أهم الأخبارالأسبوعية

#مبادرة_الطب_الوقائي … بقلم الإعلامى المصرى عمرو البحيري

 

الفكرة هنا هى تقليل الخطر المتوقع الذى قد يواجهه الفرد مما يؤدى إلى تخفيف الأعباء و التكاليف المترتبة على معالجته من الأمراض التى قد يتعرض لها ، وهو يعتبر أحد النظم الاجتماعية التى تقوم على التعاون والتكافل بين الأفراد لتحمل ما يعجز عن تحمله فرد واحد فقط سواء ماديا أو صحيا وذلك نظير اشتراك معلوم مسبقا ، فالصحة الان هى أولوية الأولويات ، والحق فى الصحة هو أحد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى يتطلب تنفيذها توفر موارد مالية كافية تفوق فى كثير من الأحيان إمكانية الدول خاصة إذا كانت من الدول النامية وقد تكشف هذا جليا عندما افضح الوباء حالة ضعف استجابة النظم الصحية والارتفاع فى نسبة الاصابات في دول عديدة حول العالم منها امريكا وإيطاليا وإسبانيا وعدم اكتراث بعض الدول إقامة نظام صحى مناسب لسكانها وحالتهم الاقتصاديةمما أدى إلى نفاذ الاحتياجات الطبية الأولية مثل الكمامات التى أصبحت عملة نادرة فى الولايات المتحدة الأمريكية مما أدى إلى تعرض أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن للوفاة نتيجة ضعف مناعتهم ، لذلك لابد من توفير السبل والاليات التى تحمى المجتمع بشكل عام من خطر الإصابة بالأمراض لا سيما المعدية ، ويؤدى هذا الإجراء إلى تقليل احتمال التعرض عبر آليات وقائية تحد من انتشار تلك الأمراض والأوبئة أو تعالجها فى بدايتها وقبل استفحالها فلا تستدعى العلاج أو دخول المستشفيات ، وهناك أساليب عده لبلوغ ذلك تراوح بين المبادرة الشخصية أو المنشورات التوجيهية وحملات التوعية ، وقد قامت جريدة اللواء العربى تحت رعاية الاستاذ محمود حسن.. رئيس مجلس الإدارة بتدشين مبادرة تحت شعار ،” اذهب بنفسك للفحص قبل أن يذهبون بك للعلاج.”… والهدف من ذلك توضيح أن الرعاية الصحية الأولية تأتى ضمن اولى اهتمامات الطب الوقائى وذلك من خلال اتباع جدول اللقاحات المعتمد من الحكومة بحسب كل داء ،بالاضافة إلى توعية المجتمع وحث افرادة على الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب الأمراض والمشاكل الصحية مثل التدخين وغيرة، أما الرعاية الثانوية فهى بدورها تدخل ضمن إطار الطب الوقائي ويقع على عاتقها مهمة الكشف عن الأمراض والبحث عن علاجات مبكرة لها لمنع حدوث مضاعفات ويتحقق ذلك عبر إخضاع المريض للفحوص الدورية والتحاليل والكشف المبكر عن أى مرض ولا سيما مرض السرطان والوقاية من مضاعفات الأمراض المزمنة مثل السكرى وارتفاع ضغط الدم والكولسيترول …وقد يعتقد البعض أنه لا فائدة من الطب الوقائى ولا يمكن تطبيقه لاعتبارات عدة أولها أن الأفراد لا يشكون من الم أو عارض صحى وبالتالى فى غنى عن زيارة الطبيب ، وثانيا اعتقادهم أن الأمر سيكون مكلف ..إلا أن التجربة أثبتت عكس ذلك فى الدول المتقدمة وبعض دول الخليج التى تبنت سياسة الرعاية الصحية الأولية والثانوية وتوصلت إلى فوائد عديدة أهمها وقاية المجتمع من الكثير من الأمراض عبر رفع مستوى الوعى الصحى ،وبالنسبة للحكومات نتج عنه انخفاض كلفة الفاتورة الصحية لأن كلفه الوقاية من المرض أقل بكثير من تكلفة العلاج ومضاعفاته ..وقد اهتم الاسلام بتعاليم الطب الوقائي وترك الطب العلاجى لاجتهاد الناس وليس هذا عن قصور فى الدين ولكن لحكمة عظيمة مقصودة لذاتها ، فالطب الوقائي يتناول صحة المجتمع والجماهير العريضة فهو يدخل فى رسالة الأديان باعتبار أن صحة الأديان من صحة الأبدان ، وان وقاية المجتمع حماية للدين ولذلك قواعد الطب الوقائي من الحقائق العامة والثابتة التى تصلح لكل زمان ومكان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى