محليات

وزير الإعلام: مركز جابر الأحمد الثقافي نافذة تطل على الحضارات

اكد وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح اليوم الثلاثاء اهمية المحافطة على الموروث الاثري العربي الثقافي والطبيعي وتنميته وتضافر الجهود لحمايته.

جاء ذلك في كلمة للشيخ سلمان الحمود خلال افتتاح فعاليات الدورة ال22 لمؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو).

واوضح ان المؤتمر المعنون (التراث الاثري والتاريخي في الوطن العربي والاخطار الراهنة) والذي يستمر ثلاثة ايام يأتي وسط اجواء الثقافة والابداع والاصالة والمعاصرة التي تعيشها دولة الكويت (عاصمة الثقافة الاسلامية 2016).

وبين ان هذا المؤتمر المهم يأتي ايضا بعد ايام من تفضل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بافتتاح مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي الذي يعد احد احدث صروح ومعالم الحضارة والثقافة في دولة الكويت والشرق الاوسط.

واضاف ان مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي سيكون له بالغ الاثر في تطوير مجالات التعاون الحضاري والثقافي والفني بين الكويت ودول العالم ونافذة تطل من خلالها الاجيال على الحضارات والثقافات وهو بمنزلة “رسالة دولة الكويت من اجل السلام والانسانية”.

واكد الشيخ سلمان “ان ما تمتلكه دولة الكويت من ارث تاريخي مادي وغير مادي يحكي حقبا تاريخية متعددة هو موضع عناية ورعاية واهتمام القيادة السياسية في البلاد باعتباره رسالة الشعوب ووسيلة تقارب واتصال حضاري عبر العصور من خلال ما تمتلكه الامم من اثار وتراث حضاري وتاريخي”.

وبين انه “ايمانا من دولة الكويت بأهمية حفظ التراث الانساني الوطني مع الانفتاح على التراث الانساني العالمي وتأكيدا على ترسيخ اواصر الاخوة ومبادئ السلام وروح التسامح جاء المرسوم الاميري رقم (11) لسنة 1960 محافظا على اثار الكويت داخل حدودها في فترة مبكرة من تاريخ بناء الدولة الحديثة”.

وقال ان “ما نراه اليوم في بعض دول عالمنا العربي من انتهاك وتدمير لمخزونها الاثري يضعنا جميعا امام مسؤولياتنا القومية من خلال رؤية العلماء والاكاديميين و خبراء الاثار لكيفية العمل من اجل الحفاظ على التراث العربي الذي يمثل تاريخ وماضي امتنا”.

واشار الى ان البرنامج العلمي للمؤتمر يتضمن مناقشة اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لعام 1972 والممتلكات الثقافية المسجلة على قائمة التراث المهدد بالخطر في الوطن العربي والتراث التاريخي في الوطن العربي والاخطار الراهنة واشكاليات اعادة البناء.

واضاف الشيخ سلمان الحمود ان ذلك يمثل قواعد اساسية للحفاظ على الموروث العربي وتنميته الامر الذي يتطلب ان تواكبه توعية اعلامية بأهمية هذا الموروث لما يشكله من تاريخ يجب المحافظة عليه وعلى تواجده في فكر الاجيال الشابة على نحو خاص.

وذكر ان تلك المسؤولية يشترك في تحملها المعنيون بالموروث الاثري والمسؤولون عن المؤسسات الاعلامية موضحا “اننا في دولة الكويت استطعنا ان نقدم العديد من الاسهامات الاثارية والثقافية الى جانب وضع ثلاثة من المواقع التاريخية الكويتية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي”.

وافاد ان دولة الكويت نفذت اكثر من 700 مشروع حتى الان بما يسهم في تقدم الانسان وتظل لنتائج هذه المشروعات اثرها الثقافي والفكري المستنير على الاجيال القادمة.

من جانبه قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله حمد محارب في كلمته ان الدورة الحالية من المؤتمر تناقش موضوعات غاية في الاهمية والدقة وتعد موضوعات الساعة ومحل اهتمام كل الدول العربية وحتى الاجنبية والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية والاقليمية.

واشار محارب الى “ارتفاع نسق الهجمات الشرسة التي تتعرض لها منذ فترة الممتلكات التراثية والثقافية والمدن التاريخية في المنطقة العربية التي تتفذها جماعات مارقة تروج لثقافة الموت والدمار باسم الدين الحنيف البرئ من اثمها”.

ولفت الى الاعتداءات الاسرائيلية على مدينة القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة مشيدا بالقرار الجديد الذي اعتمده المجلس التنفيذي للمنظمة الاممية حول بطلان العلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي والاماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة.

وشدد على اهمية ان تراعي المنطمات الدولية المكتسبات الحضارية والثقافية للشعوب قبل شن الحروب وان يتم ردع ومعاقبة كل من يدمر اثرا او موقعا تراثيا مهما.

وذكر ان الدورة الحالية من المؤتمر تعد مناسبة ثمينة لتناول هذا الموضوع من جميع جوانبه العلمية والقانونية والادارية والتباحث في حلول عملية للخروج من المأزق الذي نحن فيه وتخطي العراقيل والاخطار الراهنة التي تحوم حول تراثنا الاثري والتاريخي.

بدورها القت الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية وممثل الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط السفيرة الدكتورة هيفاء ابو غزالة كلمة اشادت فيها بدور المؤتمر في حماية وصون التراث الثقافي في المنطقة العربية.

واوضحت ابو غزالة ان التراث الحضاري على اختلاف انواعه واشكاله مبعث فخر للامم وبرهان على عراقتها واصالتها إذ يعبر عن الهوية الوطنية معبرة عن اسفها لتعرض “هذا الموروث للسرقة والنهب والضياع والتدمير”.

واكدت حرص الامانة العامة للجامعة العربية على حماية تراث الامة العربية ومقدراتها التاريخية والحضارية ايمانا منها بأن الامم تقاس بمدى ثقافتها وفنونها وتنفيذها للمواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي العربي.

وافادت بان الامانة العامة تسعى الى تنظيم العديد من الفعاليات الخاصة بحماية الموروث الثقافي كما تحرص على المشاركة في الانشطة ذات الصلة بهذا الشان.

واشارت ابو غزالة الى قرار مجلس الامن الدولي رقم (2199) لعام 2015 الذى يقضي بتجفيف منابع الارهاب وتجريم الاتجار بالتراث الثقافي والى الاقتراح المقدم من البرلمان العربي بإنشاء لجنة دولية للحفاظ على التراث التاريخي الانساني.

وذكرت ان تلك اللجنة عقدت عدة اجتماعات تنسيقية واصدرت العديد من التوصيات للحفاظ على التراث واتخاذ آلية دولية لحماية التراث الثقافي واعداد موسوعة التراث الثقافي العربي تضم كل الاماكن التراثية في الوطن العربي بالأسماء والصور موضحة انه سيتم عقد الاجتماع الرابع للجنة في 14 نوفمبر الجاري.

وقالت ان الامانة العامة للجامعة العربية اشادت بقرار (يونسكو) الصادر الشهر الماضي حول مدينة القدس الذي يؤكد ان المسجد الاقصى من المقدسات الاسلامية الخالصة وأنه لا علاقة لليهود به والمطالب اسرائيل بالعودة الى الوضع التاريخي الذي كان قائما ما قبل سبتمبر عام 2000.

واضافت ابو غزالة ان الامانة العامة بصدد اعداد (خطة التنمية العربية الثقافية 2030) بهدف وضع الرؤى المستقبلية في مجالات الثقافة المختلفة ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تعوق العمل العربي المشترك في المجال الثقافي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى