أهم الأخبارتقارير

12 عاما على القيادة الرشيدة … والنهضة الشاملة

تقرير : رباب عبيد

تطل الذكرى الثانية عشرة لتولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح  حفظه الله مقاليد الحكم ليكون سموه الحاكم الخامس عشر للكويت منذ تأسيس الدولة قبل أكثر من ثلاثة قرون ، بقيادة أسرة آل الصباح الكرام ،  والأمير الخامس في مسيرة الدولة الدستورية فيما لقب بصباح الرابع كون سموه رابع حاكم للكويت يحمل اسم الشيخ صباح , وفي التقرير نقف على أهم انجازات سموه حفظه الله ورعاه …

المسيرة والانجازات

ولد الشيخ صباح الأحمد فى 16 يونيو عام 1929، وهو الحاكم الخامس عشر للكويت والابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- الذى توسم فى نجله الفطنة والذكاء منذ صغر سنه فقام بإدخاله المدرسة المباركية ومن ثم أوفده إلى بعض الدول لاسيما الأجنبية منها للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية.

وبعد عودته بدأ الشيخ صباح الأحمد ممارسة العمل فى الشأن العام حيث عين عام 1954 عضوا فى اللجنة التنفيذية العليا التى عهد إليها آنذاك مهمة تنظيم مصالح الحكومة ودوائرها الرسمية , وفى عام 1955 عين رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وفى عام 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر.

عام 1961  استقلت دولة الكويت وعين الشيخ صباح الأحمد عضوا فى المجلس التأسيسي الذى عهد إليه مهمة وضع دستور البلاد وفى أول تشكيل وزارى فى الكويت عام 1962 عين الشيخ صباح الأحمد وزيرا للإرشاد والأنباء.

وفى 28 يناير 1963 وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة عين سموه وزيرا للخارجية لتبدأ مسيرته مع العمل السياسى الخارجى والدبلوماسية التى برع فيها ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين فى العالم بعد أن قضى أربعين عاما على رأس تلك الوزارة المهمة قائدا لسفينتها فى أصعب الظروف والمواقف السياسية التى مرت على دولة الكويت.

ولعل من أبرز المواقف التى مرت على الخارجية الكويتية أثناء قيادة الشيخ صباح الأحمد لها حين رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضوا فيه فى 11 مايو 1963.

وعلى مدى اربعة عقود تمكن الشيخ صباح الأحمد من قيادة السياسة الخارجية الكويتية إلى بر الأمان من خلال انتهاجه مبدأ التوازن فى التعامل مع القضايا السياسية بأنواعها، فاستطاع بعبقريته السياسية أن يتخطى بالكويت مراحل حرجة فى تاريخها.

وبذل سموه طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهدا كبيرا فى تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم خصوصا الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن، واستقرت الكويت على مستوى السياسة الخارجية وشهدت ثباتا وتطورا كبيرا اتضحت ثماره فى

عندما وقف العالم أجمع مناصرا للحق الكويتى في وجه الغزو العراقى الآثم والذى نتج عنه  صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 ، الذى أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية ضد العراق ما لم يسحب قواته من الكويت.

تولى الشيخ صباح الأحمد مهمة أخرى فى 14 فبراير حين أسند إليه  تشكيل الحكومة بالنيابة عن ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح -طيب الله ثراه- بسبب ظروفه الصحية ، وفى 13 يوليو 2003 صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ صباح الأحمد رئيسا لمجلس الوزراء.

وخلال رئاسته للحكومة بذل كل الجهد للعمل على تقدم الكويت وقاد مرحلة هامة من تاريخ البلاد ، وذلك حتى وفاة المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- فى 15 من يناير عام 2006 عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قرارا بالإجماع بتزكية الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964.

المبايعة المباركة

وفي 29 يناير عام 2006 أدى سموه اليمين الدستورية في جلسة خاصة أمام مجلس الأمة مكملا بذلك مسيرة آبائه وأجداده في الحفاظ على الدستور وترسيخ الديمقراطية، وفي أولى كلماته بعد مبايعته أميرا وأداء اليمين الدستورية، وعد الشعب الكويتي بتحمل الأمانة وتولي المسؤولية، وعلى مواصلة العمل من أجل الكويت وأهلها، ودعا سموه الجميع للعمل من أجل جعل دولة الكويت دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والإخاء والمحبة، ويتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات مع المحافظة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير .

واجهة حضارية

و خلال السنوات الاثنى عشرة  الماضية التي تولى خلالها الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم ، شهدت الكويت نهضة تنموية شاملة ارتكزت على مجموعة من المشاريع الضخمة من أبرزها مدينة (صباح الأحمد البحرية) التى تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملة ما يدل على تشجيع سموه على إعطاء القطاع الخاص دورا أكبر فى المساهمة فى تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.

نفذت الحكومة تحت قيادة سموه ووفقا لتوجيهاته السامية العديد من المشاريع العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد مثل مشروع مستشفى جابر وميناء مبارك وجسر جابر الذي يربط بين الصبية ومدينة الكويت.

وتم أيضا تطوير العديد من الطرق الرئيسية وإنشاء شبكة من الجسور ومشروع مصفاة الزور ومبنى المطار الجديد واستاد جابر الرياضي إضافة إلى تنفيذ المدن الإسكانية الجديدة ومن أبرزها مدينة المطلاع السكنية العملاقة.

ولم يغفل صاحب السمو عن إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتي من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه في ظل الأخطار والتقلبات التي تعصف بالمنطقة من حين لآخر فكان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015 أكبر دليل على تلاحم القيادة والشعب في الكويت في مشهد مهيب وقف له العالم إكبارا وتقديرا.

العمل الأنساني

وعلى الصعيد الخارجي فقد تبوأت الكويت نتيجة لسياسات صاحب السمو ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية استحقت تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني) خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية لثلاث دورات متتالية على أرضها معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا.

واستضافت الكويت في عهد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها سمو أمير البلاد متمثلة في إنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره مليارا دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.

كما استضافت البلاد في ديسمبر 2013 قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها ال34 ومنتدى حوار التعاون الآسيوي الأول في أكتوبر 2012 الذي أعلن صاحب السمو خلاله تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار لمصلحة برنامج تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية.

وفي نوفمبر 2013 استضافت دولة الكويت القمة العربية الإفريقية الثالثة التي حضرها رؤساء وممثلو نحو 60 دولة حيث أعلن سموه في كلمته السامية بافتتاح القمة عن توجيه المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وحرص سمو الأمير خلال عام 2016 على مواصلة نشاطه السياسي ولقاءاته بقادة العالم وحضور المؤتمرات والفعاليات العالمية أبرزها حضوره وترؤسه وفد دولة الكويت في المؤتمر الدولي الرابع للمانحين لمساعدة الشعب السوري الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في شهر فبراير الماضي.

ولم يغب الوضع الإنساني العالمي عن اهتمام سموه فقد حرص على المشاركة في القمة الإنسانية العالمية التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية خلال شهر مايو 2016 وأكد فيها أن القمة مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي.

كما تلعب الكويت دورا بارزا في رأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين تمثلت بالموقف المحايد والأخوي في تغليب لغة الحوار الأخوي والتاريخي بين دولة قطر ودول المقاطعة الأمارات والسعودية والبحرين بعقد قمة خليجية في الكويت ، تبلور عنها هدوء نسبي في العلاقات الخليجية الخليجية .

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى