أهم الأخبارالأسبوعية

وبه تستهوى القلوب بقلم / حسن الشواف

 

التواضع من القيم الإسلامية الإنسانية التي من المفترض أن يتحلّى بها كل أفراد المجتمع على اختلاف مشاربهم وأعراقهم ومستوياتهم الثقافية والمادية والاجتماعية.

يُعد التواضع من أصعب الاختبارات التي يقاس بها مدى قدرة الفرد على تغلبه على أهوائه الشخصية ومبتغيات النفس الرذيلة.
فالاختيال والتعالي والعُجب حالات ما إن تصيب الإنسان إلا وترمي به في مستنقعات الجهل والتخلّف، من اللطيف أننا نظر أننا خُلقنا من معين وإستبرق ونور وغيرنا من نطفة نجسة، سلامٌ على سيّد البلغاء علي بن أبي طالب – عليه السلام- حين قال ويا عُظم ما قال:
مَا لِابْنِ آدَمَ وَالْعُجْبِ وَأَوَّلُهُ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ وَهُوَ بَيْنَ ذَلِكَ يَحْمِلُ الْعَذَرَةَ.

ألم نتّعظ من الأمم الغابرة التي احتوت على جثثهم الأفاعي والدّيدان واندرست آثارهم وما بقي إلا ذكرهم؟ فالنظرة الدونية مرفوضة، ديننا الاسلامي الحنيف وأوامر نبينا وآله بيته الأطهار نهت عن التكبر وشددت على ضرورة التحلي بالتواضع، هناك رجل يقال له نَجِيح، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ -عليهما السلام- يَأْكُلُ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ كَلْبٌ كُلَّمَا أَكَلَ لُقْمَةً طَرَحَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا
فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَلَا أَرْجُمُ هَذَا الْكَلْبَ عَنْ طَعَامِكَ؟
قَالَ: دَعْهُ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ – عَزَّ وَ جَلَّ – أَنْ
يَكُونَ ذُو رُوحٍ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي وَ أَنَا آكُلُ ثُمَّ لَا أُطْعِمُهُ.

فمعاملتنا الحسنة للعمالة الوافدة وخاصة أصحاب الأجور الواهنة الذين اغتربوا مخلّفين خلفهم أسرهم وديارهم للقمة عيش هنيئة وإيواء أهليهم وبني ديارهم، التواضع معهم لا يعد للشفقة عليهم بل هذا واجب علينا جميع.

كثيراً من الأحيان نردد مفهوم الطبقية ولكن لا ندرك مفهومها ولا نستطيع ان نحد حل لها
فإذا أردنا ان نقضي على ما يسمى بالطبقية فيجب أن نبدأ بأنفسنا اولاً، وينبغي علينا أن ندرك بان يوم من الايام سوف يعود هذا الغريب إلى وطنه حاملاً انطباعاته وذكرياته مع مجتمعنا لينقل تجربته لهم، فينبغي علينا أن نترك أطيب أثر في قلوب هؤلاء.

ولله الحمد بلدنا الكويت يزخر بالكثير من الأفراد الذين يظهرون ما يتسم به أهل الكويت من دماثة خلق وإنسانية ولكن في بعض الأحيان الأقلية تفسد عمل الأغلبية، وأحياناً أفعال الأقلية تروق للبعض فتنقلب كفّة الأقليّة للأغلبية، فيجب على كل فرد أن يصبح مسؤولاً عن سلوكه وتصرفاته فأي عمل غير حضاري يقوم به قد يسيء لصورة المجتمع باكمله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى