سمو أمير البلاد يفتتح مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي
تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أقيم مساء اليوم حفل افتتاح مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي وذلك بمنطقة الشعب البحري.
وقال رئيس الشؤون المالية والإدارية في الديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية التابعة للديوان عبدالعزيز اسحاق إن «مركز عبدالله السالم الثقافي» يعد تحفة معمارية ومن أكبر مناطق العرض المتحفي على مستوى العالم.
وأوضح اسحاق في تصريح صحفي بمناسبة افتتاح المركز اليوم الاثنين برعاية وحضور سمو أمير البلاد أن إنشاء هذا الصرح الثقافي جاء بتوجيهات أميرية سامية بضرورة تعزيز الوجه الحضاري المضيء لدولة الكويت والتأكيد على ريادتها الثقافية في المنطقة عبر الاهتمام بالجوانب الثقافية والتعليمية.
وأضاف أن افتتاح المركز جاء أيضا ضمن الرؤية الأميرية السامية الهادفة إلى مزيد من الانفتاح على الثقافات العالمية والتطورات التكنولوجية وخلق حالة من الحوار الثقافي والترفيهي والتعليمي بغية تطوير القدرات والمفاهيم الحضارية وإثراء الثقافة والتعليم في تنمية الفكر الإنساني وصولا إلى بناء المجتمعات وتقدمها.
وأفاد بأن المركز يعد “تحفة معمارية” وإضافة تاريخية واستمرارا لتدفق العطاء الثقافي الكويتي المستنير وريادته مبينا أن افتتاحه تزامنا مع احتفالات دولة الكويت بأعيادها الوطنية جاء ليؤكد مدى التطور الثقافي التي آلت إليه الدولة إيمانا من قيادتها الرشيدة بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع قدما بعجلة التنمية لتكون دولة الكويت منبرا ثقافيا وتعليميا عالميا.
وذكر أن المشروع الذي يتكون من ستة متاحف رئيسية “انجز في وقت قياسي” لا يتعدى ال20 شهرا للإنشاءات و18 شهرا للأعمال المتحفية متضمنا العديد من المكونات التي تحتفي بالإنجازات العلمية والثقافية للتاريخ الكويتي وتاريخ وثقافة العالمين العربي والإسلامي.
وأشار اسحاق إلى أن مشروع المركز شيد على مساحة إجمالية تبلغ نحو 127 ألف متر مربع بمساحة مبان تصل إلى 30 ألف متر مربع وحدائق على مساحة 97 ألف متر مربع مبينا أن مجموع المساحة المبنية «طابقان سفليان وثلاثة طوابق» يبلغ 500ر123 الف متر مربع.
وبين أن تصميم الشكل الخارجي لمبنى المركز جاء ب”طابع جمالي فخم يوحي للزائر بالإعجاز الفني والثقافي” لافتا إلى أن المركز يضم 8 مبانٍ تحتوي على ستة متاحف منها متحف للتاريخ الطبيعي وعلوم الفضاء والعلوم الإسلامية العربية وآخر للعلوم.
وأوضح أن المركز يضم مبنى للوثائق وقاعة للمؤتمرات ومسرحا يتسع لـ300 شخص فضلا عن مبنى للخدمات العامة ومركز للمعلومات ومبنى لمواقف السيارات سعة 1231 سيارة موزعة على الطابق السفلي بنحو 1083 سيارة والأرضي سعة 148 سيارة.
ولفت إلى احتواء مشروع المركز على معروضات المنطقة العامة التي تتوزع ما بين المتاحف و25 نافورة مياه ونوافير نفاثة حول المحيط الخارجي للمباني وبذلك يكون المشروع “متكاملا من جميع الجوانب إذ يلبي متطلبات الباحثين والمهتمين بمختلف الشؤون الثقافية والفنية”.
وقال اسحاق إن المركز يحتل “موقعا استراتيجيا متميزا” وهو موقع مدرسة عبدالله السالم التي كانت في يوم من الأيام منارة للعلم موضحا أن “المركز أصبح اليوم منارة للثقافة ومركزا ثقافيا واجتماعيا ومركزا للمبدعين”.
وبشأن المتاحف لفت اسحاق إلى أن المتحفين «إيه» و «بي» يعنيان بالتاريخ الطبيعي ففيهما يتعرف الزائر على التاريخ الطبيعي والتاريخ الصحراوي في المبنى الملحق موضحا أن جميع أنحاء المتحف تضم مساحات مخصصة للزيارات المدرسية بما يتيح للزائر التعرف على أدق تفاصيل الحياة البرية من كهوف وما تتضمنه من زواحف مختلفة فضلا عن النظم البيئية القاسية وما يتعرض له الإنسان من ظروف مناخية متقلبة سواء في الصحراوية أو القطبية بجميع تفاصيلها.
وذكر أن متحف العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم النقل بالمبنى «سي» فيستعرض جميع أنواع وسائل النقل وتطورها عبر التاريخ إضافة إلى العلوم الفيزيائية والكيميائية والبحث العلمي والابتكار عبر المعارض التفاعلية.
وأضاف اسحاق أن المتحف يضم كذلك ثلاثة مختبرات مخصصة للتجارب «مختبر التجارب» بالطابق الأرضي من الجهة الجنوبية و«مختبر للإبحار» وآخر ل«الديناميكا الهوائية» بالطابق الأرضي من الجهة الشمالية فضلا عن مساحة عمل بالطابق الثاني من الجهة الشمالية.
وأفاد بأن المتحف يتكون من طابقين يتضمن الأرضي منهما تاريخ الطيران بينما يحتوي الأول على معرض الروبوتات والذكاء الاصطناعي إضافة إلى التجارب الفيزيائية والكيميائية بينما خصص الطابق الثاني للابتكار.
وفيما يتعلق بمتحف العلوم «المبنى دي» قال اسحاق إنه يستعرض الجسم البشري بواسطة منحوتات للأعضاء المختلفة والبكتيريا والفيروسات كما يعرض تمارين رياضية مختلفة يجب أن يقوم بها الإنسان للبقاء في صحة جيدة كما أنه يتضمن مختبرا مخصصا لتجارب الأحياء «مختبر الأحياء» بالطابق الأول من الجهة الجنوبية.
وحول متحف العلوم العربية الإسلامية «مركز الفنون الجميلة» بالمبنى «إي» قال اسحاق إنه مليء بالمعروضات وشاشات اللمس التفاعلية والأفلام والمعالجات التخطيطية.
وأضاف أن الجزء الرئيسي من المتحف عبارة عن مساحة عالية تحتوي على نماذج من المساجد المهمة معلقة فوق رؤوس الزوار يمكن رؤيتها من مستوى الميزانين مبينا أن الزائر سيطلع خلال زيارته لهذا المتحف على العصر الذهبي للعلوم العربية عندما تم تحقيق اكتشافات مهمة غيرت العالم إلى الأبد.
وأوضح أن المتحف الواقع في الجهة الجنوبية من المركز موزع بين الطابق الأرضي والأول ويركز على أهم الفنون والاختراعات والاكتشافات التي اشتهر بها العرب خلال العصر الإسلامي ما بين القرن ال8 وال 15 الميلادي ويسلط الضوء على دور الإسلام والقرآن والمسلمين في تشجيع العرب للبحث عن الثقافة والعلوم ودورهم في تطوير أنماط عدة من مختلف العلوم.
وأشار اسحاق إلى متحف الفضاء الخارجي «المبنى إف» الذي يستعرض الفضاء الخارجي واستكشافه من قبل الإنسان عبر البعثات الفضائية لافتا إلى وجود معارض لأنواع مختلفة من سفن الفضاء وقبة سماوية.
وذكر أن المتحف يتكون من ثلاثة معارض رئيسية متصلة ببعضها البعض الأول منها يختص بعلم الكواكب والثاني عبارة عن اكاديمية الفضاء والثالث لاستكشاف الفضاء.
وأضاف اسحاق أن هذا الصرح يشتمل على العديد من المعروضات الخارجية منها منطقة هيكل الديناصوروالحفريات إذ يتكون من هيكلين عظميين للديناصورات وممر يبين آثار سلسلة الحياة ما قبل التاريخ إضافة إلى حوض رملي يبين طريقة إستكشاف اثار الديناصورات.
ولفت إلى وجود منحوتة لسرب من الطيور توفر الظل وتضيف إلى موضوع الحياة البرية بخلاف منحوتات متحركة من قبل الرياح والإشعاع الشمسي.
وذكر أن «الحديقة العلمية» عبارة عن مساحة غامرة للزوار للعب والاستكشاف فضلا عن سلسلة من الكواكب السيارة المحيطة بمعرض كوكبة كبير على الأرض ومنحوتات الحديقة حيث يتم عرض بعض المنحوتات للفنان العربي نديم كرم اضافة الى مسرح للعروض الخارجية بعرض 5ر16 متر وبعمق 95ر4 متر وبطول 8ر7 متر.