مستشفى الجامعة بالشارقة: الإمارات تبذل جهوداً كبيرة للحد من وفيات الأطفال وحديثي الولادة
في محاولة للحد من وفيات الأطفال وحديثي الولادة التي تصل إلى نحو سبعة آلاف حالة يومياً في العالم لمن هم دون 28 يوماً، ناقش أطباء وخبراء بالرعاية الصحية سبل تسريع وتيرة التقدم في جهود إنقاذ حديثي الولادة والأطفال، وذلك خلال مؤتمر دولي حول طب الأطفال ورعاية حديثي الولادة، عُقد على مدى يومين في دولة الإمارات العربية المتحدة، واختتمت أعماله في التاسع من فبراير الجاري.
وحضر أعمال المؤتمر أكثر من 400 مشارك من مختلف أنحاء العالم، من ضمنهم وفود من دولة الإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية. وكان في مقدمة المشاركين في الندوة الدولية البروفيسور حكم ياسين، المدير الطبي لمستشفى الجامعة بالشارقة.
وسلّط المشاركون الضوء على أهمية مختلف وسائل التنفس والإدارة السليمة للعلاج بالمضادات الحيوية، والتي تلعب دوراً رئيسياً في زيادة معدلات بقاء حديثي الولادة على قيد الحياة. كما تناول المشاركون حالات العدوى، والأمراض الجلدية، وإدارة الرعاية المركزة لحديثي الولادة، وفقر الدم، واللقاحات، ومختلف طرق إدارة هذه الحالات لحديثي الولادة والأطفال، إضافة إلى السمنة وأثرها على الصحة العقلية للأطفال.
وقال البروفيسور حكم ياسين: “باتت رعاية الأطفال وحديثي الولادة أكثر تخصصاً خلال السنوات الماضية، وبذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً خاصة في هذا الإطار للارتقاء بهذا القطاع. وجاء هذا المؤتمر ليوفر المنصة المناسبة للاطلاع على آخر التطورات والمنهجيات في مجال صحة الأطفال وحديثي الولادة، وتضمن نقاشاً مركزاً، توصل المشاركون خلاله إلى خطة عمل للتصدي للتحديات التي تواجه صحة الأمومة والطفولة في منطقتنا وخارجها. وأنا على ثقة بأن نتائج هذا المؤتمر كانت محفزة ومجزية، وأود أن أعرب عن خالص تقديري للجنة المنظمة على الجهود الدؤوبة التي بذلوها في إقامة هذه الفعالية بالغة الأهمية”.
وركز المؤتمر على دور التكنولوجيا الحديثة في صياغة مستقبل صحة الأطفال وحديثي الولادة، وتضمنت أعماله أكثر من عشر جلسات متنوعة وأربع ورش عمل. وشكّل المؤتمر فرصة فريدة للتواصل، والتعارف، وبناء العلاقات بين المعنيين بصحة الأطفال وحديثي الولادة. وناقش الخبراء “سيناريوهات مورثات حديثي الولادة”. كما تناولت الجلسات مواضيع “التنفس الاصطناعي لحالات الإلتهاب الرئوي: عدم تشخيص مشكلة تواجه حديثي الولادة”، و”إدارة الفيروس الخلقي المضخم للخلايا”، و”النهج العلاجية للكائنات المقاومة للأدوية المتعددة”، و”الحد من استخدام المضادات الحيوية في وحدة العناية المركزة بحديثي الولادة”، و”التأثيرات البيئية على صحة الأطفال”، و”فيتامين “د”: أكثر من مجرد فيتامين”، وغيرها.
واستكشف المشاركون مدى مساهمة التطورات في مجال التكنولوجيا في تحسين الرعاية الصحية بالأطفال وحديثي الولادة، حيث تم استعراض أوراق علمية رفيعة المستوى اشتملت على تطورات مهمة خلال جلسات تناولت مواضيع مثل “التقدم في التغذية المعوية للأطفال الخدج”، و”إدارة خلل التنسج القصبي الرئوي”، و”أمراض الجلد عند حديثي الولادة”، و”أخلاقيات التعامل مع الأجنة وحديثي الولادة”، و”مراقبة تلقي الرضع للتنفس الميكانيكي”، و”الحمى والطفح الجلدي عند الأطفال”، و”تحصين الأطفال”، وغيرها الكثير.
واشتمل المؤتمر الدولي على ورش عمل حول “السيناريوهات السريرية في تطعيم الأطفال وفقر الدم”، و”تدريب عملي حول إدارة الأكزيما”، و”تنفس حديثي الولادة”، كما تضمن جلسات حوار أتاحت للمشاركين منصات استراتيجية لتبادل الرؤى والتجارب وسط حضور مكثف من المختصين، والأطباء، والممرضات، وغيرهم من كوادر الرعاية الصحية.
ورغم إنخفاض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى أدنى مستوياتها، فقد أكد التقرير السنوي لوفيات الأطفال الصادر عن الأمم المتحدة بأن الكثير من حالات الوفاة، والتي يبلغ متوسطها 15 ألف حالة يومياً، ناجمة عن أمراض يمكن الوقاية منها. كما حذّر التقرير من عدم انخفاض معدل حالات وفاة الأطفال حديثي الولادة خلال الأيام الثمانية والعشرين الأولى من حياتهم على غرار مستويات وفيات الأطفال من عمر شهر وحتى خمسة أعوام. ويبلغ عدد وفيات الأطفال في العالم دون 28 يوماً نحو 7 آلاف طفل يومياً.