوقع أن تقوم أمريكا بحشد تأييد الدول الموقعة على الاتفاقية من أجل إلغائها بشكل شرعى، وبالتالى قد يكون هناك مواجهة عسكرية صريحة على الأراضى الإيرانية فى حالة رفض إيران تفتيش المفاعلات التى تمتلكها، وهو نفس ما حدث مع العراق فى وقت سابق، الأمر الذى يعنى تغييرا جديدا فى خريطة التحالفات بالشرق الأوسط فى ظل وجود عدد من الجماعات الموالية لإيران فى دول مختلفة، فى نفس الوقت توجد دول تريد الثأر من النظام الإيرانى بأى شكل.

– فى حالة قبول إيران للتحدى الأمريكى والعمل بنظام «العند» سيدفعها إلى إعادة تطوير برنامجها النووى من جديد أو بمعنى أدق العودة إلى المستوى السابق الذى كان عليه البرنامج النووى قبل الوصول للاتفاق، وهو ما سيخلق توترات أكبر بالمنطقة وزيادة وتيرة عمليات التسليح خاصة من جانب إسرائيل.

– من المتوقع أن تلجأ إيران إلى حلفائها أو خلق حلفاء جدد ليكونوا لاعبين رئيسيين بالمنطقة، ومنها كوريا الشمالية وروسيا وغيرها، مما يعنى أيضًا خلق قلاقل جديدة فى الشرق الأوسط.

– تلويح أمريكا برفع سقف العقوبات لتحجيم النظام الإيرانى لن يجدى أى نفع، خاصة أن النظام الإيرانى اعتاد العيش فى تلك الضغوط، خاصة أن الأثر المباشر لذلك قائم بالفعل، منذ الوصول للاتفاق النووى، إذ إن إيران ممنوعة من استخدام النظام المالى الأمريكى، كما أن الشركات والمصارف الأمريكية لم تنخرط فى معاملات مالية ومصرفية مع إيران.

– بالتالي سينخفض التأثير الذى يقوم به الحرس الثورى الإيرانى بشكل أو بآخر فى دول المنطقة حتى لا تعتبره المنظمات الدولية استفزازا من إيران، وبالتالى ستتغير خريطة الصراعات بتلك الدول التى ينتشر فيها الموالون للحرس الثورى.

الرد الايراني

انتفد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي هاجم فيه إيران، ووصفه بأنه “خطاب كراهية جاهل”.

وقال ظريف على تويتر “خطاب الكراهية الجاهل الذي ألقاه ترامب يعود للعصور الوسطى، وليس الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين، لا يستحق الرد”.

وأضاف “التعاطف الزائف مع الإيرانيين لا يخدع أحدا”.

وفي خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف ترامب إيران بأنها “ديكتاتورية فاسدة” و”دولة مارقة” وقال إن “الضحايا الأكثر معاناة بسبب زعماء إيران هو في الواقع شعبها”.

وقال ترامب إن الاتفاق النووي الذي تفواض فيه ظريف بالتعاون الوثيق مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري “مدعاة للحرج للولايات المتحدة”.

واتهم ترامب طهران باستخدام ثروتها لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ولدعم الحوثيين في اليمن و”لتقويض السلام في شتى أرجاء الشرق الأوسط”.

وبدا ترامب مستعدا لتمهيد الطريق لإلغاء الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 بين ست قوى دولية وإيران.

وقال ترامب “لا يمكننا السماح لنظام قاتل بالاستمرار في هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار مع استمرارها في بناء صواريخ خطرة. ولا يمكننا الالتزام باتفاق إذا كان يقدم الغطاء لإقامة برنامج نووي محتمل”.

ولاحقا قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون “نحتاج إلى دعم حلفائنا، حلفائنا الأوروبيين وغيرهم، للإيضاح لإيران أن هذا الاتفاق يجب مراجعته”.

