محليات

سمو الأمير: التعنت الإسرائيلي يعيق التوصل إلى السلام في المنطقة

أكد سمو أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد، أن استمرار الظروف الدقيقة والأحداث الخطيرة والتطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة العربية، قوض استقرار المنطقة وبدد الوقت والجهد على حساب تنمية الدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها.

وقال سموه في كلمة دولة الكويت أمام الدورة الـ 27 لمؤتمر القمة العربية التي تحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط، إن التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة العربية أضافت أبعادا جديدة وخطيرة للتحديات التي يواجهها العمل العربي المشترك.

وحول مكافحة الإرهاب، شدد سموه على ضرورة إدراك أن المواجهة شرسة وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي.

وأكد أهمية المواجهة الشاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية، موضحا أن هذه المواجهة هي مسؤولية تتحملها الدول العربية كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية.

وفي ما يلي نص كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في الدورة الـ 27 لمؤتمر القمة العربية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، رئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر القمة العربية، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أصحاب المعالي والسعادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأخي فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز وإلى حكومة وشعب موريتانيا الشقيقة على ما أبدوه من روح بناءة واستعداد لاستضافة اجتماعنا وبفترة زمنية قصيرة لنحظى بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة ونشهد إعدادا متميزا لهذا اللقاء المهم، كما أشكر فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي على جهوده المقدرة وعلى ما تقدمت به جمهورية مصر العربية الشقيقة خلال ترؤسها لأعمال الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية من أفكار لدعم عملنا العربي المشترك، التي شكلت نقلة نوعية في مسيرة عملنا العربي المشترك، والشكر موصول إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الذي نتقدم له بالتهنئة بمناسبة توليه مهام عمله، متمنين له كل التوفيق والنجاح، كما نتقدم بالشكر إلى جهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود متواصلة في سبيل الإعداد لهذه القمة، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشيد بالعطاء والجهود الكبيرة والمتميزة التي بذلها معالي الأمين العام السابق نبيل العربي خلال فترة توليه مسؤولياته، التي وضعت لمسات بارزة على مسيرة عملنا العربي المشترك، متمنين لمعاليه كل التوفيق والسداد.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، تنعقد أعمال دورتنا هذه وعالمنا العربي يشهد استمرارا لظروف دقيقة وأحداثا خطيرة وتطورات متسارعة قوضت استقرار منطقتنا وبددت الوقت والجهد على حساب تنمية أوطاننا وتحقيق تطلعات شعوبنا، وأضافت أبعادا جديدة وخطيرة للتحديات التي يواجهها عملنا العربي المشترك.

فالوضع في سورية يزداد خطورة ويتضاعف معه الدمار والقتل والتشريد والمعاناة الإنسانية للأشقاء، رغم جهود المجتمع الدولي المتواصلة، التي كان لبلادي الكويت شرف استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية ومشاركة في رئاسة المؤتمر الرابع لدعم الوضع الإنساني في سورية، كما لايزال المجتمع الدولي يقف متفرجا على تعاظم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق دون أن يتمكن وبكل أسف من الوصول إلى ملامح حل سياسي يضع حدا لهذه المعاناة ويبعث الأمل في نفوس أبناء الشعب السوري ويسهم في تخليص عالمنا من تداعيات وشرور أعمالا إرهابية هددت استقرار العالم وضاعفت من ضحاياه.

وحول الوضع في اليمن، فإن مما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر، ولكن الأمل لايزال معقودا على الأطراف المعنية في استئنافها لتلك المشاورات بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم، فالحرب التي نراها اليوم جميعا في هذا الجزء العزيز من وطننا العربي لن تزيد الوضع إلا دمارا وقتلا وتشريدا وتهديدا لوحدة وطنهم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يبقى الوضع في العراق وليبيا والصومال والسودان مصدر قلق كبير ومبعث تهديد لأمننا واستقرارنا، فمعاناة الأشقاء في هذه الدول كبيرة والتحديات التي يواجهونها جسيمة تدعونا جميعا للوقوف معهم ودعم كل ما يمكنهم من وضع حد لتلك المعاناة، ويسرني في هذا الصدد أن أعلن لقمتكم عن عزم دولة الكويت استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال لنسهم معهم في توفير التعليم الذي يحقق لهم الاستقرار والتنمية المنشودة.

وحول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، لايزال التعنت والصلف الإسرائيلي يقف حائلاً دون تحقيق السلام الدائم والشامل المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي هذا الصدد أود أن أشيد بجهود جمهورية فرنسا الصديقة التي استضافت أخيرا مؤتمرا دوليا حول مسيرة السلام في الشرق الأوسط بمبادرة منها تعبر فيها عن حرص على تحقيق انطلاقة جديدة لمسيرة السلام تقود إلى حل لهذه القضية والتي نأمل أن يكتب لها النجاح، واستكمالا للدعم الذي تقدمه دولة الكويت للأشقاء، نعمل حاليا لاستضافة مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني لنسلط الضوء من خلاله للعالم أجمع على مدى الانتهاك الذي تمارسه إسرائيل للاتفاقيات والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الطفل.

وحول العلاقة مع إيران، فإن نجاح أي حوار بناء يتطلب توفير الظروف الملائمة له عبر احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي المتعلقة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يبقى الإرهاب الذي نواجهه جميعا مصدر تهديد لأمننا واستقرارنا ومدعاة للعمل بكل الجهد لمواجهة شروره ومخاطرة، وإننا ندرك أن المواجهة شرسة وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي، كما أننا ندرك أن المواجهة شاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية، وهي مسؤولية تتحملها دولنا كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية.

وختاما، أكرر الشكر لكم جميعا، متمنيا لأعمال قمتنا كل التوفيق والسداد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى