غيومٌ ليلية … بقلم الكاتبة خولة سليقة
غيومٌ ليلية
…………………………
خلال الأسابيع الماضية لم يعد ثمة ما يزورها في الحلم إلا صور غريبة، لا تنتهي كما تبدأ البتة. حتى أنها لا تجد الوقت الكافي للتفكير بها أو محاولة ربطها بتفاصيل حياتها. الآن فقط اتسع المدى كثيراً أمام عينيها،تغرق في بياض الجدران و الملاءات حولها، الوقت كافٍ جداً لتستذكر الوحش الذي أحبته طوال عامينثمّ تعشّى بطهرها أمس، المستشفى آخر مكان كانت تعتبره مسرحاً للتفكير بتلك السلة التي طالما زارتها في الحلم، المختوم بنهاية لا تتغير. سقوط الفاكهة متناثرة من ثقب كبير في أرضيتها.
فرحٌ مؤجّل
…………………………………
هيبته، مكانته، مسؤولياته الكبيرة، أفكاره النيرة، حتى أناقته التي لا تضاهى، ماذا تستر خلفها؟ ليت بإمكانه النسيان. إنه العاشر من مايو، عاماً بعد عامٍ يتذكّر، بل يذكّره الريش الذي يتطاير في مشواره اليوميّ صوب الغابة.
اثنتا عشرة سنة مرت على الاجتماع المحفور في الذاكرة، يهيئ بذلته السوداء و ربطة عنقه المحببة إلى نفسه، يحضّر حقيبته الفارغة ثم يقف قبالة النافذة بكامل حنينه، يفرد جناحيه، ينشد ما حفظه طفلاً في الوطن، مضيفاً كل مرة طقساً جديداً ليحتفل على طريقته باليوم العالميّ للطيور المهاجرة.
خولة سامي سليقة