قدرات نووية

حول هذا الموضوع صرح د.عايد المناع التصعيد الاخير ليس تصعيدا حقيقة انما هو ما ورد في برنامج دونالد ترامب الانتخابي , وكان يرى ان الاتفاق النووي مابين 5+1وايران  اتفاق غير متوازن وبالنسبة للولايات المتحدة اعتبره الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية , ويعطي ايران فرصة لان يكون لديها قدرات نووية وتوسع على حساب الاخرين الامر بيد الكونغرس والاجراءات ستتخذ ضد تمويل وتزويد الحرس الثوري بالمال والسلاح حتى التدريب بالضمان على اساس انه راس الحربة للتوسعات الايرانية , وبهذا الاجراء يرضي بعض الدول الخليجية بالذات المملكة العربية السعودية التى ردت بايجابية ويخفف من الاندفاع ضد ايران واضاف : وبناء على توقعات من حكومة طهران باعادة النظر في الملف النووي لمناقشة وتقديم مزيد من التنازلات واعادة  النظر وبالذات بما يتعلق بالصواريخ البالستينة التى يبدو انها لم تكن من ضمن الاتفاق النووي , وان تحقق هذا في عهد ترامب سيكون قد حقق انجاز اضافي بما تحقق في عهد اوباما , الذي يعتبره الكثيرون اتفاق ايراني امريكي  رخو وتابع د. المناع : واستطيع ان اصفه بأنه اتفاق مبدأي استطاع ان يجذب ايران الى الالتزام الدولي ويجبرها بالدخول الى الفخ وهذا الان ما نشهده بالتهديدات الامريكية لضبط ايقاع التسلح والتوسع الايراني الممتد من العراق الى سوريا الى لبنان ومحاولة الامتداد الى اماكن أخرى ,وأشار : واضح ان هناك معارضة شديدة من المجموعة  الاوروبية واعتراض المسؤولة الاوروبية على خطاب ترامب وترى ان الاتفاق قائم ولا ينبغي المساس به وواضح ان الدول الاوروبية الاخرى ليست مرتاحة لتصريحات الرئيس الامريكي وبالتالي لا نستطيع ان نقول ان 5و1 متفقين اطلاقا , وأوضح د. المناع : بل اعتقد ان الولايات المتحدة مثلما انفردت بالتخلي عن اتفاقية المناخ ربما تكون الوحيدة بهذا الموقف من الاتفاق النووي الايراني , اما الموقف الايراني كان شرسا وقوي التهديد بقصف مواقع طهران ستختارها والرئيس روحاني كان شديد اللهجة ايضا , وان ايران لن تسمح لواشنطن وربما ينسحبوا من الاتفاق وربما يوجهون ضربة عسكرية كل احتمالات على حد قول المحللين , وقال د. المناع : انا استبعد نشوب صراع مسلح بين الولايات المتحدة وايران قد يكون هناك ضربة خاطفة تقوم بها اسرائيل , ولكن مازال الغزل الامريكي الايراني مبطن وستقف عند تصريحات وتصريحات مضادة وقد تكون فرض بعض العقوبات وامور كثيرة مازالت معقدة  في لبنان وسوريا  يجعل من الامريكان ان يبتعدوا عن الحرب وهنا يأتي دور الاستراتيجيين الامريكان وواشنطن لا ترفع عصا عريضة دون ان تهوي على رأس الطرف الآخر  .

الخليج وامريكا

وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الدوحة بعد جولة قادته إلى الرياض حيث دعا أطراف الأزمة الخليجية إلى اعتماد الحوار مسارا لحلها وأكد أن بلاده تبقي على علاقات قوية مع جميع دول الخليج.

وشدد تيلرسون أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض على أن لا تغيير على طبيعة العلاقات الأميركية الخليجية القوية والمهمة.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن أمله في أن تعيد الدول الخليجية مجلس التعاون الخليجي إلى ما كان عليه من قبل الأزمة، لأنه “منظمة قوية تسهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة”.

وقال إنه بحث مع القادة السعوديين سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع إيران، كما ناقش الصراع في اليمن والأوضاع في سوريا، مؤكدا أن بلاده ستعمل “على جلب المزيد من الأمن والاستقرار للمنطقة”.

وفي سياق آخر، أشار تيلرسون إلى أن المجلس التنسيقي السعودي العراقي يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وسيعمل على نقل العراق إلى المستقبل.

وأجرى تيلرسون مباحثات اليوم الأحد مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وقالت وسائل إعلام سعودية إن المباحثات بين الجانبين تناولت العلاقات الثنائية بين بلديهما وآخر التطورات في المنطقة.

من جانبه، أكد الجبير على أهمية مجلس التعاون الخليجي لكل مواطن بالخليج، مشيرا أثناء إجابته عن سؤال بشأن القمة الخليجية المقبلة إلى أن المشاورات قائمة بين السعودية والإمارات والبحرين فيما يتعلق بالخطوات القادمة.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى العاصمة القطرية الدوحة في وقت لاحق اليوم.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى