قطر تحذر من استمرار الانتهاكات الاسرائيلية في المسجد الأقصى والقدس
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية سعادة السيد سلطان المريخي ان مدينة القدس المحتلة عامة والمسجد الأقصى المبارك خاصة، يشهدان عدواناً اسرائيلياً ممنهجاً وغير مسبوق، يأخذ المنطقة بأكملها إلى منعطف شديد الخطورة ، كنا في غني عنه، لو كانت هناك حكومة اسرائيلية تقيم وزناً للمجتمع الدولي وقراراته .
وأكد سعادته في كلمة له أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على القدس والمسجد الاقصى الذي عقد اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية ان ما تقوم به حكومة الاحتلال من حملات تهويد للمدينة وإغلاقها المسجد الأقصى في وجه المصلين ومحاولتها فرض واقع جديد في المدينة المقدسة، يمثل انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وخروجاً وتجاوزاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ويستفز مشاعر كل عربي ومسلم، ويمثل حرباً شرسة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
واضاف إن اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تسعى بكل قوة لتغيير الواقع التاريخي في الحرم القدسي الشريف، بتركيبها بوابات إلكترونية، في سابقة خطيرة لم تحدث منذ قرابة نصف قرن وتحديداً منذ الجريمة الإرهابية بإحراق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩ فرض أمر واقع جديد، الأمر الذي سيؤدي لتصعيد بالغ الخطورة وعواقب وخيمة في إشعال فتيل الحرب الدينية في المنطقة.
واعتبر سعادته إن هذه الانتهاكات، المدعومة بالقوة العسكرية، تأتي في سياق تنفيذ مخططات معدة سلفاً لتهويد مدينة القدس المحتلة، ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي الشريف المستهدف بصورة متصاعدة، بمضاعفة الحفريات والاقتحامات والتدنيس، الأمر الذي يشكل عدواناً صارخاً على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ويشكل انتهاكاً جسيماً لكافة المواثيق والقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها أن أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس ، وأن أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا من شأنه أن يهدد، بحدة، الأمن والسلام الدوليين، وأن أي تدابير أو إجراءات تشريعية أو إدارية تتخذها إسرائيل لتغيير وضع القدس الشرقية بما في ذلك مصادرة الأراضي والممتلكات وتهجير السكان، لاغية كلياً، ولا يمكن أن تغير من وضع المدينة الديموغرافي والديني.
وذكر سعادة الوزير في هذا الصدد بقرارات المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومجلس حقوق الإنسان التي أكدت مراراً على أن مدينة القدس الشرقية مدينة محتلة، وجزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتأكيدها على أن الحرم القدسي الشريف هو مكان مقدس للمسلمين دون سواه.
واكد إن دولة قطر إذ تدين وتستنكر بشدة هذه الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق القدس والمسجد الأقصى، تجدد رفضها التام والقاطع لأي تغيير في الوضع القائم في مدينة القدس الشرقية والمسجد الأقصى، وتطالب حكومة الاحتلال بضرورة وقف وإلغاء جميع الإجراءات وإعادة الأوضاع في المدينة إلى ما كانت عليه، بما يشمل إزالة البوابات الإلكترونية واحترام حرية العبادة، وحق أبناء الشعب الفلسطيني الراسخ في ممارسة شعائرهم الدينية.
كما تناشد المجتمع الدولي ومنظماته القيام بتحمل مسؤولياتها نحو هذا العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، والتدخل الفوري لإنفاذ قراراتها وخاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وتحذر من الخطورة البالغة لهذا العدوان الجديد، واستمرار إسرائيل وتماديها في ارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة ، وهذا التحدي والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي ومقرراته ومضاعفات ذلك على الأوضاع في المنطقة وعلى فرص التوصل إلى سلام عادل وشامل لتحقيق حل الدولتين.
كما جدد في هذا الخصوص تأكيد دولة قطر على دعمها الكامل للشعب الفلسطيني المناضل، الساعي لاسترداد حقوقه، وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف وتحيي صمود أبناء القدس في الذود عن المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف متسلحين بالإيمان والكرامة.
وقال إننا أمام موقف بالغ الخطورة، بكل ما ينطوي عليه من أبعاد يحتم علينا جميعا العمل بكل جد وإخلاص وتجرد من أجل تبني خطوات جادة وفاعلة والخروج بقرارات تدعم القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل قضية العرب المحورية وتوقف عملية الزحف والتهويد الممنهجة، التي تسعى لطمس وتغيير معالم المدينة المقدسة ضاربة عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة، وغير عابئة بأي تداعيات خطيرة قد تترتب على استمرار هذه السياسات غير المشروعة ويتعين علينا في هذا الصدد التركيز على اجراءات عملية لتحرك عربي ودولي لتحقيق الاهداف المأمولة .
كما وجه سعادته رسالة للأشقاء في فلسطين بضرورة انهاء حالة الانقسام معتبرا ان وحدة الشعب الفلسطيني هي الركيزة الاساسية لتحقيق مطالبهم المشروعة وانهاء الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة .