عندما تنحدر الإنسانية تكون جريمة السالمية … بقلم عبد العزيز خريبط
تمكنت الإدارة العامة للمباحث الجنائية إدارة العمليات من كشف تفاصيل وفاة طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة التي وجدت داخل مسكن ذويها متوفية والتي اعترف والدها بوضعها داخل فريزر المنزل بعد وفاتها مباشرة وقبل أسبوع , وأوضحت الإدارة أن رجال المباحث قاموا بمواجهة والدها المتهم البالغ من العمر 26 عاماً بالمعلومات والأدلة والتحريات المكثفة التي لديهم حيث اعترف أمامهم انه بعلم ومشاركة زوجته 23 عاما المقيمة بصورة غير رسمية قاما بارتكاب هذه الجريمة وأنهما كانا تحت تأثير تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
ودلت التحريات على أن المتهم قام بربط الطفلة وتكفينها بنفسه ثم اشترى فريزراً من احد المحال التجارية في نفس يوم وفاة الطفلة ووضعها داخلها مشيره إلى انه من خلال معاينة جثة الطفلة وجدت آثار حروق على جسمها في منطقتي الكتف والأرجل وآثار تعذيب. ننقل هذا الخبر ونتعصر قهرًا وألما وحزنا , ما ذنب هذه الطفلة ؟
لاحول ولا قوة إلا بالله , البيوت تحولت غابة ولم يعد فيها أمان حتى من الذين مفترض أن يكونوا هم بواعث الأمن والأمان , جريمة لا تمت للإنسانية بصلة أبدًا وإن كانوا تحت تأثير المخدر , فأن غياب العقل لا يعني ذهاب القلب, حوادث وجرائم خارجة عن الفطرة ولم نفكر يوما احتمالية وجودها , فالأذى الذي نخافه على الأطفال ليس من الخارج وإنما في الداخل , حتى مرحلة الطفولة لم يعيشها أطفال اليوم وسط هذه الصراعات السياسية والاقتصادية والنفسية , الطفولة أصبحت تتجرع مرارة العنف والأذى الجسدي والنفسي , حقيقة على المستوى الشخصي تضايقت كثيرًا من هذا الخبر الذي أدمى القلب , والله لم أتخيل أن أسمع أو أرى في يوم من الأيام هذه الجريمة التي شوهت صورة الأب والأم معًا ..
كارثة تهدد المجتمع فإذا كنا نعاني في فترة من الفترات من العمالة المنزلية في البيوت وخطرها , هذه المرة أب مواطن والأم مقيمة بصورة غير قانونية بأنفسهما قاما بارتكاب الجريمة التي هزت معاني الأبوة والأمومة وايضا سحبا الثقة منهما , واقع أكثر بشاعة..!
بعد هذه الجريمة البشعة هل أدرك المجتمع بضرورة سن قانون للفحص والتأهيل النفسي قبل الزواج كما هو الحال مع الفحص الطبي , فالأمراض النفسية أكثر خطرًا وفتكًا على الإنسان .. أين أنتم يا نواب مجلس الأمة والمسؤولين من قوانين مصيرية تساعد على الحد من هذه الجرائم والآفات ..؟!
*- #احميني حملة حقوقية شبابية لمناهضة العنف ضد الأطفال، وهي حملة تطوعية كويتية ضمن مشروع قيادات شبابية من أجل السلام والذي تقوم به الجمعية الكويتية لحقوق الانسان منذ فترة , وهي حملة نشطة مؤخرا ، فقد أدرك أعضاء هذه الحملة وجود مجموعة من الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل في مجتمعنا الكويتي والأخطر فيها هو العنف الجسدي واللفظي والنفسي , لكن هذه المرة وصل الحال إلى قتل الأطفال ..
يرجى من باب المسؤولية الاجتماعية الإبلاغ عن أي حالة من العنف الأسري وسيتم التعامل بكل سرية وذلك منعا لتكرار هذا المنظر البشع في المجتمع .